متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
اعتبر المحلل السياسي والأكاديمي الليبي “مصطفى الفيتوري” أن القادة العرب يدعون دعم القضية الفلسطينية، لكنهم يفعلون عكس ذلك في واقع الأمر.
واستشهد “الفيتوري” بالقمة العربية الأخيرة التي استضافتها الجزائر، والتي رحب بنتائجها المسؤولون الجزائريون، واعتبرتها وسائل الإعلام والمعلقون الموالون للحكومة في البلد المغاربي قمة ناجحة بالرغم من أوجه القصور المتمثلة في غياب قادة الدول الرئيسية عنها مثل السعودية والمغرب.
ورأي القائلون بنجاح القمة مجرد عقدها في حد ذاته بمثابة نجاح، مشيرين إلى أن البيان الختامي للقمة يتماشى مع الموضوع العام للاجتماع الذي دعا إلى التضامن العربي وتعزيز القضية الفلسطينية كأولوية عليا للجامعة.
وبحسب “الفيتوري”، فقد “كان للجزائر أسبابها السياسية الداخلية والإقليمية لاستضافة القمة بمناسبة عودتها إلى الساحة الدبلوماسية بعد سنوات من الغياب بسبب قضاياها الداخلية”.
وأضاف أنه قبل القمة نجحت الجزائر في دعوة الفصائل الفلسطينية للاتفاق على خطة مصالحة شاملة وإجراء انتخابات في كل من غزة المحاصرة والضفة الغربية المحتلة بأسرع وقت ممكن.
وعقب ذلك أراد المسؤولون الجزائريون أن يصادق قادة جامعة الدول العربية على الوثيقة الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها حديثا، والتي بدورها تؤيد نجاحهم.
وأشار المحلل الليبي إلى أن الجزائريين حصلوا على ذلك بالفعل، لكن القمة، بأي مقياس آخر، لم تكن ناجحة حتى من حيث دعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للجامعة والهدف الرئيسي للقمة.
وأشار إلى البند الثاني من قرارات القمة على سبيل المثال، والذي نص على “التزام الدولة العربية بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية”
وأوضح أن إعلان الجزائر حطم تماما شرط إنهاء الاحتلال مقابل السلام بعدم تذكير دول مثل الإمارات والبحرين والمغرب علنًا بأنه لا ينبغي تطبيع العلاقات مع إسرائيل لسبب بسيط، وهو أن القيام بذلك يعد انتهاكًا صارخًا لالتزاماتها بموجب قمم جامعة الدول العربية السابقة.
وذكر “الفيتوري” أن إسرائيل تعرف الآن أنه على الرغم من جميع قرارات جامعة الدول العربية، لا يزال بإمكانها التمتع بعلاقات حميمة مع بعض الدول العربية.
علاوة على ذلك، تعرف دولة الاحتلال أن العصبة العربية ليست جادة على الإطلاق فيما يقرره قادتها.
وشدد الأكاديمي الليبي على أن إعلان الجزائر عاد بفلسطين مرة أخرى إلى صدارة جدول أعمال الرابطة، لكنه في الواقع قلل من مكانتها من خلال عدم تقديم أي شيء للفلسطينيين سوى كلمات جوفاء، مع تجاهل ما يفعله بعض الأعضاء مع إسرائيل.
وذكر أن المشكلة في جميع قمم جامعة الدول العربية تقريبًا، تكمن في أنها تطورت على مر السنين إلى ورشة نقاش للقادة الذين يناقشون نفس القضايا مرارًا وتكرارًا دون تقديم أي حلول.
وتابع: “بمجرد انتهاء القمة، يتم نسيان جميع القرارات ولا يتم عمل الكثير لمتابعة تنفيذها. وفي الوقت نفسه، تتراكم المشاكل الأكثر شيوعًا حتى تتكرر الدورة في القمة التالية”.
وعقب: “من المفارقات أنه في نفس اليوم الذي تم فيه تبني إعلان الجزائر من قبل قادة جامعة الدول العربية، عاد العدو الرئيسي للسلام، بنيامين نتنياهو، فعليًا إلى السلطة في الانتخابات الإسرائيلية العامة الأخيرة”.
وذكر أن “نتنياهو لا يرفض فقط مبادرات السلام التي قدمتها الجامعة، لكنه لن يناقش حتى أي عرض من هذا القبيل يقدمه طرف ثالث مثل الأمم المتحدة”.
وخلص “الفيتوري” إلى أن الطريقة الوحيدة التي تم بها دعم القضية الفلسطينية في هذه القمة العربية الأخيرة تمثلت في تعهد الجزائر بقيادة الجهود لقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الجزائريين سيحاولون بالتأكيد الوفاء بوعدهم، لكن من غير المرجح أن تؤتي تلك الخطوة ثمارها؛ نظرًا لأن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن جاهز وينتظر وئد مثل هذه المحاولة من أجل حماية إسرائيل والسماح لها بمواصلة العمل مع إفلات كامل من العقاب.