أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء اليوم، أن رحلته إلى السعودية “لم يكن سببها الأساسي النفط بل الشرق الأوسط وإسرائيل”.
وأكد بايدن أنه غير نادم على زيارته للسعودية رغم القرار الأخير الذي اتخذته منظمة أوبك بلس لتخفيض انتاج النفط بمقدار اثنين مليون برميل يوميا، والذي يضيف المزيد من تحديات نقص الطاقة على أوروبا الغربية بشكل خاص.
ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع اتهامات أوروبية لواشنطن بالتلاعب بأزمة الطاقة، على خلفية الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا.
ويعتقد كثير من المراقبين أن تصريح بايدن، يؤكد انعدام المسئولية الأمريكية في تقاسم هم أزمة الطاقة مع شركاء واشنطن الأوروبيين.
حيث يرى مراقبون أن إصرار واشنطن على عدم تشجيع استمرار الهدنة في اليمن، يمثل وجهاً من أوجه التنصل الأمريكي من أزمة الاحتياج للوقود التي تعاني منها أوروبا، نظراً لامتلاك واشنطن مخزونا ضخما من النفط والغاز، يجعلها في مأمن من الوقوع في أزمات مشابهة لتلك التي ستتعرض لها أوروبا.
ويعتقد عدد من المحللين السياسيين أن الولايات المتحدة من خلال تصريح بايدن الأخير تؤكد أن لديها الاستعداد بالمجازفة بإحراق منابع النفط التي تعول عليها أوروبا، مثل تلك الموجودة في السعودية والإمارات، والتي عادت من جديد لتصبح تحت مرمى القوات اليمنية في صنعاء بعد فشل تمديد الهدنة للمرة الثالثة في الـ2 من أكتوبر الجاري.
وتهدف الولايات المتحدة من وراء هذه التصرفات، إلى دفع شركائها الأوروبيين في حلف الناتو، إلى اتخاذ خيارات عدائية أكثر حسماً ضد روسيا.
وخلال الأيام الماضية تعرضت خطوط انابيب امداد الغاز من روسيا إلى أوروبا إلى عدد من الأعمال التخريبية، بشكل لم يسبق حدوثه منذ تدشين العمل بخطوط أنابيب امدادات الغاز بين روسيا وغرب أوروبا. الأمر الذي دفع المسؤولين الأوروبيين إلى الإعلان صراحة عن شكوكهم باحتمال أن يكون الحلفاء الأمريكيين هم من يقف خلف عمليات التخريب التي تعرضت لها خطوط إمداد الغاز الروسي إلى أوروبا.
وفي المجمل يبدو أن الأمريكيين في طريقهم للتخلص من أي ضغوط من شأنها الحفاظ على المواجهات مع وضعها الراهن، والاتجاه نحو سقف عالي من التصعيد لا يمكن لأحد التكهن بالمدى الذي قد تصل إليه.
مع العلم أن واشنطن تعد نفسها للعب دور المنقذ للحلفاء الأوروبيين، من خلال فرض الاعتماد على الوقود الأمريكي بالنسبة للأوروبيين، على غرار مشروع “مرشال” لمساعدة أوروبا اقتصاديا، الذي تمكنت خلاله الولايات المتحدة من فرض هيمنتها على دول أوروبا الغربية عقب الحرب العالمية الثانية. وهو مخطط لا يستبعد أن الولايات المتحدة تسعى من خلاله إلى استعادة مكانتها باعتبارها الإمبراطورية المسيطرة على العالم، في ظل التراجع الاقتصادي الذي تسجله امريكا لصالح الصين.