من اجل هذه الاسباب يستميت التحالف في معركة الساحل الغربي
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية // سبق للولايات المتحدة أن ابدت مطامع كثيرة في السيطرة على باب المندب وطرق الملاحة في البحر الاحمر، وهي وقائع حدثت منذ اكثر من ثلاثة عقود، الامر الذي يجعل اطماع امريكا في احتلال اراضي اليمن امراً واقعاً وليس مجرد سجالات بين اطراف النزاع. فبمجرد أن انطلقت ” عاصفة […]
تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
سبق للولايات المتحدة أن ابدت مطامع كثيرة في السيطرة على باب المندب وطرق الملاحة في البحر الاحمر، وهي وقائع حدثت منذ اكثر من ثلاثة عقود، الامر الذي يجعل اطماع امريكا في احتلال اراضي اليمن امراً واقعاً وليس مجرد سجالات بين اطراف النزاع.
فبمجرد أن انطلقت ” عاصفة الحزم” ضد اليمن، عملت امريكا بشكل سريع على اثبات تواجدها في عدد من الجزر اليمنية التي تتمتع باهمية استراتيجية في الاشراف على مضيق باب المندب وطرق الملاحة في البحر الاحمر.
في ال(8) من يوليو العام الماضي كشف موقع “جاينز” البريطاني المتخصص في الشؤون العسكرية أن الإمارات انشئت قاعدة عسكرية لها في جزيرة “ميون” اليمنية المطلة على باب المندب، والحقيقة أنه لايمكن لدولة صغيرة مثل الامارات ان تكون هي صاحبة المشروع فالمسألة تحتاج إلى قدرات إمبراطورية استعمارية مثل الولايات المتحدة.
ورغم ان هناك من يحاول التغطية على الدور الامريكي في الحرب على اليمن بغرض تضليل الرأي العام ، واظهار امريكا بريئة من كل ما يرتكب بحق اليمن واليمنيين، إلا أن هناك من يؤكد ان حرب التحالف على اليمن تتركز في تحقيق حلم امريكي قديم بالسيطرة على باب المندب واحتلال عدد من الجزر اليمنية في البحر الاحمر، بغرض خنق العالم والتحكم بحركة التجارة الدولية في هذه الرقعة المهمة من العالم.
فقد حدثت في الماضي وقائع كثيرة اظهرت من خلالها واشنطن اطماعها في باب المندب والجزر اليمنية على البحر الاحمر، وبما يجعل الحديث عن اطماع امريكا في اجزاء من الساحل البحر الاحمر والجزر اليمنية، ليست مجرد ادعاءات من طرف ضد طرف اخر من المتحاربين.
و سبق أن حذر من تلك الاطماع عدد من الخبراء الاستراتيجيين العرب قبل ان تنشب حرب التحالف على اليمن بعدة عقود، كان على رأسهم المفكر المصري الراحل محمد حسنين هيكل ، الذي حذر في حوار مع قناة الجزيرة مع البدايات الاولى لهجمة ” عاصفة الحزم” على اليمن ، من أن امريكا ستعمل على استغلال الاوضاع الحالية لليمن لتنشئ قواعد عسكرية لها في جزيرة ميون وبقية الجزر اليمنية، حديث هيكل جاء في سياق عدة اطروحات قدمها المفكر المصري الراحل منذ العام 1972، تحدث فيها ان “البحر الاحمر، سوف يصبح غداً أكثر جبهة من أهم وأخطر جبهات الصراع الطويل والمتصل مع العدو الإسرائيلى” وان “هذه جبهة – أي جبهة البحر الاحمر- من أخطر جبهات صراعنا الراهن مع إسرائيل”.
امريكا تنصح اليمن بالتخلي عن جزيرة حنيش لصالح اريتيريا
هناك الكثير من الوقائع التاريخية الحافلة بالعديد من الاثباتات التي تؤكد وجود نوايا امريكية خبيثة في التحكم بمضيق باب المندب وطرق الملاحة في البحر الاحمر، ابرز تلك الوقائع يتمثل بالموقف الامريكي الخارج عن الاعراف والديبلوماسية من ازمة جزيرة حنيش التي اندلعت بين اليمن واريتيريا في ديسمبر 1995 حيث اقدمت ارتيريا على احتلال جزيرة حنيش اليمنية ، كان الجميع يعرفون ان احتلال جزيرة حنيش تم بقدرات اسرائيلية تفوق قدرات دولة ارتيريا التي نشئت منذ عامين في حينه.
