تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
في الوقت الذي يعيش فيه الشعب اليمني ظروفاً اقتصادية ومعيشية صعبة، جراء استمرار الحرب والحصار المفروض عليه مُنذ قرابة 8 سنوات، تم خلالها تدمير اقتصاد البلاد وحول اليمن إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم حسب تقارير الأمم المتحدة، تواصل دول التحالف الإمعان في نهب النفط والغاز اليمني، حيث عقدت القوات الإماراتية في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة، اليوم الخميس، اجتماع مع وفد فرنسي لبحث عملية بيع الغاز اليمني المسال للخارج عبر شركة توتال الفرنسية.
ردود أفعال غاضبة
ولاقت الخطوة الإماراتية الفرنسية موجة غضب واسعة في الشارع اليمني، حيث أعرب ناشطون وإعلاميون ومسؤولون موالون للتحالف، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن امتعاضهم من قيام الإمارات ببيع الغاز اليمني بعيداً عن الحكومة التي تم تشكيلها من قبل السعودية والإمارات.
وفي السياق قال الإعلامي المقرب من حزب الإصلاح “عباس الضالعي”، في سلسلة تغريدات له على منصة “تويتر”، رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية” أن: “الغاز يمني والوكلاء اماراتيين .. لعنة الله على من اوصل اليمن الى هذا الوضع”.
الغاز يمني والوكلاء اماراتيين..
لعنة الله على من اوصل اليمن الى هذا الوضع pic.twitter.com/EsPzOKwGsJ
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) August 18, 2022
وأضاف الضالعي في تغريدة أخرى: “هذه الصورة المهينة تستفز كل يمني وتدفع الناس للتحالف حتى مع الشيطان من من أجل تحرير اليمن من هذا المحتل الغبي”.
وطالب الضالعي في تغريداته، قوات صنعاء سرعة العمل على تحرير اليمن من المحتلين وعلى وجه الخصوص المناطق الغنية بالنفط قائلا: “أين الحوثي؟”.
هذه الصورة المهينة تستفز كل يمني وتدفع الناس للتحالف حتى مع الشيطان من اجل تحرير اليمن من هذا المحتل الغبي.
اين الحوثي؟ pic.twitter.com/EwlaODGZ83
— عباس الضالعي (@abbasaldhaleai) August 18, 2022
من جهته علق الإعلامي الجنوبي “أنيس منصور الصبيحي”، المسؤول الإعلامي السابق لسفارة “حكومة التحالف” في الرياض في سلسلة تغريدات له على منصة “تويتر” على صورة اجتماع الإماراتيين والفرنسيين في ميناء بلحاف بالقول: “هذه الصورة تختزل اسباب الحرب في شبوة واسباب استماتة الامارات على شبوة”.
وأضاف منصور: “وفد فرنسي مع محافظ شبوة وقيادات إماراتية في منشأة بلحاف وقبل هذا تكلمنا وكتبنا عن الدور الفرنسي والبريطاني في شبوة والمهرة”.
هذه الصورة تختزل اسباب الحرب في شبوة واسباب استماتة الامارات على شبوة
وفد فرنسي مع محافظ شبوة وقيادات اماراتيه في منشاة بلحاف وقبل هذا تكلمنا وكتبنا عن الدور الفرنسي والبريطاني في شبوة والمهرة #رشاد_العليمي_خيانة_عمالة_نذالة pic.twitter.com/ehZNVulZJX— انيس منصور – Anes Mansoor (@anesmansory) August 18, 2022
وأكد الصبيحي، في تغريدة لاحقه، أن عملية نهب ثروات اليمن النفطية جاءت بعد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي محمد بن زايد إلى العاصمة الفرنسية باريس.
مساحة نقاش صوتية فتحتها قبل ايام بعنوان #نهب_الثروات_اليمنية
الغاز والنفط واتفاقية توتال والتحركات الفرنسية في شبوة تزامنت مع زيارة بن سلمان وبن زايد الى باريس #رشاد_العليمي_خيانة_عمالة_نذالة #شبوة_تدعس_حثالة_الامارات https://t.co/3PPydOEyrj— انيس منصور – Anes Mansoor (@anesmansory) August 18, 2022
الناشطة الإعلامية والسياسية الموالية للتحالف “سميرة الصرمي قالت في تغريدة لها على منصة “تويتر”، رصدتها “وكالة الصحافة اليمنية”: “الأمور تتضح أكثر يوماً بعد أخر تخلصوا من الجيش الوطني في شبوة واستهدفوه بالطيران المسيرتحت مبررات فارغة والهدف هو بلحاف وتصدير النفط والغاز الى اوروبا”.
وأضافت سميرة: “مفاوضات مباشرة بين الامارات ومرتزقتها وضباطها والفرنسيين.لنهب ثرواتنا.ويامطبل طبل واستمر بالتطبيل”.
