خاص// وكالة الصحافة اليمنية //
طٌردت القوات السعودية البريطانية من الحديدة في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولم تعد محافظة الحديدة إلى الحضن اليمني فحسب، فما هي إلا أعوام حتى عادت كل السلطنات والمحافظات الجنوبية تحت اليمن الموحد.
ورغم القوى العدوانية ورغم أخطبوط بريطانيا الممتد على المنطقة العربية، ودسائس آل سعود وطغيانهم مع تحالفاتها آنذاك، إلا أن الشعب اليمني أثبت بجدارة وامتياز أن قوته في وحدته، وعدوه اللدود الجار الشقيق.
اليوم وفي الساحل الغربي عادت المواجهات بين القوتين رغم التغيرات والفارق في العتاد والدعم الخارجي إلا أن استراتيجية الأرض اليمنية لم تتغير، وحنكة المقاتل اليمني لم تتغير، ولكن حال المقاتل اليمني والشعب اليمني، كان أفضل حالًا عما سبقه في أي حربًا خاضها في السابق وإن كانت معركة الحديدة مع فيصل آل سعود.
ولإن التاريخ يُعيد نفسه، إلى أن استراتيجية الحرب تفرض نفسها، فما يسمونه باتفاقية الطائف في (1934)الظالمة للشعب اليمني والتي أجبرت الإمام يحي بالتخلي عن ثلاث محفظات يمنية (عسير، نجران، جيزان) مقابل الحديدة لمدة عشرين عامًا فقط، سيلغيها التاريخ حتمًا ، والغزو السعودي الذي خرج آنذاك سالمًا عبر تلك الاتفاقية الظالمة سيُخرج اليوم مذبوحًا مجندلًا، فما أخذ وأنتزع بالقوة لن يعود إلا بالقوة ولئن التاريخ لا يظلم، فالأقدر ستبرهن ذلك .
يبرهن الإنسان اليمني مظلوميته من ظلم آل سعود ومن حالفهم على مر تاريخه، ولمعرفة العدو السعودي الأمريكي بهذا، حاول جاهدًا التصالح معه وتحديدًا ما يسمى ” باتفاقية جدة ” في العام 2000 والتي حاولت السعودية فيها امتصاص مظلومية الشعب اليمني باتفاقية عقيمة سرية مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح والتي نصت على “توقيع اتفاقيات اقتصادية وتعاون واستثمار بنئًا على ترسيم الحدود بـ “اتفاقية جدة” مع علي صالح لمحاولة إثبات “اتفاقية الطائف” عام 1934 والتي حصرها الإمام يحي في عشرين عامًا فقط.
حرب الساحل الغربي بالحديدة فاتحة خير لهذا الشعب المغلوب على أمره، ليتميز منها الخبيث من الطيب ، والصديق من العدو وليعود اليمن الكبير ممتدًا من جزر الفرسان حتى عدن حتى الحديدة، وبالقوة الرادعة التي لا يدعمها غير الله، ولتتبخر أحلام المرتزقة وتنتكس رؤوس الطغاة وإذناهم ،ليرفرف العالم اليمني شامخًا فوق أنوف المجرمين