واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
قال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن التعاون الأمني السري ارتفعت وتيرته بين السعودية و”إسرائيل” مؤخرًا. وبينت الدراسة أنه تغير الكثير في الشرق الأوسط بعامين أعقبا توقيع “التطبيع”.
وذكرت أن هذه البيئة الإقليمية المتحسنة بدورها الدول العربية الأخرى –بينها تلك التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية.
وأوضحت أنه لا تزال من الناحية المنطقية “في حالة حرب” مع “إسرائيل”– على التصرف بالمثل والانخراط [في اتفاقيات]، حتى لو سرًا.
وقال المعهد إنه لطالما كان التعاون مصلحة أمريكية، لكن الحاجة إليه بات أكثر إلحاحاً مع “التحول نحو آسيا” والطلبات المتزايدة على الجيش الأمريكي تحت مزاعم خطر إيران.
واجتمعت القيادة المركزية الأمريكية في مارس الماضي مع مسؤولي الدفاع في السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات والبحرين و”إسرائيل” بشرم الشيخ.
فيما قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية إن حالة العداء بين السعودية والكيان الصهيوني انتهت بلا رجعة مع سياسات ولي عهدها محمد بن سلمان الذي يعمل على فرض التطبيع تدريجيًا.
وذكرت الوكالة الشهيرة أن ولي العهد يستخدم الدافع الاقتصادي القوي للترويج للعلاقات بين السعودية والكيان في الوقت الراهن.
وأشارت إلى أن أن “إسرائيل” والسعودية لم يعودا بحالة “عداء”، رغم أن علاقاتهما “لا يمكن وصفها بالصداقة”.
وذكرت “بلومبرغ” أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تنامت علنيًا، وتظهر أحداثا “لم يكن من الممكن تصورها منذ وقت ليس ببعيد”.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إن تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” سيستغرق سنوات عديدة.
واستدرك الصحيفة بتقرير تخلله شهادات عن الإسرائيلي بروس غوفارين الذي دخل أرض الحرمين مؤخرا، بأن ولي العهد محمد بن سلمان يعمل على تغيير هذا بالمملكة.
وأشارت إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في السعودية لا تعمل باسم وهوية إسرائيلية، لأنها تمر عبر شركات أخرى مسجلة في مكان آخر.
وذكرت الصحيفة أن إحدى الشركات الإسرائيلية في السعودية تعمل في مجال زراعة الحمضيات، وشركة تقنية أخرى تتعامل بمجال تنقية المياه.
فيما قال المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) إن ابن سلمان منخرط في جهد ثابت على مدى عدة سنوات لتغيير الرأي العام السعودي تجاه الكيان الصهيوني.
وأوضح المعهد في تقرير إن جهده عملية تدريجية بتصريحاته العامة، ووسائل الإعلام، وتغيير الكتب المدرسية، ومشاريع التواصل بين الأديان”.
وأكد أن حسابات ابن سلمان تأثرت فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان، مع وجود معارضة سعودية صريحة، ومخاطر سياسية داخلية.
وبين المعهد أن العائلة المالكة تسعى لمنعه من صعود العرش، بمجرد انتهاء عهد الملك سلمان، كل ذلك جعله يعيد النظر قبل إعلان التطبيع.
وذكر أن ابن سلمان يدرس أكواماً من البيانات واستطلاعات الرأي ويراقب وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة موقف الشعب السعودي تجاه سياساته.
وأشار المعهد إلى أن ذلك “بعد الحفلات الموسيقية ذات الطابع الغربي والسماح بالاختلاط بين الشباب بدون قيود دينية واجتماعية”. وبين أن ابن سلمان هو صانع القرار فيما يتعلق بقضية التطبيع مع الكيان، ويُعرف بازدرائه للقيادة الفلسطينية بشكل خاص.
وأوضح المعهد أنه “يثير استياء الفلسطينيين بنفي حقهم التاريخي من خلال اعترافه بإسرائيل”.
وامتدح السفير السابق للكيان في الأمم المتحدة دور غولد ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان، مؤكدا أن الأخير مهد الطريق لمملكة جديدة.
ونشر غولد مقالًا تحت عنوان “لم تعد السعودية مملكة كراهية”، ويمدح فيه ولي العهد الشاب.
وقال إن “ابن سلمان مهد الطريق لمملكة جديدة، طريق يتعاون فيه السعوديون والإسرائيليون المتشابهون في التفكير”، وفق تعبيره.