الامور تتضح اكثر يوما بعد اخر تخلصوامن الجيش الوطني في شبوه واستهدفوه بالطيران المسيرتحت مبررات فارغه والهدف هو بلحاف وتصدير النفط والغاز الى اوربا مفاوضات مباشره بين الامارات ومرتزقتهاوضباطهاوالفرنسيين.لنهب ثرواتنا.ويامطبل طبل واستمر بالتطبيل. ابراهيم المنيفي#فريق_فرسان_الاقصى pic.twitter.com/v3fwxkygLR
— سميرة الصرمي samalsarmy@ (@samera_alsrmy) August 18, 2022
وقال الناشط السياسي “المنصور القحطاني” في تغريدة : “أخيراً اتضحت الصورة وفد فرنسي من شركة توتال بحضور ضباط امارتيين يناقش مع محافظ الامارات الجديد في شبوة عوض الوزير الية تصدير الغاز من بلحاف الى أوروبا لتعويض النقص في امدادات الغاز الروسي لاوروبا اما بخصوص الاسعار والكمية فقد تم الاتفاق مع سيدهم محمد بن زايد والتفاصيل على الخونة”.
اخير اتضحت الصورة
وفد فرنسي من شركة توتال بحظور ضباط امارتيين يناقش مع محافظ الامارات الجديد في شبوة عوض الوزير الية تصدير الغاز من بلحاف الى أوروبا لتعويض النقص في امدادات الغاز الروسي لاوروبا اما بخصوص الاسعار والكمية فقد تم الاتفاق مع سيدهم محمد بن زايد والتفاصيل على الخونة pic.twitter.com/49q36w8zif— المنصور القحطاني (الفاتح اليماني) (@AlmnswrAlqhtany) August 18, 2022
غاز اليمن بين فكي الإمارات وفرنسا
وفي ذات السياق كشف وزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، في تغريدة له على “تويتر” الأحد الماضي، عن تحضيرات تجري لتصدير الغاز اليمني المسال من منشأة بلحاف الغازية في محافظة شبوة، شرقي اليمن.
وأرجع القربي، سبب المواجهات التي اندلعت في عتق بين ميليشيات الإصلاح و”الانتقالي”، سببا للتحرك الفرنسي وتفاوض باريس مع بعض الدول الإقليمية وأطراف الصراع لتصديرالغاز اليمني المسال، في إشارة منه إلى الاتفاق الفرنسي الإماراتي على استئناف إنتاج الغاز بعيدا عن ما يسمى “حكومة الشرعية”، مطلع العام الجاري في أبوظبي.
تتوالى المعلومات حول تحضيرات تجري لتصدير الغاز من منشأة بلحاف وأنه قد يكون سبب احداث شبوة وتحرك فرنسا النشط وتفاوضها مع بعض دول الاقليم واطراف الصراع اليمنية لتصديره في ظل ارتفاع اسعار الغاز دوليا ولتخفيف الضغط الروسي على اوربا وتوفير الحماية للمنشاة عبر الفيلق الفرنسي الاجنبي
— Dr Abubaker Alqirbi. الدكتور ابوبكر القربي (@AAlqirbi) August 16, 2022
وكانت وسائل إعلام محلية في اليمن، قد أكدت في 22 يوليو الماضي، أن شركة توتال الفرنسية تستعد لاعادة تشغيل اهم منشآت انتاج الغاز المسال في اليمن، في اعقاب الزيارة التي قام بها رئيس دولة الامارات التي تسيطر على منشأة بلحاف النفطية، إلى باريس والتوقيع على عدة اتفاقيات بما فيها مجال الطاقة.
بينما أفادت وسائل اعلام إماراتية أن محمد بن زايد وماكرون وقعا عدة اتفاقيات لتعزيز ما وصفته بـ”أمن الطاقة عالميا”.
ومن بين تلك الاتفاقيات صفقة بخصوص استئناف العمل بمنشاة بلحاف التي تستحوذ الشركة الفرنسية على 39 % من أسهمها وتعد المشغل الأبرز لها.
بلحاف طريق أوروبا لتعويض خسائرها
ووفقاً لخبراء اقتصاد فقد جاء التحرك الإماراتي الفرنسي بشأن إعادة تصدير الغاز اليمني المسال من ميناء بلحاف بالتزامن مع بدء الحرب الروسية ـ الغربية في أوكرانيا، والتي أثرت بشكل فوري على أسعار النفط والغاز عالمياً، على اعتبار أن روسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وتوفر ما يزيد عن 40% من واردات الغاز الطبيعي السنوية لدول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب الخبراء والمراقبون للشأن اليمني، فقد اتجهت أنظار الشركات النفطية العالمية وعلى وجه الخصوص شركة توتال الفرنسية وشركة هنت الأمريكية إلى اليمن، الذي يحتوي على احتياطات ضخمة من النفط والغاز تقدر بالـ 11.950 مليار برميل من النفط الخام حيث رصدت في الفترة الأخيرة نشاطات متسارعة لشركات التنقيب والإنتاج النفطي في اليمن.
نهب الثروة النفطية