حذر خبراء من أن اليمن معرض لخطر كبير من نفاذ مياه الشرب بالكامل، في العقود القليلة المقبلة، واليوم بات الوضع مريعًا لأن غالبية الناس في اليمن لا يحصلون على المياه النظيفة ونصيب الفرد من المياه العذبة هو 74 مترًا مكعبًا فقط – في العام الواحد أقل بشكل كبير مما يعتبر “خط الفقر المائي” البالغ 1000 متر مكعب للفرد.
جاء ذلك في تقرير نشره موقع “inkstickmedia” أمس الأربعاء، والذي قال بأن تغير المناخ، له آثار مدمرة على إمدادات المياه في اليمن، حيث أصبحت حالات الجفاف والفيضانات ، بدلاً من هطول الأمطار المنتظمة ، شائعة بشكل متزايد.
واستدركت كاتبة التقرير نيكو جافارنيا وهي باحثة إقليمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فأنه ليس المناخ من تسبب في ذلك فقط، فالحرب على اليمن من أكبر المساهمين في هذه الكارثة.
وأشار التقرير إلى أن الحرب تسببت بأضرار بيئية، ستستمر لعقود قادمة، حيث تم تدمير مصادر المياه والغذاء، بفعل الضربات الجوية وفرص الحصار حتى اليوم.
ولفتت الباحثة في تقريرها إلى أن تدهور المؤسسات الحكومية أدى إلى انهيار في إدارة النفايات والمياه والغذاء والأراضي والبنية التحتية الأوسع في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الباحثة بأن حفر الآبار دون تصاريح بحسب الحاجة، أدى إلى الإفراط في استخراج المياه الجوفية، ما تسبب بتقليل ضغط المياه في الآبار وجفاف العديد منها.
وتابع التقرير بالقول إن عدم تطوير البنية التحتية للنفايات والصرف الصحي، أثر على إمداد المياه الجوفية، بسبب لجوء العديد من السكان إلى حفر فتحات صرف صحي بجوار منازلهم.
مهاجمة البنية التحتية الحرجة
وحملت الباحثة التحالف مسؤولية تدمير البنية التحتية الحيوية من خلال الهجمات البرية والجوية، حيث أضرت غارات التحالف بمصادر المياه والأراضي الزراعية، فقد بينت دراسة من عام 2017 ، باستخدام بيانات من مشروع بيانات اليمن ، أن الأراضي الزراعية كانت الهدف الأكثر تضررًا من قبل التحالف في معظم المحافظات في جميع أنحاء البلاد بين مارس 2015 وأغسطس 2016. دمرت الغارات الجوية مضخات المياه في الأراضي الزراعية ، مما جعل نظام الري بأكمله عديم الفائدة ، وترك المزارعين بدون وسيلة لإنتاج المحاصيل.
بالإضافة إلى الضرر الفوري الذي أحدثته هذه الهجمات على البيئة – سواء في التدمير الفوري للأرض والمياه أو إلحاق الضرر بها – فإنها تؤدي أيضًا إلى أضرار طويلة المدى ، حيث قد تؤدي أنظمة الري المعطلة إلى ترك الأرض لتجف وتصبح غير صالحة للزراعة. كما ثبت أيضًا أن للأسلحة المتفجرة تأثيرات ملوثة طويلة المدى على الماء والهواء والتربة.