تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
تصاعدت الخلافات بين السعودية وحليفها الأبرز في اليمن حزب الإصلاح، بعد أن كثفت دول التحالف من حملات اجتثاث الحزب من المشهد العسكري والسياسي.
ولمواجهة عمليات الاقصاء والتهميش، لجئ الحزب مؤخراً إلى اساليب جديدة، من خلال الضغط على الرياض باستخدام ورقة الضغط القبلي على أمل دفع الرياض إلى الافراج عن القيادي في الحزب ومحافظ الجوف السابق أمين العكيمي.
حيث قام الحزب بنصب مخيمات الاعتصام “المطارح” على مقربة من السياج الحدودي الفاصلة بين شمال الجوف وجنوب المملكة، داعياً أنصاره للالتحاق فيها باسم قبائل بكيل ودهم.
مطارح القبائل
سبق للسعودية أن احتجزت العديد من القيادات السياسية والعسكرية اليمنية والرموز والأعيان القبلية بما فيهم السلطان محمد عبدالله كده محافظ المهرة السابق والذي لم تسمح له المملكة بالسفر إلا بعد أن لجأ أبناء قبائل كده في المهرة إلى نصب مخيم احتجاج يقطع الطريق الدولي في المحافظة، الأمر الذي دفع السلطات السعودية إلى اطلاق سراحه في 17 مايو 2019.
وفي السياق، أكد مراقبون محليون وعرب، أن نجاح التجربة المهرية في الضغط على السعودية لإطلاق سراح الشخصيات السياسية والبارزة من أبناء المهرة المعتقلين في السعودية، فتحت شهية الإصلاح لابتزاز السعودية، من خلال إرسال أنصاره إلى السياج الحدودي مع المملكة في المناطق الصحراوية التي تقع تحت سيطرته أقصى شمال محافظة الجوف، على أنهم أعيان قبائل دهم وقبائل بكيل.
وبتوجيهات من الحزب نصب عدد من رجال قبائل دهم الموالون للتحالف، في 15 أكتوبر الجاري، خيام الاعتصام في منقطة “العايل” ومخيماً أخر في 26 أكتوبر الجاري في منقطة “الريان” باسم قبائل بكيل بالقرب من السياج الحدودي مع السعودية للمطالبة بإطلاق سراح القيادي في الحزب أمين العكيمي وقائد ما يسمى محور الجوف سابقاً.
كما طالب الاصلاح من أنصاره في المناطق الواقعة تحت سيطرته سرعة التواجد في المطارح التي نصبها باسم قبائل بكيل.
استعراض العضلات لابتزاز السعودية
يأتي ذلك بالتزامن مع استعراض عسكري غير مسبوق نفذه الحزب على السياج الحدودي مع السعودية، السبت الماضي.
ونشر رئيس فرع الاصلاح في مأرب عبود الشريف صوراً ومقاطع فيديو على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي وهي تظهر مئات المسلحين على متن سيارات ومدرعات عسكرية واخرين بعربات قتالية خلال توافدهم إلى مطرح نصبه الاصلاح باسم قبائل دهم وبكيل ضد السعودية وعند حدودها مع اليمن.
ورأي المراقبون، أن الاصلاح يحاول تصوير تصعيده في حشد القبائل صوب السياج الحدودي والاستعراض العسكري لميليشياته العسكرية على انها حشود قبلية للمطالبة بإطلاق سراح القيادي في الحزب أمين العكيمي ورفض اقالته من منصبه كمحافظ للجوف وكقائد لمحور الجوف، الا ان توقيت التصعيد يشير إلى محاولة الحزب ابتزاز السعودية التي تلقي باخر اوراقها للسيطرة على اخر معاقل الحزب شرق وغرب اليمن.
انقلاب السحر على الساحر
ووصف المراقبون، محاولات الحزب استثمار قضية اختطاف العكيمي من خلال الاستعراض العسكري ومطارح القبائل بالقرب من سياج المملكة الحدودي كحرب سياسية وعسكرية جديدة يتخذها الإصلاح لابتزاز السعودية هي بمثابة مغامرة قد تنعكس عليه سلباً، وتكون بذلك الحرب الأخيرة له في اليمن، خاصة أن الكثير من الشخصيات القبلية المناصرة للحزب في الجوف ومأرب تستفيد منذ عقود من الرشاوي السعودية.
وفي السياق وجه أنصار الحزب في قبيلة بكيل الجوف، أمس الإثنين، صفعة كبيرة للحزب بعد إعلانهم عن مغادرة مخيم الاعتصام في منطقة الريان.
كما أكدت قبائل دهم تمسكها بحسن الجوار مع المملكة، ورفضها القاطع لتسييس المطارح التي تطالب بسرعة الأفراج عن الشيخ أمين العكيمي بهدف الإساءة للسعودية وحكامها.
وقال بيان صادر عن قبيلة دهم أمس الأول: إن القبيلة ملتزمة بحسن الجوار مع المملكة العربية السعودية عبر شريطها الحدودي الممتد من شرق محافظة حضرموت إلى محافظة صعدة غرباً.
ولفت البيان الذي تلاه الشيخ عبدالله شعفان أحد وجهاء الإصلاح في دهم، إلى أن قبيلة دهم تربطها بالمملكة شعباً وحكومة روابط “وفاء وقربى”.
وأكد شعفان، أن أي تصريحات أو بيانات مسيئة للسعودية قد تصدر من المخيم لا تعبر عن القبيلة ولا المطارح وبأن القبيلة ستقف ضد تلك التصريحات والبيانات.
تهديد سعودي
وفي 16 أكتوبر الجاري اتهمت السعودية، حزب الإصلاح بالوقوف وراء نصب خيام الاعتصام بالقرب من حدودها الجنوبية مع محافظة الجوف اليمنية، متوعده برد قاس على ما وصفته بـ”تهديدات الإصلاح الخطيرة للمملكة”.
جاء ذلك، في أول رد سعودي على نصب بعض أبناء قبائل الجوف مخيمات الاعتصام بالقرب من السياج الحدودي بمحافظة الجوف، احتجاجا على اعتقال المملكة للشيخ أمين العكيمي.
وقال الصحفي السعودي “سلمان عسكر” المقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مداخلة مع قناة “الإخبارية” السعودية، إن “حزب الإصلاح أصبح يشكل خطرا حقيقياً على أمن واستقرار المملكة”.
وأكد سلمان أن الخيار الوحيد أمام التحالف هو التخلص من تلك التشكيلات الإرهابية، في إشارة واضحة إلى قصف فصائل الإصلاح المتمركزة في مأرب والمناطق الحدودية والمحسوبة على الإصلاح.
وتأتي التهديدات السعودية، في ظل احتدام الخلافات بين السعودية ووكيلها الأول في حربها على اليمن، بعد سنوات من قتال الإصلاح إلى جانبها.
من الواجهة إلى خلف القضبان