واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
“الرئيس الأمريكي جو بايدن ذهب إلى جدة في يوليو/تموز الماضي وصافح بقبضته على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فرد الأمير بلكمات شديدة له في الأحشاء”.. هكذا وصف الصحفي “يوجين روبنسون” قرار السعودية خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا بالاتفاق مع روسيا.
وذكر “روبنسون”، في مقال نشره بصحيفة “واشنطن بوست”، أن قرار السعودية بشأن النفط يمثل أخبارا سيئة على كل المستويات بالنسبة للولايات المتحدة، وخطوة “ستمنح -مع الزيادة المزمعة في أسعار النفط- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزيد من الإيرادات لتمويل حربه في أوكرانيا، وتخفيف آلام العقوبات الدولية القاسية”.
وأضاف أن قرار “أوبك+” كان “أفضل الأخبار التي تلقاها بوتين منذ شهور”، في الوقت الذي تعاني فيه قواته في أوكرانيا، متابعا: “لا يزال الاقتصاد العالمي يكافح لاستعادة استقراره بعد الاضطرابات والمشاكل الناجمة عن جائحة فيروس كورونا. هذا القرار من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، لن يخلق بالضرورة صدمة نفطية تؤدي إلى ركود عالمي. لكنه يجعل هذا السيناريو القبيح أكثر احتمالا”.
وحول أثر القرار في الداخل الأمريكي، أورد المقال: “من المرجح أن يؤدي خفض الإنتاج إلى رفع أسعار البنزين قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي (للكونجرس الأمريكي)، ما يتسبب في إحداث فوضى في السياسة الداخلية للولايات المتحدة، بطريقة من المؤكد أن تجعل بايدن والحزب الديمقراطي غاضبين”.
وتابع: “إذا كان الأمر محاولة لصالح انتخاب الجمهوريين، فهو أمر قصير النظر وقصير المدى”، مستذكرا الكاتب الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، كاتب العمود في “واشنطن بوست” منذ عام 2017، الذي قُتل في إسطنبول في قنصلية السعودية في عام 2018، مشيرا إلى أن تقييم المخابرات الأمريكية يؤكد أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” وافق على عملية قتله.
واستعرض “روبنسون” كيف تعهد “بايدن” في حملته الانتخابية بجعل السعودية “منبوذة”، في حين استقبل بعد وصوله إلى السلطة “بن سلمان” بقبضة يد، وصفتها كاتبة العمود في “واشنطن بوست” “كارين عطية” بـ”الخيانة القاسية”.
واعتبر “روبنسون” أن تخفيض إنتاج النفط هو “الشكر الذي يحصل عليه بايدن من بن سلمان”، مضيفا: “على نطاق أوسع، يحتاج بايدن إلى إدراك أن السعودية تحت حكم محمد بن سلمان، هي جزء من المشكلة أكثر من كونها جزءا من الحل، وأن يعدل سياسة الولايات المتحدة وفقا لذلك”.
واستطرد: “داخل المملكة، يتخذ محمد بن سلمان، رئيس الوزراء المعين حديثا، القرارات. إلى أي مدى يمكنه المضي قدما متعجرفا ووحشيا واستبداديا ومتهورا، واحتقارا للقيم الديمقراطية وحياة الأبرياء، قبل أن تقول الولايات المتحدة كفى؟”.
واقترح “روبنسون” أن يلقي “بايدن” بثقل الإدارة الأمريكية وراء مشروع قانون “نوبك” الذي أقرته اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ في مايو/أيار الماضي.
ويلغي مشروع القانون الحصانة السيادية التي تحمي أعضاء أوبك والدول المنتجة للنفط الحليفة من دعاوى مكافحة الاحتكار.
وأشار “روبنسون” إلى أن “بايدن” يمكنه “أن يضع شروطا لتسليم الأسلحة وقطع الغيار للسعوديين في المستقبل. ويجب أن يكون أحد هذه الشروط، المساءلة الكاملة والشفافة عن مقتل خاشقجي. الذي لا تزال عائلته لا تعرف حتى مكان رفاته”.