منذ انطلاق شرارة المقاومة الفلسطينية، سعت كتائب المقاومة لامتلاك كل ما يمكن امتلاكه من سلاح وعتاد وعدة، فكانت المحاولات الأولى أقرب للخيال من الواقع، ذلك الواقع الذي تمرّد عليه أطفال الحجارة وحملوا المدفع والصاروخ ليدكّوا به أراضينا المحتلة ويهشموا نظرية الاحتلال الأمنية.
وانطلقت رحلة التطوير والتصنيع بخطى متسارعة، رغم محاولات الاحتلال لإيقاف عجلة التصنيع بالقصف والاستهداف والحصار، إلا أن وصل مدى صواريخ القسام من 2كم إلى 250كم، كما تضاعفت قدرتها التدميرية، وأصبحت اليوم تغطي كل شبرٍ من فلسطين المحتلة.
ونجحت كتائب القسام عام 2001م بإطلاق أول صواريخ القسام صوب مستوطنات ومواقع الاحتلال في قطاع غزة قبل تحريرها ومستوطنات الغلاف، تتويجاً لعشرات المحاولات والتجارب السابقة، ومثل إطلاق اول هذه الصواريخ انطلاق مرحلة جديدة من المقاومة.
وحرص مهندسو كتائب القسام على إدخال التطويرات والتحسينات على أداء الصاروخ حتى وصلنا لما نحن عليه الآن، وكانت مراحل التطوير كالتالي:-
صاروخ (قسام 1)
تم إطلاقه لأول مرة بتاريخ 2001م، صوب مغتصبة سديروت الصهيونية ليكون اول الصواريخ المصنعة محلياً بأيدي مهندسي القسام المتواضعة، ويفتتح بذلك فصول الصناعات العسكرية المحلية في مجال الصواريخ ، وقد بلغ مدى هذا الصاروخ ما بين 2-3 كيلو متر.
صاروخ (قسام 2)
وهو صاروخ مطوّر عن النسخة الأولى من صواريخ القسام ، وتم الإعلان عنه عام 2002م ليتوسع بذلك مدى القصف الصاروخي للقسام حيث بلغ مدى هذا الصاروخ من 9-12 كيلو متر، ليصل إلى مناطق أبعد ويضرب العديد من الأراضي المحتلة .
صاروخ (قسام 3)
تم الإعلان عنه عام 2005م، واحدث نقلة نوعية بوصوله إلى مدينة عسقلان المحتلة ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي تحتوي عددا من المنشآت والأهداف الحيوية كالميناء ومحطة الكهرباء وغيرها ، وقد بلغ مدى هذا الصاروخ بين 15 و 17 كيلو متر.
صاروخ (M75)
أُعلن عنه في 2012م ، فكان أول صاروخ فلسطيني يضرب “تل أبيب” ومواقع في القدس المحتلة خلال معركة “حجارة السجيل ” ووصل في أبعد مدى له إلى مدينة “هرتزيليا” الإسرائيلية وأعلنت الكتائب أن مداه يصل من 75 – 80 كيلو متراً، وجاءت تسميته نسبة إلى الشهيد القائد إبراهيم المقادمة.
صاروخ (سجيل 55 – 40)
أعلن عنه في 10-7-2014م وتم إطلاقه خلال معركة “العصف المأكول” ويبلغ مداه 55 كيلو متراً، وقد استهدفت به كتائب القسام المدن والتجمعات الإسرائيلية ومحيط منطقة “غوش دان” التي تشتمل على أكبر تجمع سكاني للمستوطنين الإسرائيليين.
وبعد أعوام أدخلت كتائب القسام صاروخ S40 إلى الخدمة، واستخدمته في قصفها المكثّف والمركّز لمواقع ومستوطنات الاحتلال في غلاف غزة وعسقلان وأسدود وبئر السبع، خلال عدد من التصعيدات والجولات كان أبرزها جولة مايو 2019م، حتى جاءت معركة سيف القدس 2021م لتكشف عن القوة التدميرة لهذا الجيل من الصواريخ.