في اطار الازمة المحتدمة بين اليمن وارتيريا حول تبعية جزيرة حنيش ، تقدمت واشنطن عبر سفيرها باليمن ” ديفيد نيوتن “بحل لا يمت للمنطق بصلة ، اقترحت من خلاله واشنطن على اليمن “التخلي عن جزيرة حنيش لصالح ارتيريا” تجنباً للحرب ، وقد استغلت امريكا اوضاع اليمن الذي كان يضمد جراح الحرب الاهلية في صيف عام (1994).
“ومن جهة أخرى فإن واشنطن بذلت جهداً مكشوفاً لتدعيم الموقف الإرتيري وتشجيع أطماعه، وفي عرقلة المبادرة الفرنسية لحل النزاع ضمن استراتيجياتها الدولية القاضية بالحد من النفوذ الفرنسي في عنق البحر الأحمر” وهذه ليست فبركات بل حقائق وقعت وبإمكان الجميع التأكد من صحتها عبر المعلومات المتوافرة في الشبكة العنكبوتية وفي وسائل اعلامية لاتمت بصلة لحكومة صنعاء.
بينما كشف الخبير الاستراتيجي الدكتور انيس الاصبحي لصحيفة الاخبار اللبنانية أن الولايات المتحدة تقدمت في العام 2008 بطلب للحكومة اليمنية من اجل انشاء قاعدة عسكرية امريكية في منطقة العمري الاستراتيجية إلا ان السلطات اليمنية رفضت الطلب في حينه.
ورغم ان هذه الاحداث حقيقية وقعت في وقت سابق ولا يمكن ادعاء انها مجرد فبركات من قبل انصار الله او حكومة صنعاء، إلا أن هناك جيوش من وسائل الاعلام والاحزاب السياسية تحاول أن تصوير امريكا باعتبارها صديقة للعرب والمسلمين وتحاول التستر على مطامع امريكا في الجزر والسواحل اليمنية إلى ان يصبح التواجد العسكري الامريكي امراً واقعاً على اليمن والعالم.
الجزر مقابل البر الرئيسي
ويرى عدد من المحللين السياسيين ان التحالف يستميت في معركة الساحل الغربي ، بهدف انتزاع ورقة ضغط على اليمن في اي جولة مفاوضات محتملة يتم بموجبها مقايضة اليمن بانسحاب التحالف من البر الرئيسي لليمن مقابل السماح بتواجد قوات ما يسمى ” التحالف” في الظاهر و”امريكا” في الباطن على الجزر اليمنية.
ويضيف المحللون ان واشنطن اعدت سيناريوهات اخرى من اجل المضي في مشروع احتلال الجزر اليمنية، ابرز تلك السيناريوهات يتمثل بانشاء حكومات فيدرالية في اليمن يتم اجبارها على توقيع اتفاقيات يتم بموجبها تأجير الجزر اليمنية للقوات الامريكية أو للدول التي تستخدمها الولايات المتحدة مطية لمشاريعها في المنطقة (السعودية – الامارات).
ومن اجل اقناع المجتمع الدولي ستعزز واشنطن مسألة التواجد الامريكي في الجزر اليمنية على البحر الاحمر بمسألة مكافحة الارهاب ، ولا يستبعد من اجل ذلك أن تعمد واشنطن إلى تحريك المجاميع الارهابية التابعة لها للقيام باستهداف سفن تجارية في باب المندب ، وبما يجعل مسألة التواجد العسكري الامريكي ضرورة حتمية امام العالم لحماية طرق الملاحة في باب المندب والبحر الاحمر.
مشاريع امريكا تتسع على باب المندب
بعد انشاء القاعدة العسكرية في جزيرة ميون اخذت واشنطن توسع من تواجدها العسكري على البحر، فقد كشفت صحيفة الاخبار اللبنانية الاحد الماضي ، أن امريكا والسعوديين يعملون على تجهيز معسكر العمري المشرف على باب المندب ليصبح قاعدة مشتركة للدولتين ، لكن المؤكد ان التواجد العسكري يحتاج إلى تغليف تواجده بوجوه عربية ، خوفاً من استفزاز الرأي العام في اليمن، الامر الذي يتطلب التدرج بعدة خطوات إلى أن يصل المجتمع اليمني إلى مرحلة تقبل الاحتلال الامريكي المباشر.