خاص: وكالة الصحافة اليمنية // تعز
بات الصراع بين الفصائل المسلحة في مدينة تعز، العموان الأبرز للمشهد الميداني، الذي يزداد يوم بعد أخر أكثر تعقيداً في ظل استمرار الإنقسامات التي يدفع ثمنها الابرياء والمدينة ، التي خلقت فيه تعقيدات الحرب اشكالا مختلفة من الصراع ، وحولها إلى ساحة استنزاف، تتناحر فيها الفصائل المسنودة من الحالف لإزاحة بعضها البعض.
اليوم برز شكلا أخر أكثر وحشية ، من الاغتيالات وزرع العبوات الناسفة ، والكثير من الاشكال التي تمارسها العصابات والفصائل المسلحة في المدينة التي تدور فيها الحرب منذ ثلاث سنوات .
في الأسبوع الماضي عثر على جثث خمسة من جنود الجيش الموالي لحكومة المستقيل هادي المدعومة من التحالف بالقرب من المستشفى الجمهوري ، كانوا قد دفنوا ، بعد أن تم اختطافهم وتعذيبهم وإعدامهم من قبل مسلحين مجهولين حتى اللحظة.
المعلومات الأولية تشير أن أربعة أفراد من ضمن الجثث ، تتبع اللواء 22 ميكا بقيادة صادق سرحان، وأكد مصدر أمني في تعز لـ” وكالة الصحافة اليمنية” أن الأفراد اختطفوا عقب مشاركتهم في الحملة العسكرية والأمنية لإخلاء وتسليم مباني ومنشآت حكومية وخاصة كانت تحت سيطرة الفصائل المسلحة ، وتسليمها لقوات الامن الخاصة الموالية لحكومة عدن ، والقبض أيضا على عصابات مسلحة تضم متطرفين ومتهمين بالإرهاب نفذت خلال العامين الماضيين ما يزيد عن 200 عملية اغتيال داخل مدينة تعز ومعظمها استهدفت من الجنود والضباط .
الملفت في الأمر أن السلطة المحلية الموالية لحكومة الرئيس المستقيل هادي، وأيضا جميع الفصائل المسلحة والقيادات العسكرية ، منذ العثور على جثث الأفراد ، الخميس الماضي، ظلت صامتة دون موقف واضح منها ، تجاه المجرمون والجماعات الارهابية التي تمارس أبشع عمليات التعذيب والقتل والاختطاف داخل المدينة . فبعد أن الكشف بأن الجنود يتبعون اللواء 22 ميكا، ظهر صادق سرحان، مهددا بتقديم الاستقالة من منصبه في حال عدم صدور أوامر بالقبض على قتلة افراد اللواء الذي يقوده. او “الرد بشكل يتناسب مع هول الجريمة” . حد قوله.
هذه الحادثة ليست الأولى على مدينة تعز وسط التصفيات والاعدامات السرية، لعشرات الأفراد من قبل الجماعات المتطرفة، منذ عامين ، ولكنها بنظر الكثير من المراقبين ، مقلقة وتقود لتوقعات أكثر بشاعة ربما تشهدها تعز خلال الفترة المقبلة ، طالما ظلت هذا الفصائل تتبادل التهم فيما بينها و تتقاتل بأساليب وطرق وحشية. وتعد جريمة الخمسة الأفراد الاخيرة في مدينة تعز احدى الدلائل الواضحة لجرائم الاعدامات السرية التي تجري خارج القانون، ، وتوجد حالات عديدة لم يجر رصدها، نفذت غالبيتها بسرية تامة، حيث شهدت محافظة تعز خلال الحرب القائمة ، الكثير من عمليات الإعدام من دون محاكمة. فخلال ثلاث سنوات تم رصد عشرات العمليات المتعلقة بالإعدامات الميدانية، ارتكبتها تنظيمات متطرفة في مدينة تعز، كما رُصدت عمليات إعدام غير مشروعة من قبل فصائل مسلحة ووحدات عسكرية تتبع حكومة عدن.