الحراك الديبلوماسي بين صنعاء والدول الأوروبية يثير مخاوف الرياض

 

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

 

حظيت حكومة صنعاء خلال الفترة الأخيرة بإهتمام أوروبي غير مسبوق، اعتبره عدد من المحللين السياسيين بمثابة مؤشر على إنفراجة سوف تحدث قريباً في العلاقات اليمنية الأوروبية ودول العالم الأخرى.

 

أول دولة أوروبية تعلن رغبتها في فتح قنوات تواصل مع صنعاء

 النرويج أول دولة أوروبية اعلنت عن رغبتها في فتح قنوات تواصل مباشرة مع صنعاء الأربعاء الماضي ، وقد جاء هذا الإعلان عبر المدير الإقليمي للمركز النرويجي لحل النزاعات، نورف عمر عبود، خلال لقاء جمعه مع رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، الأربعاء الماضي.

حيث قال عبود  خلال لقاءه بالمشاط : “نرغب في وصول وفد رسمي من وزارة الخارجية النرويجية إلى اليمن واستقبال وفود من صنعاء لفتح قنوات تواصل”.

 وأشار إلى أن النرويج دولة تهتم بالسلام، وحاليًا عضو في مجلس الأمن الدولي ولها سياسة مستقلة باعتبارها ليست عضو في الاتحاد الأوروبي، وهي الدولة التي اتخذت قراراً بإيقاف تصدير الأسلحة إلى الإمارات.

 

 دلالات زيارة وفد صنعاء المفاوض لـ “موسكو”

 

 

 

بينما حملت الزيارة الأخيرة لوفد صنعاء المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام إلى العاصمة الروسية “موسكو” في أغسطس الماضي الكثير من الدلالات التي كشفت مستوى تطور العلاقات السياسية لحكومة صنعاء.

حيث التقى الوفد خلال الزيارة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ونتج عن اللقاء التأكيد على إيلاء الاهتمام لآفاق تحقيق تسوية سلمية شاملة للحرب على اليمن ومعالجة الملف الإنساني.

 وقد أخذت زيارة وفد صنعاء إلى موسكو، ابعاداً مهمة أثناء الهدنة التي شهدتها حرب اليمن إلى جانب الظروف الحساسة التي يشهدها المجتمع الدولي على خلفية الاحداث في أوكرانيا.

ويسود اعتقاد أن موسكو بحاجة إلى الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع صنعاء، بناء على هواجس روسية من امكانية التعرض لطعنات مفاجئة، عبر خضوع السعودية للضغوط الغربية بزيادة انتاج النفط، الأمر الذي قد يدفع موسكو لإجراء المزيد من التنسيق مع حكومة صنعاء، بما يضمن مصالح الطرفين.

 

زيارة السفير الألماني إلى صنعاء

في الـ 27 من يوليو الماضي استقبلت صنعاء السفير الألماني لدى اليمن هوبرت ييقر ، في أول زيارة يقوم بها دبلوماسي ألماني منذ بدء الحرب على اليمن ، بحث خلالها مع وزير الخارجية في حكومة صنعاء هشام شرف الوضع الإنساني المتدهور في اليمن والسبل الممكنة للتعامل مع الوضع الراهن.

وخلال اللقاء أكد السفير الألماني أن الوضع في اليمن يحتل مكانة في عمل السياسية الخارجية الألمانية  ، بدوره دعا وزير خارجية صنعاء الحكومة الألمانية الصديقة إلى معاودة نشاطها في العاصمة صنعاء بالشكل الذي ترغب به.

 

صنعاء تعلن استعدادها الانفتاح الدبلوماسي مع الاتحاد الأوروبي

 

وفي هذا الصدد اكد وزير الخارجية في حكومة صنعاء استعداد صنعاء تقديم كافة التسهيلات والامتيازات والحصانات الدبلوماسية من منطلق الثقة والاعتماد على برلين والاتحاد الأوروبي في دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إنهاء الحرب والحصار الشامل وعودة الحياة الطبيعية للمواطن اليمني الذي يُعاني من كارثة إنسانية هائلة، أوجدتها الدول التي بدأت الحرب على اليمن.

وتواصلا للإنفتاح الأوروبي على صنعاء قام سفير مملكة هولندا لدى اليمن بيتر ديرك هوف، بزيارة رسمية إلى صنعاء في مطلع مارس الماضي بحث خلالها مع وزير الخارجية هشام شرف ، آخر المستجدات على الساحة الوطنية ومجالات التعاون القائمة بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها.

 

وأكد السفير الهولندي التزام بلاده تقديم كافة أوجه الدعم لليمن والمساهمة في تحقيق السلام المنشود.

وأكد الوزير شرف تقدير حكومة الإنقاذ لمواقف هولندا الداعية إلى إنهاء الحرب والحصار والتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يعايشها شعب اليمن.

ودعا وزير الخارجية في حكومة صنعاء، مملكة هولندا وكافة الدول الشقيقة والصديقة إلى النظر في استئناف نشاطها الدبلوماسي في صنعاء ولما من شأنه تمكينها من الاطلاع على حقيقة ما يجري على الأرض وتلافي الوقوع في شرك الإعلام المضلل لدول التحالف .

 

الزيارات المتبادلة بين الرياض وصنعاء اختراق لافت منذ بدء الحرب

 

وبرى محللون سياسيون أن السياسات العدمية التي انتهجتها السعودية تجاه اليمن، وضعت الرياض في معادلة صعبة تفيد بأن علاقات مع صنعاء تصب في الأخير ضد التوجهات السعودية التي بالغت في تشددها من أجل عزل اليمن، وقد وصلت السعودية في عدائها إلى حد فرض حصار يتنافى مع القانون الدولي.

وقد عبر الباحث والمحلل الساسي السعودي عبدالله عساف في حديث مع وكالة ” سبوتنيك” أمس الأحد، عن مخاوف المملكة مما اعتبره تنامي التواصل بين الدول الأوروبية وصنعاء، ولم ينسى عساف أن يتهم ” عواصم غربية بتحريض الحوثيين على قصف نفط الخليج” حسب تعبيره.

على أن وصول وفد سعودي رسمي إلى صنعاء، في أول زيارة من نوعها، الأسبوع الماضي في اطار مساعي تبادل الأسرى، يؤكد من وجهة نظر مراقبين، أن مسألة التواصل مع صنعاء باتت تفرض نفسها على دول التحالف قبل الدول الغربية التي تبحث عن مصالحها في المنطقة.

 

تجدر الاشارة إلى أن المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، كان قد اعلن في يناير 2020 أن ” الحوثيين أصبحوا قوة تسجل حضوراً كبيراً لا يمكن تجاوزها من أجل صنع السلام في اليمن”.