شكلت تجارة الألماس رابطا لتجارة خفية بين دولة الإمارات والكيان الصهيوني على مدار سنوات طويلة ليشكل رابطا لعار التطبيع السري بين البلدين ومدخلا إلى جانب التعاون الأمني والاستخباراتي لتوثيق العلاقات في مجالات مختلفة.
تعود قصة تجارة الألماس بين الإمارات والكيان الصهيوني إلى عقود ماضية حيث كانت دبي واحدة من أبرز أسواق الماس الذي يستخرج من إفريقيا ويثقل في نيويورك ويملكه من يعرف بملك الماس العالمي رجل الأعمال الإسرائيلي ليف ليث.
ويمر عبر الأراضي المحتلة ما يصل إلى 50% من تجارة الألماس العالمية، أما دبي فتعتبر الثالثة من أكبر أسواق الماس في العالم فهي انتهزت فرصة قربها من مصانع ثقل الماس في الهند مثلا من المعاملات الورقية والتكاليف.
وفي السنوات الأخيرة قدمت دبي نفسها كمركز للألماس وعملت على اجتذاب حصة متزايدة من تجارة الماس الخام من ملاجئ إفريقيا وروسيا والمتخصصة في استخراج كميات كبيرة الماس.
وفي تقرير حديث كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريه، أن الإمارات تقيم علاقات مهمة مع “الكيان الصهيوني “، مدفوعة بازدهار تجارة الألماس بين الجانبين.
وذكرت الصحيفة أن نشاط تجارة الألماس، الذي يتخذ من دبي مركزاً له، يعتبر قمة العلاقات التجارية المزدهرة بين الكيان الصهيوني والإمارات.
وقالت: “إذا دخلتَ مكاتب تجارة الألماس في دبي، ستجد (مزوزاً) على الباب، وهو يرمز إلى الهوية اليهودية، ويضعه بعض اليهود أيضاً عند مدخل منازلهم وأماكن عملهم”.
ويقول أحد تجار المجوهرات الفلسطينيين “هناك الكثير من بضائع الكيان الصهيوني تُعرض في الإمارات، ومن ضمنها الألماس والمجوهرات”.
ويوضح أن متاجر الألماس بالإمارات، خاصة في إمارة دبي، التي تتعامل مع البضائع الصهيونية ، ما زالت لا تفضل الإعلان رسمياً عن مصدر الألماس الذي تعرضه، حتى لا تواجه حملات المقاطعة الشعبية .
من جانبه، قال حاييم إيفن زوهر، وهو أحد مؤرخي صناعة الألماس الصهاينة، في تصريحات نقلتها صحيفة “معاريف” العبريه: إنه “من خلال بورصة دبي، تستطيع إسرائيل بيع الألماس إلى العالم العربي ودول الخليج”.
وأضاف زوهر، الذي يزور الإمارات بشكل متواصل: “في دبي لا يحبون العلانية، إنهم يعملون بهدوء”.
وأشار إلى أن “بورصة دبي تؤمّن خدمات لـ500 شركة، وتشكل مركزاً للتجارة بدول الخليج، لذلك تستغلها شركات الألماس الإسرائيلية”.
ووفق صحيفة “معاريف”، فإن الملياردير الإسرائيلي ليف ليفاييف يملك معرضاً للألماس بإمارة دبي يحمل اسم “ليفانت”.
وذكرت أن ليفاييف ليس تاجر الألماس الإسرائيلي الوحيد الذي يعمل في دبي، فقد افتتح بعض التجار الإسرائيليين معارض لهم هناك.
ولفتت إلى أن تجار الألماس الإسرائيليين ضيوف دائمون على بورصة الألماس في دبي، وبعضهم يدخلها بجوازات سفر إسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل إنشاء بورصة دبي كانت تجارة الألماس بالإمارات ضعيفة، وبلغت نحو 5 ملايين دولار فقط، لكنها في السنوات الأخيرة بلغت 35 مليار دولار، من بينها ألماس إسرائيلي بقيمة 300 مليون دولار.
وفي السياق، قال تاجر الألماس الإسرائيلي إيال بديحي، في تصريحات للصحيفة العبرية ذاتها: إن “أثرياء من السعودية والبحرين يشترون الألماس الإسرائيلي من بورصة دبي، ويبحثون هناك عن البضائع الكبيرة والجميلة”.
وأضاف بديحي: “السلطات الإماراتية تسمح بصمت ومن دون الإعلان رسمياً، لتجار الألماس الإسرائيليين بدخول دبي”.
وأشار إلى أنه أبرم صفقتين مع تاجر ألماس من دبي: الأُولى بمبلغ 221 ألف دولار، والثانية بمبلغ 283 ألف دولار.
كما أن دبي، المدينة المعروفة بكونها ملاذاً لغسل الأموال، والنشاطات التجارية غير المشروعة والمخدرات في العالم، أصبحت ملجأً مهماً لمهربي الألماس الإسرائيليين.
والعام الماضي، حذَّر تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية من أن المناطق الاقتصادية الحرة بدبي، وتجارة الإمارة في الذهب والألماس تشكل مخاطر.
وأضاف التقرير: إن هذه “البيئة المتساهلة لها تبعات على الأمن العالمي، أبعد بكثير عن رمال الإمارات”.
وأوضح أنه “في اقتصاد عالمي متشابك تنخفض فيه الحواجز أمام حركة الأموال، يمكن أن تفتح نقطة ضعف واحدة في الهيكل التنظيمي المجال أمام شتى أنواع اللاعبين الدوليين في الأنشطة الإجرامية”.