هذا هو طارق ..صورة تذكارية أخيرة..!

تحليل خاص.. وكالة الصحافة اليمنية..

• حرب كونية ضد اليمن
  

  مما لا شك فيه أن االشعب اليمني يخوض يواجه حرب كونية رسمتها اسرائيل بدقة عالية ونفذتها أمريكا بكل وحشية مستخدمة فيها أدوات عربية رخيصة، أكثر من 17 دولة تورطت بالمشاركة الفعلية في الحرب التي لا زالت تدور منذ 26 مارس 2015م، وبالرغم من إعلان دول التحالف الذي شكلته السعودية وقادته تحت مسمى “عاصفة الحزم” أنها تهدف للقضاء على من لا زالت تصفهم بـ “الحوثيين” وإنها ما تعتبره “إنقلاباً” في إشارة الى الثورة الشعبية التي أطاحت بكل من الرئيس المستقيل هادي وحكومة محمد سالم باسندوة_ إلا أن ذلك التحالف أثبت خلال ثلاث سنوات بأنه يقاتل الشعب اليمني كآفة وأنه لا يفرق بين مدنيين ولا عسكريين ولا بين حوثيين ولا بين اشتراكيين ولا بين اصلاحيين ولا بين مؤتمريين، ولا بين نساء ولا بين رجال، ولا زالت طائراته تعربد حتى اليوم وترتكب أبشع الجرائم في شتى المدن والقرى اليمنية في ظل صمت وتواطئ أممي فاضح.

• تلاحم الشعب اليمني
  

  عجزت السعودية ومن ورائها أمريكا واسرائيل عن إقناع الشعب اليمني بأن صواريخهم تتساقط برداً وسلاماً عليهم وعلى نسائهم وأطفالهم وذاقوا منهما مالم يذه أي شعب على مر التاريخ من القتل والتدمير والتشويش على التاريخ وسرقة بعض من صفحاته ونهب ثرواته، فتكاتف الشعب كل الشعب رابطاً على بطنه من الجوع الذي استخدمته دول التحالف وضمد جراحه وعزم على التحدي والمواجهة بما لديه من إمكانيات متواضعة، تلاحم الكثير من أبناء الشعب وسطروا أروع وأعظم الملاحم البطولية في كل شبر من تراب اليمن الطاهر، وخلفوا للأجيال حكايات بطولية تفتخر بها وتضاعف رصيدهم المشرف في تاريخهم المعروف في القضاء على الغزاة ودفنهم في شواطئ ورمال اليمن وحرمانهم من العودة ولو كرفات أو جثث متفحمة.

• إنهاء دور القذافي ومبارك وصالح في المنطقة
  

  ولأن الحرب منذ أول طلقة أمريكية صهيونية خالصة ضد الشعب اليمني في إطار مخطط كبير لإعادة رسم وتقسيم المنطقة العربية، فلم يعد لأي من الشخصيات اليمنية أي دور في ذلك المخطط الامريكي الذي هدف أساسا للقضاء على الأنظمة العربية القائمة رغم ضعفها وولائها لواشنطن واستبدالها بأنظمة صغيرة وأكثر ضعفاً بحيث يكون من السهل عليها أن تعيد رسم المنطقة كما يحلو لها، ولم تضمن أمريكا في خططها الجديدة أي مستقبل أو دور لأولئك الالزعماء والقادة السابقين من أمثال مبارك والقذافي وعلي عبدالله صالح وغيرهم، وبالرغم من أن ماحدث في اليمن من أحداث في ما عرف بـ “الربيع العربي” وما تلاها من تفاهمات واتفاقات سياسية ضمنت للرئيس السابق البقاء في بلاده وحصنته من الملاحقات الجنائية والقضائية، إلا أن الادارة الأمريكية لم تمنحه أي دور ولم تسمح له بالعودة لممارسة السياسة بالرغم من أن بعض الأطراف والقوى السياسية اليمنية منحته أكثر من فرصة لممارسة أنشطة سياسية باعتباره رئيس سابق ورئيس حزب يمني كبير، إلا الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لم تتعاطى معه بالرغم من أن الرجل حاول ارسال الاشارات إليها عبر وسطاء وسفراء وأصدقاء وعبر وسائل الإعلام لكنه لم يفلح لأن المخطط التي رسمتها اسرائيل وأمريكا تجاوزت ما يمكن أن يقدمه صالح أو مبارك أو غيره.

• منح أمراء الخليج دور مؤقت
  

  وبالرغم من أن السعودية والامارات أو دول الخليج مجتمعة تؤدي اليوم دورا هاماً في تنفيذ المخطط الامريكي وتنفيذه إلا أن ذلك الدور محدود ومؤقت وتستطيع واشنطن بإشارة واحدة منها أو بنقلة واحدة “بلغة الشطرنج” أن تحيل الدور السعودي أو الاماراتي الى التقاعد المبكر أو الحجر على هذا الأمير أو ذاك وحصاره كما حدث مع قطر وأميرها.

• دور طارق صالح في الحرب
  

  وإذا كانت أدوار ملوك الخليج في الحرب على اليمن محدودة ومؤقتة ورخيصة في نفس الوقت فماذا يمكن أن نسمي اليوم الدور الذي يقوم به العميد الفار طارق محمد عبدالله صالح؟!..، الحقيقة أن أدوات أمريكا التي تنفذ مخططها في اليمن وهي الامارات والسعودية وهما تؤديان دور القائد لهذه الحرب فإنها لجأت وبشكل طبيعي للبحث عمن يمكنها أن تستفيد منه من اليمنيين سواء كسياسي أو اعلامي أو شيخ قبلي أو قائد عسكري أو حتى جندي عادي، استخدمتا هادي بصفته الرئاسية لتبرير عدوانها أولا واستخدمت حزب الاصلاح ثانيا لتبرير ذلك العدوان والترحيب به، كما استخدمت قادة عسكريين للعمل معها كجواسيس وعملاء لنقل الاحداثيات وارسالها أو ادارة المرتزقة والجنود المستأجرين في جبهات القتال، وهوا اسلوب أيضاً رخيص ومؤقت تضطر لاتباعه وانتهاجه أدوات أمريكا لتنفيذ مهام وخطط المطلوب منها سرعة تنفيذها على أرض الواقع.

• صورة تكارية أخيرة لآخر جندي في نظام بائد
  

  الخلاصة أن الشعب اليمني يواجه العالم ممثلاً بقواه العظمى أمريكا وبريطانيا وعدد من دول أوروبا التي تشارك بأحدث أسلحتها، وأن الشعب اليمني بات على وعي كبير بعدوه الحقيقي وإن تخفى وراء عبايات وعقالات عربية، وأن الدور الذي يقوم به أمراء السعودية والامارات دور رخيص ومؤقت، وأن طارق صالح لا يمثل أي أهمية تذكر في المعركة، كونه قائد صغير تفصل بينه وبين قادة الحرب الحقيقيين في أمريكا آلاف السنين الضوئية، ومهزوم باعتباره جزء من نظام عميل وبائد تم إعفاءه من الخدمة سابقاً… وكل ما في الأمر أن هناك من منحه فرصة لإلتقاط صور تذكارية أخيره له ولأصدقائه والاستفادة من أي كمية حقد في صدره ضد الشعب اليمني لمنحهم بعض الانتصارات الصغيرة المؤقتة ولو في مساحة كم2 واحد.