مختصون يحذرون من الأوقات القاتلة خلال شهر رمضان الكريم
مختصون يحذرون من الأوقات القاتلة خلال شهر رمضان الكريم
خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
لم تكن مجرد أوقات عادية بالنسبة للكثير، بل تكاد أن تكون من أهم الأوقات العامرة بذكر الله والاستغفار في الشهر الكريم، ولكن البعض يحاول أن يجعل منها أوقاتا قاتلة في شهر الصيام “رمضان” الكريم، وخصوصا الساعتين التي تسبق “الإفطار” والتي تتحول عند البعض إلى حالة من الاستنفار والغضب، وفقدان توازن الألفاظ بالخروج عن المألوف في السلوك، والناتج كل ذلك عن سرعة الانفعالات النفسية والعصبية،بما بات يعرف بـ”النزق الرمضاني”.
فيما البعض يختلق المشاكل ويصنعها من العدم ومن لا شيء، بل ومن أتفه وابسط الأسباب، بحجة أنه “صائم”، وجميعنا نلاحظ ذلك أحيانا، لتصل إلى حد الاشتباك بالأيدي، وتتجه لمستويات أكبر من ذلك أحيانا في ارتكاب الجرائم الجسيمة “الطعن” والقتل بمختلف أنواع الأسلحة ومنها السلاح الأبيض ” الجنبية”، وتصل احيانا إلى إطلاق النار في الأسواق، وتحديدا منها أسواق القات.
مشهد مباشر
في مشهد مباشر، كانت البداية أشبه بالملاسنة العادية، ليتجه نحو الشجار الجاد وتطور ه إلى عراك بالأيدي، بين بائعي القات أثناء مروري قبل ثلاثة أيام، وتحديدا قبيل أذان المغرب بدقائق،
في شارع الوحدة ” الدائري” أمانة العاصمة، وبالصدفة، والذي أنتهي الأمر بأن أحدهم استطاع أن يستل “جنبية” أحد الحاضرين وبلمح البصر، وتوجيه الطعنات للطرف الآخر، ولكن شاء الله بأن أحدهم تدارك الموقف بسرعة وأمسك بيد الرجل قبل أن يسدد الطعنات التي كادت أن تكون قاتلة بحق جاره الذي يبتاع ” القات” بجواره.
صدور ضيقة
تسنى لنا الحديث مع أحد الحاضرين على عجالة حول تلك الحادثة، مع ضيق الوقت وفي عجالة من أمري، لم يتاح الوقت فرصة للتعرف على شخصه، ولكن وصف ذلك بقولة: ” سخافة وقلة عقول”، لافتا بأن من أتفه الأشياء يصنع الناس كما يقال وبحسب المثل الشعبي من ” الحبة قبة”.
مرجعا ذلك إلى ضيق الصدور لدى البعض، والذي وصفهم بـ ” الضابحين” بحسب اللهجة المحلية، والتي تعني سوء وضعهم النفسي والمعيشي.
نزق وسلوك سلبي
سلوك نزق ساخط سلبي.. هكذا يرى المختص في علم النفس – محمود مجلي- بأن مثل تلك السلوكيات تعتبر من الشخصيات العدوانية المؤقتة والتي تظهر عند البعض ملامح الطيبة والهدوء، ولكن في أدنى موقف يفقد سيطرته والانفعال يخرجون عن المألوف، وتعتبر عدوانية الباطن الخفي، ممن لا يستطيعون التحكم بضبط النفس في حينها، سواء كان ذلك في شهر رمضان أو في بقية الأيام العادية.
كاشفا بأن مثل تلك الشخصيات كما يبدو بأنها لم تعتاد على النقاش والهدوء منذ طفولتها، والدفاع عن نفسها بالتعبير عن رأيها، ويسهم الكبت والقهر الذين تعرضوا له منذ الطفولة دور كبير في فقدان السيطرة وعدم القدرة على القبول بالرأي المخالف لك.
تهذيب النفس
وأكد ” مجلي” أن الحقيقة الدينية والعلمية للصيام هي تهذيب السلوك بما يسهم في خلق الطمأنينة والراحة النفسية، وتعزيز تزكيتها لدى الإنسان.
مشيرا إلى أن البعض من تلك الشخصيات تظهر عدوانيتها في لحظات، وتخرج غضبها لتؤذي الآخرين جراء ذلك الانفعال العدائي تجدها تعود لحالتها النفسية الطبيعية، بعد الحصول على وقت من الهدوء والراحة، حتى ان بعضهم قد يستغربون من تصرفاتهم وسلوكياتهم تلك التي حدثت منهم في الأوقات السابقة.
قلق وسرعة جنونية
لم تكن تلك الأوقات هي القاتلة بمفردها. . بل هناك من الأوقات ما هو أسرع قتلا وفتكا، في الأوقات الحرجة من شهر رمضان.
وهو ما نلاحظه في شوارع أمانة العاصمة، وغيرها من المدن، الرئيسية، وتحديدا أوقات ما قبل الافطار أذان المغرب، والفجر ” السحور” والتي تبدوا وكأنها خالية من المارة، وتعد من أشد الأوقات القاتلة، والأكثر منها في اوقات المغرب، الذي يرتكب سائقو السيارات والدراجات النارية، الحوادث المرورية المروعة، نتيجة السرعة الجنونية باعتبارها من اللحظات الفارقة بالنسبة للسائقين، من أجل اللحاق بموعد الإفطار في المنزل، مع أنها أوقات ولحظات لا تتجاوز الدقائق، جعلت الكثير من السائقين يقضون سنوات خلف القضبان، ولحظات ندم تلازمهم بقية الحياة.
عدم الالتزام
فيما يحذر أحد رجال المرور – صدام صلاح ـ من التهور و السرعة الزائدة في تلك الأوقات التي تبدو قاتلة بالفعل نتيجة عدم الالتزام بالسرعة المحددة من جهة، وإدراك السائق بأن الشارع أصبح خاليا من المارة، في اوقات ما قبل الإفطار من جهة ثانية، والذي يتفاجئ بمرور أحد الاشخاص، أو ظهور مفاجئ لسيارة او دراجة نارية من تقاطع أو شارع فرعي، حينها لا يستطيع التصرف لتفادي وتحاشي أي حادث عرضي.
وأشار إلى أن حوادث الدراجات النارية تعد الأكثر ارتفاعا خلال شهر رمضان، وتحديدا في أوقات المغرب نتيجة السرعة والمجازفة، محذرا كافة سائقين ولاسيما سائقي الدراجات النارية من السرعة الزائدة، وتحديدا في الأوقات القاتلة والتي تسبق قبل الإفطار.