تقرير/ خاص/ وكالة الصحافة اليمنية //
تواصل الولايات المتحدة سياسة عسكرة المياه الدولية المحيطة باليمن بغرض السيطرة على طرق الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.
وتعزيزًا للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط كشفت القيادة المركزية الامريكية في بيان أصدرته اليوم الخميس، عن وجود الغواصة النووية “يو إس إس وست فرجينيا” في بحر العرب من خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال، إريك كوريلا، للغواصة، التي تتواجد في منطقة سرية في البحر العربي بحسب البيان.

الكشف عن هذه الزيارة للغواصة النووية ، جاء بعد يومين من تسريبات عن قيام واشنطن والكيان الصهيوني، بتحريض ارتيريا على اختلاق نزاعات مع اليمن حول الجزر اليمنية في البحر الأحمر، بغرض تدويل الجزر اليمنية، وإيجاد ذرائع لفرض التواجد العسكري الأمريكي الإسرائيلي في البحر الأحمر.
بينما لا تفوت الولايات المتحدة أي مناسبة للحديث عن ما تعتبره ” مخاطر تعرض سفن التجارة للهجمات في البحر الأحمر” في محاولة من قبل واشنطن لتسويق ادعاءات تتنافى مع الواقع حول سلامة الملاحة في البحر الأحمر.
وتأكيدًا لـ “نبرة العداء” الأمريكي التي عادت بشكل ملحوظ تجاه صنعاء منذ مطلع أكتوبر الجاري، وجهت خلالها واشنطن اتهامات لصنعاء “بعرقلة تجديد الهدنة”، على خلفية مطالبة الأخيرة بصرف رواتب الموظفين والمتقاعدين، بينما صرح المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، في حديث مع صحيفة “اندبيندت” في الـ29 من سبتمبر الماضي أن بلاده تدرس فكرة دعم الحكومة الموالية للتحالف بالسلاح، الأمر الذي اعتبره مراقبون بمثابة تهديد أمريكي صريح بالتخلي عن الدور الذي تلعبه واشنطن بشكل غير مباشر في الحرب على اليمن، والتوجه إلى التدخل المباشر في الحرب.
قوة مهام جديدة
وكانت البحرية الأمريكية قد أعلنت عن تأسيس ما أسمتها بـ “قوة مهام جديدة” مع دول حليفة، تحت مبررات تؤكد أن المطامع الاستعمارية هي ما تسعى واشنطن إلى جعله واقعًا في البحرين الأحمر والعربي، سبق إعلان هذه القوة ، تحركات أمريكية في مارس الماضي ولقاءات خليجية صهيونية في الرياض والدوحة.
وبحسب مراقبين فإن هناك تحرك استراتيجي وعامل تكتيكي، يشيران إلى أن الولايات المتحدة كثفت من تحركاتها للسيطرة على المنافذ البحرية، لا تخرج عن تحذيرات الخبراء والمحللين السياسيين بأن الحرب على اليمن اندلعت لتحقيق أهداف السيطرة على مضيق باب المندب والجزر اليمنية، ومن ثم تسليم دفة القيادة والسيطرة إلى قادة الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا.
مناورات بحرية مستمرة
وشهد العام الجاري 2022م، العديد من المناورات العسكرية التي شارك فيها الاحتلال الإسرائيلي ، فيما كان مسرح هذه المناورات هو البحرين الأحمر والعربي، وقد تم اجرائها تحت مبرر “تأمين الملاحة في البحر الأحمر”؛ إلا أن مثل هذه المبررات العقيمة سرعان ما تنكشف عبر تصريحات الكيان الإسرائيلي نفسه، الذي يبالغ في التحضير لأهدافه بطرح مثل تلك المبررات، فقد أوردت القناة الإسرائيلية الـ 12 خبرًا أوضحت فيه أن جيش “إسرائيل” يعتبر اليمن جبهة جديدة، عليه الاستعداد لمواجهتها.
هذه المناورات تأخذ أبعادًا خطيرة على أمن الشرق الأوسط، خصوصاً بعد أن عملت واشنطن على عسكرة البحر الأحمر من خلال المناورات المتواصلة بالشراكة مع الكيان الإسرائيلي، وهي مناورات تهدف من خلالها واشنطن، إلى استعراض عضلاتها بغية السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب، مستغلة حالة الحرب التي يقودها التحالف برعاية أمريكية على اليمن.

صحيفة “جيروزاليم بوست” التابعة للاحتلال الإسرائيلي قالت إن التطبيع بين “اسرائيل” ودول التحالف السعودي الإماراتي يجعل لـ “اسرائيل” مصلحة مباشرة في الحرب على اليمن، أكثر من أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة إلى تقارير تؤكد نوايا الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية بالقرب من مضيق باب المندب ، “لحماية مصالح أميركا وضمان أمن “إسرائيل”.
وقالت الصحيفة إن “إسرائيل” و السعودية والإمارات تعتبر المضيق ذا أهمية استراتيجية رئيسية في ضمان الوصول إلى المحيط الهندي وما وراءه.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية أن الأميركيين، بدأوا بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون اليمنية. ويمنج تأمين ميناء إيلات جنوبي فلسطين المحتلة، الوصول ليس فقط لقناة السويس ولكن أيضا للبحر الأحمر وعبر باب المندب إلى المحيط الهندي وما وراءه، ما يمثل أهمية حيوية لتل أبيب، خاصة كبوابة إلى الشرق الأقصى والصين، وهي شريك تجاري رئيسي للكيان.
