لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
سلطت صحيفة “صندي تايمز” الضوء على مواصلة تجارة الجنس ازدهارها في دبي، مشيرة إلى أنها “تدر أرباحا مهمة لنجمات مواقع التواصل الاجتماعي”، خاصة منصة إنتسجرام، التابعة لشركة ميتا.
وأورد تقرير للصحيفة البريطانية، تحت عنوان “الجانب المظلم في دبي: نجمات على إنستغرام يتاجرن بالجنس من أجل حياة مترفة”، شهادة لإحدى المؤثرات اللائي يعشن في دبي، ذكرت فيها أنها تعرض صورا لحياة الترف التي تعيشها، وتنشر دائما صورا لشمبانيا وملابس من ماركة “كوتور” وطائرات خاصة، وتدعي أنها تعمل في مجال عرض الأزياء، رغم عملها في الدعارة.
ونوه التقرير إلى أن الآلاف من المؤثرات وصلن إلى دبي، على مدى السنوات القليلة الماضية، في ظل شمس الشتاء الدافئة وغياب ضريبة الدخل وسهولة الحصول على تأشيرات العمل، ما أدى إلى إغراق وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات عن الحياة الساحرة في الإمارة.
وتعرض كثير من المؤثرات حياة دبي الصاخبة في صور لحفلات الشواطئ التي تعرض فتيات بـ “البكيني” وأثرياء من جميع جنسيات العالم، بما في ذلك الأثرياء الروس، الذين جاء الآلاف منهم إلى دبي في الأشهر الأخيرة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب التقرير.
وأجرت “صنداي تايمز” 12 مقابلة مع مؤثرات وراغبين في الجنس، كشفت أن بعض نجمات إنستجرام يمولن أنماط حياتهن المترفة من خلال المتاجرة بالجنس مقابل آلاف الدولارات في الليلة الواحدة.
ونقلت الصحيفة عن إحدى المؤثرات قولها: “كلما زادت الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، زاد المقابل”، مشيرة إلى أن تسعيرة الحصول على بائعة الهوى تبدأ من 5 آلاف دولار كحد أدنى وصولا إلى 20 ألف دولار خلال عطلات نهاية الأسبوع.
وأضافت أن صور الدفع قد تكون نقدية وقد تكون في صورة رحلات جوية ومجوهرات وحقائب وغيرها من “الهدايا”، لافتة إلى الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي، خاص منصة إنستجرام، كوسيط في تجارة الجنس وفي تقديم دبي لجمهور المتعاملين في هذه السوق.
وذكر التقرير، في هذا الصدد، أن الحكومة الإماراتية فردت “السجادة الحمراء” للمؤثرين، فهي تدفع للكثيرين منهم مقابل دعمهم، وحصل بعضهم على “تأشيرات ذهبية”، وهي إقامات صالحة لمدة 10 سنوات وقابلة للتجديد.
ورغم أن تجارة الجنس مجرمة قانونا في الإمارات، إلا أنها ازدادت ازدهارا مؤخرا في دبي، التي كثيرا ما توزع بائعات الهوى فيها “كروت دعاية” على السيارات، ليعرضن تقديم خدمة “المساج”.
ووثقت الصحيفة مشهد حفل على حمام سباحة بفندق خمس نجوم على شاطئ البحر في دبي، حيث النساء اللواتي يرتدين البيكيني يضحكن ويرقصن، وزجاجات الشمبانيا تتدحرك في كل مكان، بينما يطوف “قواد” على حضور الحفل من الرجال، سائلا العديد منهم: “ما هي خطتك الليلة؟ هل تحتاج أي فتيات؟”.
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن رجل أعمال مغترب في الإمارات قوله: “الدعارة تتزايد بالتأكيد. لا يمكنك معرفة هذه الأيام ما إذا كانت الفتاة التي تراها عادية أم إنها عاملة في الدعارة”.
فيما أعرب أحد المقيمين في دبي، الذين يعملون مع مؤثرات إنستجرام، عن اعتقاده بأن “الزيادة في عدد بائعات الجنس ترجع جزئيًا إلى موجة الأثرياء الذين انتقلوا إلى دبي خلال فترة وباء كورونا”. ففي العام الماضي، استقر آلاف الأثرياء في الإمارة، وفقًا “نيو وورلد هيلث”، وهي شركة أبحاث جنوب أفريقية.
وأورد تقرير للشركة أن الروس انضموا مؤخرا إلى موجة سفر الأثرياء إلى دبي، حيث يسافرون على متن طائرات خاصة ويشترون بعض أكثر العقارات فخامة، خاصة أن دولة الإمارات لم تنضم إلى الغرب في دعم العقوبات ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
ومن جانبه، نقلت الصحيفة البريطانية عن متحدث باسم شركة “ميتا”، المالكة لإنستجرام، قوله: “بيع الخدمات الجنسية على المنصة مخالف لقواعدنا وسنزيل المحتوى الذي يخالف هذه الإرشادات عندما ندرك ذلك”.
وحث المتحدث أي شخص يتلقى رسالة مباشرة تحتوي على إغراء جنسي” إلى الإبلاغ عن الرسالة داخل تطبيق إنستجرام، قائلا: “سيسمح لنا ذلك بمراجعة الرسالة واتخاذ إجراء بشأن الشخص الذي أرسلها”.
وسبق أن نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً بعنوان “الحياة الليلية في دبي”، تحدث فيه الصحفي “ويليام بتلر” عن الحياة الجنسية في إمارة دبي، بعد أن عاش فيها 4 سنوات، قائلا: “من المستحيل الحصول على إحصاء دقيق لعدد العاهرات في دبي؛ لأن السلطات لن تقدم أبداً مثل هذه الأرقام، كما أنه من الصعب أيضا حساب العاهرات المتخفيات أو اللاتي يمارسن الجنس في أوقات الفراغ، لكن إحدى الإحصائيات، تشير إلى وجود نحو 30 ألف عاهرة في دبي عام 2010”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الظاهرة في الإمارات أكبر من مجرد شبكات تهريب وتجارة جنس عابرة، كما هو الحال في العديد من دول العالم، وهو ما نوه له تقرير الخارجية الأمريكية بالإشارة إلى 10 آلاف امرأة يعملن قسرا في الدعارة من إجمالي عدد العاهرات في الإمارات.