تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
لماذا أعادت مجموعة الدفاع الألمانية “راينميتال” تنظيم شبكاتها وعلاقاتها في السعودية؟ سلط موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي الضوء على إجابة هذا السؤال في تقرير نشره أمس الثلاثاء، مشيرا إلى أن “نفوذ” الشبكة السابقة للمجموعة وراء عملية إعادة التنظيم.
وأوضح الموقع، المعني بالشأن الاستخباراتي، أن أعمال “راينميتال” في المملكة اعتمدت في السابق على شبكة من الوكلاء لم يعد لديهم نفوذ كبير هذه الأيام، ما دفعها إلى التعاون مع شريك محلي جديد، هو “محمد الزير”.
وفي هذا الإطار، أنهت المجموعة الألمانية إطلاق شركة الدفاع الجوي “RAD Arabia” التابعة لها في وقت سابق من الشهر الجاري، وهي شراكة مع مجموعة “MAZ”، التي يعد “الزير” وكيلا عنها.
وتلفت مصادر “إنتليجنس أونلاين” إلى أن “الزير” كان مقربًا من “سلطان بن عبد العزيز”، وزير الدفاع السعودي منذ عام 1963 إلى عام 2011، لكنه غير ولاءه لاحقا، وأقسم على الولاء لعشيرة الملك السعودي الحالي “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”.
وكان “الزير” مقربًا أيضًا من “إبراهيم العساف”، وزير المالية في عهد الملك السعودي الراحل “عبدالله بن عبدالعزيز”، وهو أحد المسؤولين القلائل الذين احتفظوا بمنصبهم بعد وصول الملك “سلمان” إلى السلطة في عام 2015.
وفي نوفمبر2017، كان “العساف” من بين 30 من كبار المسؤولين الذين أصبحوا سجناء من فئة الخمس نجوم في فندق “ريتز كارلتون” في حملة ولي العهد، الحاكم الفعلي للسعودية، الأمير “محمد بن سلمان”، تحت شعار “مكافحة الفساد”، لكنه نجا وبقي بعد ذلك في الحكومة، كوزير للخارجية، حتى 2019.
وشارك “الزير” عن كثب في العقد العسكري الفرنسي السعودي الفرنسي (SFMC) ، وهو اتفاق إطاري عزز شبكة علاقاته في فرنسا.
وفي الولايات المتحدة، يمتلك “الزير” شركة “Gore Design Completions”، وهي شركة لاستكمال وتجديد مقصورات الطائرات، والمورد الأجنبي الوحيد لمعدات طائرة الرئاسة الأمريكية (Air Force One).
وتمثل الشراكة مع “الزير” تحولًا كبيرًا لـ”راينميتال”، التي واصلت شركتها الفرعية في جنوب أفريقيا التنقيب عن الأعمال التجارية في السعودية رغم الحظر الألماني الذي فرضته المستشارة السابقة “أنجيلا ميركل” على تصدير الأسلحة للمملكة في عام 2018، بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.
ولسنوات عديدة كان شريك “راينميتال” في الرياض “عبدالله الشقير” رئيسا لمجموعة من الشركات في قطاع الدفاع، بما في ذلك “سمو المملكة” و”نيوتون تريدنج” و”سيكيورتك”، إضافة إلى عضويته في مجالس إدارة مجموعة من الشركات العاملة في قطاعات أخرى، مثل شركة المملكة المعدنية، وشركة أسمنت الخليج.
وتشير مصادر الموقع الفرنسي إلى أن ابتعاد “راينميتال” عن “الشقير” قد يعود إلى أن انخراط المسؤول السعودي في دعوى قضائية ضد معظم الشركات السعودية التي استحوذت عليها عائلة “سلمان”، مثل شركة طائرات السلام وشركة الإلكترونيات المتقدمة.
علاقات “راينميتال”
اعتاد “الشقير” على التفاخر أمام الكثيرين بأنه مساهم كبير في مجموعة “راينميتال” عبر شركات تابعة، وكان تعامله الأساسي مع “هيلج ديلمان”، كبير مديري تطوير الأعمال في المجموعة الألمانية، و”أونو هارت”، المسؤول التنفيذي بالشركة.
ولكن منذ عام 2019، حول “ديلمان” تركيز علاقاته إلى شركة “راينميتال بارزان” للتكنولوجيا (RBAT) ، وهي مشروع مشترك بين “راينميتال” وشركة “بارزان هولدينجز”، التابعة لصندوق الدفاع القطري. أما “هارت”، فقد أسس شركة الدفاع الهولندية “هارت أرمور” عام 2020.
وشملت شبكة علاقات “الشقير” أيضًا مجموعة “أوداس”، التي تمثل مصالح المجموعات التجارية الفرنسية بالسعودية، وشركة تصنيع محركات الطائرات الفرنسية “سافران”، وشركة الطائرات الفرنسية “إيرباص”، حيث يعمل مع عائلة “بقشان” المرتبطة بعشيرة “سلطان بن عبد العزيز”. ولا يزال “بقشان” و”الشقير” يمتلكان معا عددًا من الشركات في بيروت.
مع “مشعل”
بالمثل، كان “الشقير” لسنوات عديدة موظفا لدى الأمير “مشعل بن عبدالعزيز آل سعود”، رئيس هيئة البيعة حتى وفاته في مايو/أيار 2017.
كان “مشعل” و”الشقير” وراء محاولات لإنهاء صفقة بملايين الدولارات من 800 دبابة ليوبارد 2 من راينميتال في عام 2012، قبل انتقال السلطة بالسعودية، في صفقة كانت مرشحة لأن تكون أكبر الصفقات العسكرية لألمانيا مع السعودية في التاريخ.
لكن الحكومة الألمانية قررت تعليق الصفقة عام 2015، بعد وصول الملك “سلمان” إلى السلطة.
وبالإضافة إلى دوره السياسي، أدار “مشعل” مجموعة “الشعلة” والعديد من الشركات الأخرى، بما في ذلك شركة “مشعل الدولية”. وكانت كلتا الشركتين الموردين الرئيسيين في عقد مترو الرياض في عام 2012.