واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
بعث ثلاثة من المعارضين السعوديين في الخارج إلى الإدارة الأمريكية قالوا فيها إنه من أجل تقوية العلاقة بين واشنطن والرياض، ينبغي على الرئيس بايدن الإنصات إلى الأصوات المعارضة.
الرسالة كتبها “خالد” نجل المستشار الأمني السعودي السابق الهارب في كندا “سعد الجبري”، و”عبدالله” نجل الداعية المعتقل “سلمان العودة”، و”لينا” شقيقة الناشطة السعودية المفرج عنها مؤخرا “لجين الهذلول”، ونشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تحت عنوان “بايدن يصلح العلاقات مع مضطهدينا.. يجب أن يستمع إلينا بدلا من ذلك”.
و”خالد الجبري” هو رائد أعمال في مجال التقنية الصحية وطبيب قلب مقيم في الولايات المتحدة، بينما “عبدالله العودة” هو مدير الأبحاث لمنطقة الخليج في منظمة الديمقراطية للعالم العربي الآن والأمين العام لحزب “التجمع الوطني” السعودي المعارض، أما “لينا الهذلول” فهي رئيسة قسم الرصد والتواصل في منظمة “القسط”، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز حقوق الإنسان في السعودية.
وقالت الرسالة: “ترعرعنا في نفس الحي في العاصمة السعودية الرياض، ولكن حتى وقت قريب، أوجه الشبه كانت قد انتهت هناك.. فلا يمكن لخلفياتنا أن تكون أكثر اختلافًا: نشأ عبدالله في بيت متدين، وكان والده علّامةً معروفًا، وتبوّأ والد خالد أعلى المراتب في الحكومة السعودية، ومهدت عائلة لينا الطريق لإصلاحات تقدمية”.
وأضافوا: “لم تكن لطرقنا أن تتقاطع على الإطلاق، لولا أهواء الحاكم المستبد.. ولكن، كحال آلافٍ من السعوديين منذ أن أصبح محمد بن سلمان وليًّا للعهد، تأثر كل منا بشدة بمستوى من القسوة لا مكان له في القرن الحادي والعشرين”.
فلا يزال والد “عبدالله” الداعية “سلمان العودة”، خلف القضبان في ظروف غير إنسانية بعد 5 سنوات من اعتقاله، إثر تغريدة حميدة وحيدة، بينما يُمنع 19 فردًا من عائلته من مغادرة المملكة.
كما أن اثنين من أشقاء “خالد الجبري”، وهما “سارة” و”عمر”، تعرضا للاحتجاز كرهائن من قبل “بن سلمان” والتعذيب بسبب علاقة والدهما بغريمه ولي العهد السابق الأمير “محمد بن نايف”.
أما شقيقة “لينا”، فهي “لجين”، عُذِّبَت وظلت ممنوعة من السفر بعد أن ساعدت في قيادة الحملة من أجل حق المرأة السعودية في قيادة السيارة، ويتعرّض أقارب “لينا” أيضًا لقيود سفر صارمة.
ولفتوا إلى مضي 4 سنوات منذ مقتل الناشط السعودي وكاتب العمود في صحيفة “واشنطن بوست” الصحفي “جمال خاشقجي”، لكن حملة “بن سلمان” الشاملة ضد منتقديه السعوديين في الداخل والخارج تسارعت.
وأضافوا: “الآن، كمنفيين سعوديين مدفوعين بمصير عائلاتنا والمواطنين السعوديين مثل خاشقجي، نتّحد في مهمة للوقوف في وجه القمع”.
وتابعوا: “نحن نمثل جيلًا جديدًا يصمم على بناء مستقبل أفضل لجميع السعوديين، مجموعة ديناميكية ومتعايشة عانت من عواقب حكم أقلية معزولة ومترفة بشكل كبير، وندعو الغرب، خاصة الإدارة الأمريكية، للانضمام إلينا في قضيتنا”.
وأشاروا إلى أنهم يرون في تصريحات “بايدن وقادة غربيين آخرين بشأن التزامهم بتعزيز شراكة صحية مع السعودية، الأمل والخطر معًا”، مضيفين: “يمكن أن تكون العلاقات الأمريكية السعودية قوة إيجابية، ولكن فقط إذا امتدت إلى ما وراء المبيعات غير المحدودة للأسلحة والخطابات المبهمة تجاه قضايا حقوق الإنسان”.
وزادوا: “عبر التفاعل المباشر مع الأصوات المعارضة، بما في ذلك العديد من الذين يعيشون في الولايات المتحدة، لن تحصل الإدارة على صورة أكثر وضوحًا عن شريكها الجيوسياسي فحسب، بل ستتمكن أيضًا من تعزيز قوى الديمقراطية التي يتغنّى بها بايدن كثيرًا”.
واستطردوا: “ولكن من المؤكد أن الذين يعولون على فكرة أن بن سلمان سيكون شخصية تجلب الاستقرار سيصابون بخيبة أمل، فهو، بعد كل شيء، نفس الرجل الذي خلال سنوات قليلة فقط حاصر قطر، وزُعِم أنه اختطف رئيس الوزراء اللبناني، وهدد وقتل مواطنين سعوديين وغربيين في أراضٍ غربية، واخترق تويتر لمراقبة من اعتبرهم أعداءه السياسيين، وشن حربًا كارثية على اليمن أدت لأسوأ أزمة إنسانية في العالم، وأطلق العنان لموجة من القمع المحلي والدولي”.
وزادوا: “من الضلالة خداع أنفسنا عندما نعتقد أن الانفتاح الشكلي الذي أمر به بن سلمان، كالسماح للسعوديين بحضور المهرجانات الموسيقية، علامة لتقدم حقيقي”.
وتابعت الرسالة: “البعيدون منا عن سطوة بن سلمان يُظهِرون أن المجتمع المدني السعودي مستعد للمشاركة في شؤون بلادنا.. لقد تفوق جيلنا على النخبة الحاكمة في الخبرة والتعليم، واعتنق الكثير منا القيم العالمية مع الحفاظ على الفخر بتراثنا”.
وزادت: “والآن نسعى لنيل صوت في شؤون وطننا.. نسعى لبناء مجتمع يمنح الحريات الأساسية للجميع، ومستقبل تحكمه حرية الإرادة وسيادة القانون بدلًا من المحسوبيات”.
وأشاروا إلى إعراب الإدارات الأمريكية الأخيرة، الجمهورية والديمقراطية منها، عن دعمها للمجتمعات المدنية في جميع أنحاء العالم وعقدت اجتماعات مع مجموعات مدنية من دول قمعية، لافتين إلى أن “عدم رغبة إدارة بايدن في فعل الشيء ذاته مخيب للآمال”.
وحذرت الرسالة من ضرب مصداقية الولايات المتحدة، لكنهم قالوا إنه “يمكن لبايدن البدء في استعادتها من خلال التعاطي مع المنفيين السعوديين، وتعزيز تمويل الكونجرس لمبادرات المجتمع المدني في المملكة، ورفض تدليل النظام بدعم عسكري شامل بالأخص عندما لا يقدم بن سلمان أي تعاون متبادل”.
وختمت الرسالة بالقول: “إن إدارة بايدن منهمكة في إصلاح العلاقات مع مضطهدينا، ولكن أين أدى بنا ذلك؟ لقد حان وقت إنصات القادة الغربيين للمضطهدين من أجل رسم مسار مستقبلي أكثر استدامة”.