صاروخ (J80)
أعلن عنه في 2014م ، وتم اطلاقه باتجاه “تل أبيب” خلال معركة “العصف المأكول”، ويبلغ مداه 80 كيلو متراً، وجاءت تسميته نسبة إلى الشهيد القائد أحمد سعيد الجعبري “أبو محمد” ، وتحدّت به كتائب القسام منظومات الهندسة الإسرائيلية وفرق تشغيل بطاريات القبة الحديدية ، حيث لم يتمكن الاحتلال من اعتراض الصواريخ التي وجهت لـ “تل أبيب” كون الصواريخ تعمل بنظام يضلل الرادارات الأرضية.
صاروخ (R160)
أعلن عنه في 2014م وقصفت به مدينة حيفا المحتلة خلال معركة “العصف المأكول” حيث شكل مفاجأة كبرى لقوات الاحتلال بوصول صواريخ القسام إلى مدى 160 كيلو متراً، وجاءت تسميته نسبة إلى الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي.
صاروخ (Q12-20)
ويمثل هذا الصاروخ نسخة مطورة من صاروخ القسام الأول، ويتراوح مداه بين 12-20 كيلومتر، ويحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، وكشفت الكتائب بأن هذا الصاروخ تم تصنيعه من مخلفات صواريخ طائرات الاحتلال الحربية وقذائف المدفعية، موضحةً بأن حاوية الرأس المتفجر لهذا الجيل هي عبارة عن قذائف 155 ملم من بقايا قذائف مدفعية الاحتلال، والمادة المتفجرة المستخدمة من مخلفات قنابل MK84.،وأعلنت الكتائب عن استخدامها لهذا الصاروخ لأول مرة خلال معركة” سيف القدس ” 2021م.
صاروخ (A120)
كشف الستار عنه في 2021م، عندما قصف به مواقع في مدينة القدس المحتلة، خلال معركة “سيف القدس”، نصرةً للمرابطين في المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح.
واتت تسميت الصاروخ بهذا الأسم تيمناً بالشهيد القسامي القائد رائد العطار، ويحمل رأساً متفجراً ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، ويصل مداها إلى 120 كم.
صاروخ (SH85)
كشف الستار عنه في 2021م، عندما وجّهت كتائب القسام ضربة صاروخية لـ “تل أبيب” ومطار “بن غوريون”، خلال معركة “سيف القدس”، نصرةً للمرابطين في المسجد الأقصى وأهالي الشيخ جراح، وأوضحت أن تسمية الصاروخ بهذا الاسم تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، ويصل مداه إلى 85 كم.
عياش (250)
كشف عنه في 2021م ، وبأمر من قائد هيئة أركان القسام “أبو خالد” محمد الضيف، وانطلق الصاروخ باتجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كم من غزة.
وأعلن القسام أن صاروخ العياش يصل لمدى أكبر من 250كم وبقوة تدميرية هي الأكبر؛ وأطلق اسم عياش على الصاروخ تيمناً بالمهندس القسامي الأول لكتائب القسام يحيى عياش.
وما من شك بأن رحلة تصنيع صواريخ القسام، مرّت بمراحل مختلفة، فكانت البداية بالتركيز على المدى بهدف تحطيم النظرية الأمنية للاحتلال، لتنطلق بعدها مرحلة جديدة تركّزت في تطوير القدرة التدميرية للصواريخ وتحقيق الردع وزرع الرعب في قلوب العدو الإسرائيلي، والذي ظهر جلياً في الدمار التي أحدثته الصواريخ خلال المعركة الأخيرة.
كما واجهت كتائب القسام تعقيدات وصعوبات مختلفة، بدءاً من دخول المواد اللازمة للتصنيع، مروراً بمراحل التصنيع، وصولا إلى الإطلاق ومواجهة القبة الحديدية للاحتلال والتي تحوّلت إلى قبة كرتونية وأصبحت أضحوكة أمام أنظار العالم.
وتستكمل عقول مهندسو القسام إبداعها، بالتركيز على تكتيك الزخم الناري والقوة التدميرية والضربات الصاروخية المركزّة والمكثّفة، تجهيزاً وإعداداً لمعركة يساء فيها وجه المحتل الغاصب، وتكون حجر الأساس في معركة التحرير الفاصلة، بحسب الكتائب.