متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
فضح تحقيق صحافي إقليمي شركة تجسس إسرائيلية جديدة تتخذ من الإمارات مقرا لها، في أحدث إدانة لسجل أبوظبي الحافل بالقرصنة والتجسس.
يتعلق الأمر ببرنامج تجسس عبر اختراق الهواتف الذكية باسم “بريداتور”، طورته شركة “إنتليكسا” التي أسسها ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، طال ديليان، وينتشر نشاطها من أوروبا إلى أجزاء واسعة في جنوب الكرة الأرضية.
وتمكّن التحقيق، من تحديد حجم انتشار الشركة المذكور التي أنشأت مكاتب لها في كل من الإمارات وإندونيسيا، وإسرائيل، اليونان، مقدونيا الشمالية، المجر، فرنسا، إيرلندا.
أما أبرز خدمات التجسس التي توفّرها: اختراق أندرويد وios، واختراق البنية التحتية للشبكة، والتجسّس البصري، والتجسس من مصادر مفتوحة، وعلى هواتف عبر تعقّب WiFi، وتعقّب جغرافي عبر الهواتف، واعتراض الاتصالات عبر الشبكة الهاتفية (GSM).
ويظهر أن الفرق بين هذه الشركة وشركة NSO التي باعت تطبيق “بيغاسوس” وأثارت أزمة دولية، بحسب مصدر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية للصحيفة، هو أنّ “NSO عملت وفق القانون الإسرائيلي وأحيانا بتكليف من دولة إسرائيل، أما هذه الشركة فلا”.
وتربط الصحيفة بين هذه الشركة وبين فضيحة التجسّس الكبيرة في اليونان قبل أشهر التي استقال فيها رئيس الاستخبارات اليونانية، وتورّط فيها ابن شقيق رئيس الوزراء.
وأفاد التحقيق بأن الشركة باعت برامجها من خلال صفقات طغت عليها السرية إلى جهات حكومية في أنحاء العالم، وكذلك إلى ميليشيات ضالعة في حروب أهلية، مثل “قوات الدعم السريع” (“الجنجويد” سابقا)، التابعة لنائب رئيس مجلس السيادة في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”.
وذكر التحقيق الذي يستند إلى منظمة التحقيقات “لايت هاوس ريبورت” وشركائها “إنسايد ستوري” اليونانية وصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن شركة “إنتليكسا” أسسها ضابط الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، طال ديليان، وينتشر نشاطها من أوروبا إلى أجزاء واسعة في جنوب الكرة الأرضية.
ويتضح أن ضابط سابق في الوحدات التكنولوجية في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية يؤسس شركات سايبر هجومي، ويوظف فيها مسرحون من هذه الوحدات، ويسجلها خارج إسرائيل لمنع مراقبة صادراته، التي أثارت فضائح في اليونان ومصر وغيرهما
ووفقا للتحقيق فإن طائرة خاصة من طراز “سيسنا” حطت في مطار الخرطوم، في 18 أيار/مايو الماضي، ويرجح أنها سلّمت برنامج التجسس لقوات حميدتي، خلال توقفها هناك لمدة 45 دقيقة. وكان هذا “وقتا كافيا للربط بين الصراع الشرس على الحكم في السودان وبين فضيحة التجسس التي تعصف باليونان”.
وكان يفترض أن تبقى تفاصيل وصول هذه الطائرة إلى الخرطوم سرية ومحفوظة في مكان غير متاح ومن دون تسجيلات عادية منظمة.
وهذه السرية هي دليل على مدى قوة ونفوذ حميدتي، الذي يصفه التحقيق بأنه “أغنى رجل في السودان ومالك جيش خاص، ووريث الإرث الدموي لجنجويد المعروفة بارتكابها جرائم ضد الشرية في إقليم دارفور”.
ونقل التحقيق عن ثلاثة مصادر مستقلة قولها إن الشحنة التي تسليمها في مطار الخرطون هي “معدات تجسس تم صنعها في الاتحاد الأوروبي، وبمقدورها تغيير ميزان القوى في الدولة بفضل قدرتها على تحويل هواتف ذكية إلى أجهزة تجسس ضد أصحابها.
وعندما اكتشف خصوم حميدتي أن معدات التجسس هبطت في السودان، جرى تهريبها إلى المقر الرئيسي لقوات الدعم السريع في دارفور، كي لا يستولي عليه الجيش السوداني”.