أكدت وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء، أن معاناة المرضى المحتاجين للسفر للخارج مازالت مستمرة، ولم تتوفر رحلات إلى مختلف البلدان للعلاج.
وأشار الناطق الرسمي للوزارة الدكتور أنيس الأصبحي في مؤتمر صحفي اليوم السبت بصنعاء، حول “آثار الحرب والحصار وتبعات استمراره على القطاع الصحي”، إلى أنه يتم تسيير رحلتين أسبوعياً إلى الأردن فيما الاحتياج لإجلاء جميع المرضى المسجلين لدى اللجنة الطبية وعددهم 30 ألف حالة، يصل إلى 150 رحلة خاصة لاستيعابهم.
وذكر الدكتور الأصبحي أن الفتح المحدود لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، خلال الهدنة، لا يفي بأدنى احتياجات القطاع الصحي وحاجة المرضى، مؤكداً بأن ألفاً و800 حالة توفيت بسبب تأخر سفرها إلى الخارج للعلاج، بما يعادل 15 بالمائة من إجمالي عدد الحالات المرضية المحتاجة للسفر.
وطالبت وزارة الصحة بفتح مطار صنعاء أمام جميع الرحلات التجارية والأممية والمساعدات الإنسانية، بصورة مستمرة، وكذا فتح جميع الموانئ اليمنية ورفع الحصار، وتيسير دخول المشتقات النفطية التي يؤثر عرقلتها على تشغيل القطاع الصحي.
كما طالبت وزارة الصحة بادخال المساعدات الإنسانية الدوائية والغذائية دون شروط أو احتجاز، والتسليم الفوري لمرتبات موظفي الدولة عموماً والقطاع الصحي خاصة، وإعادة بناء وتأهيل ما دمر من مرافق صحية ومنشآت وزارة الصحة.
وأشار الأصبحي إلى أن استمرار الحرب والحصار يتسبب في زيادة عدد الوفيات بين المرضى وخصوصاً في الأرياف، لافتا إلى عدم سماح التحالف بإدخال بعض الأجهزة والمستلزمات الطبية والعلاجية خاصة المتعلقة بأمراض السرطان والأورام والأمراض المزمنة.
وأوضح أن الحصار الشامل أدى إلى زيادة معدلات سوء التغذية حيث تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية و632 ألف طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم المهدد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون من الأمهات الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط.
ولفت إلى أن الوضع الغذائي السيئ في اليمن جراء الحصار والحرب أدى إلى ضعف شديد للمناعة وسرعة انتشار الأمراض والأوبئة.. مشيرا إلى أن استخدام العدوان للأسلحة المحرمة تسبب في ارتفاع نسب التشوهات الخلقية وإجهاض الأجنة بمعدل 350 ألف حالة إجهاض و12 ألف حالة تشوه.
وبيّن الأصبحي، أن وفيات الأمهات بسبب الحمل والولادة بلغت 500 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية أي أن عدد وفيات الأمهات خلال فترة الحرب بلغ 40 ألفاً و320 امرأة حامل، فيما يبلغ عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة 288 طفلاً يومياً وبلغ خلال فترة الحرب 727 الف و760 طفل، كما تسبب الحصار في رفع نسبة المواليد الخدج إلى ثمانية في المائة مقارنة بالوضع قبل الحرب بمعدل 22 ألفاً و 599 حالة.
وأوضح أن الحرب والحصار تسببا في زيادة أعداد المصابين بالأورام بنسبة 50 بالمائة عن المعدل بداية الحرب في 2015م وبلغت 46 ألفاً و204 حالات خلال العام 2021م، كما منع التحالف إدخال معدات طبية حيوية وعزفت شركات دولية عن توريد الأدوية إلى اليمن نتيجة للحصار.. مؤكدا أن شحنات مساعدات انتهت صلاحيتها نتيجة بقائها في جيبوتي كمحطة قسرية لمرور المساعدات إلى اليمن .
وأشار إلى تسجيل أربعة آلاف و320 حالة لمرضى الفشل الكلوي، وتم تأمين جلسات غسيل لأكثر من أربعة آلاف مريض يتوزعون على 16 مركزا مهددة بالتوقفَ، كما تم تسجيل ألفي حالة لوكيميا أطفال وألفين حالة زراعة قرنية.
وذكر أنه تم تسجيل 46 ألفاً و239 حالة مترددة على مراكز الأورام، وانعدام 50 في المائة من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان خاصة الأدوية الكيمائية الموجهة والمواد المشعة، وتوقف خدمات التشخيص والعلاج بالإشعاع جراء منع العدوان دخول أهم التجهيزات والمستلزمات كالمعجل الخطي و”الكوبالت بي ستة” والرنين المغناطيسي القائم على تقنية غاز الهيليوم واليود المشع ومستلزمات المسح الذري.
وفيما يخص الأوبئة تطرق الناطق باسم وزارة الصحة إلى أنه تم تسجيل 131 ألفاً و528 حالة ملاريا مؤكدة مخبريا، توفي منها 139 حالة، وكذا تسجيل 65 ألفاً و655 حالة داء كلب توفي منها 139 حالة .. مؤكدا أن التحالف منع دخول المصل المخصص لعلاج حالات داء الكلب.
وبين أنه تم تسجيل ثمانية آلاف و51 حالة دفتيريا، توفي منها 516، بالإضافة إلى تسجيل 58 ألفاً و277 حالة إصابة بالحصبة توفي منها 461 حالة، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية للطرقات والجسور مما أعاق وصول الحالات الحرجة إلى المرافق الصحية.
كما أكد أن تداعيات الحصار أثرت على الأدوية والمستلزمات الطبية ما أدى إلى ارتفاع سعر الأدوية وانخفاض القدرة الشرائية لدى المرضى نتيجة الحرب الاقتصادية وصعوبة وصول عدد من الأصناف الدوائية التي تحتاج إلى ظروف نقل خاصة بالتبريد للأدوية الهرمونية ومخثرات الدم وغيرها.