تقرير/ علي غانم / وكالة الصحافة اليمنية //
تبنت الهيئة العامة للزكاة في صنعاء استراتيجية منهجية في مشاريع التمكين الاقتصادي للفقراء القادرين على العمل بتنوع مجالاتها المهنية والتقنية والزراعية والسمكية ودعم الاسر المنتجة تهدف من خلالها الى تحقيق و تعزيز الرغبة والقدرة على العمل و الانتاج للأسر المستحقة لمصارف الزكاة في كل من هذه المجالات بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي.
حيث عكفت هيئة الزكاة العام الماضي على إعادة ترميم وتأهيل المعاهد المهنية في العاصمة صنعاء وتوفير كل الاحتياجات وصيانة المعدات والآلات والأجهزة فيها بعد أن كانت شبه مدمرة كليا جراء الاستهداف الممنهج من قبل التحالف ، من أجل توفير البيئة المناسبة لتأهيل وتدريب الشباب المستهدفين في أمانة العاصمة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.
منهجية هيئة الزكاة لتمكين الشباب اقتصاديا
مدير عام التمكين الاقتصادي في هيئة الزكاة عادل عبدالجبار، أوضح أن هيئة الزكاة بدأت بتنفيذ مشاريع التمكين الاقتصادي وفق دراسة جدوى اقتصادية مدروسة انطبقت عليها معايير الجودة كي تكون مشاريع ناجحة وملموسة ومطابقة مع احتياجات الواقع وسوق العمل.
ولفت عبدالجبار إلى إنه تم إعداد منهج ريادة الأعمال وإدارة المشروعات عبر كوكبة من الاستشاريين والخبراء والمدربين الرياديين ، موضحا أن المنهج تكون من خمس وحدات تدريبية بدءا بالمهارات الحياتية وتطوير الذات و ريادة الأعمال و اعداد دراسات الجدوى الاقتصادية وإدارة المشروعات و إدارة المخاطر واستمرارية المشاريع إلى جانب التوعية والتثقيف حول منهجية التنمية والعديد من الأنشطة التدريبية النظرية والميدانية التي ساهمت في تنمية معارف المستفيدين وصقل مواهبهم .
مراحل مشروع التمكين المهني للشباب
ركزت هيئة الزكاة خلال الأشهر الماضي على تمكين الشباب الفقراء وتأهيلهم مهنيا في واحد من أهم مشاريعها في مجال التمكين الاقتصادي التي تركز على تحقيق أهداف استراتيجية من شأنها أن تسهم في التخفيف من حدة الفقر ليتمكنوا من إنشاء مشاريع مهنية وصناعية مدرة للدخل تكفل لهم الخروج من دائرة الفقر والعوز إلى دائرة الإنتاج والانخراط في سوق العمل.
ومثل هذا المشروع تحولا استراتيجيا لهيئة الزكاة في وسائل صرف الزكاة في مصارفها الشرعية من خلال مشاريع التمكين الإقتصادي التي من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي وإيجاد فرص العمل.
وبدأت الهيئة إجراءات مشروع التمكين المهني للشباب بعدة مراحل عبر التنسيق مع الجهات ذات العلاقة وتوقيع العقود التنفيذية مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني والمعاهد التدريبية وتحديد التخصصات المهنية المرتبطة بسوق العمل ثم الانتقال إلى مرحلة حصر المستفيدين من الشباب فئة الفقراء في أمانة العاصمة ومحافظة الحديدة ، تم خلالها تسجيل 650 شاب في أمانة العاصمة وقرابة 550 شاب في محافظة الحديدة وفق الشروط المطلوبة ، وتحديد ميول وتخصصات المستهدفين في 20 برنامج مهني وتقني تخصص في المعاهد المهنية عبر مدربين مهنيين ذو كفاءة عالية.
وعقب استكمال كافة الاجراءات السابقة تم الدخول مباشرة في مرحلة التدريب لمدة أربعة شهور ثم الانتقال إلى مرحلة التلمذة المهنية والتطبيق في سوق العمل ومرحلة مرحلة ريادة الاعمال واعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشاريع.
توزيع حقائب مهنية وتمويل مشاريع 550 شاب في 20 برنامج مهني وتقني في صنعاء
وقد دشنت الهيئة العامة للزكاة اليوم الأحد ، مشروع توزيع الحقائب المهنية وبدء مرحلة تمويل المشاريع الفردية والجماعية للخريجين الذي اجتازوا جميع مراحل التدريب والتأهيل كأول دفعة قوامها 550 شاب في 20 برنامج مهني وتقني في العاصمة صنعاء بحضور رئيس المجلس السياسي الأعلى وقيادة الدولة.
رئيس هيئة الزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان ، أكد أن هذا المشروع إنطلق بهدف تفعيل الادوار الحيوية والمقاصد الشرعية لفريضة الزكاة وربط الزكوية برفع مستوى كسب العيش وتحسين سبل العيش بشكل مستدام للأسر الفقيرة للحد من معدلات الفقر والبطالة عبر تحسين الوضع الاقتصادي لديهم ، وتعزيز مبدأ التكافل الإجتماعي وبما ينسجم مع جوهر ومضامين التوجهات الوطنية الرامية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وتحويل التحديات الاقتصادية الراهنة إلى فرص تنموية جادة لدعم الشباب القادرين على العمل.
تدشين مشروع مماثل في الحديدة واستقبال دفعة جديدة في 3 محافظات قوامها 3350 شاب وشابه
وكشف أبو نشطان أن هذا المشروع يتبعه تمويل مشاريع مماثلة لعدد 450 مستفيد من الشباب الفقراء في محافظة الحديدة .. معلنا أن هيئة الزكاة ستبدأ خلال الأيام القادمة تنفيذ المرحلة الثانية من خلال استقبال وتسجيل دفعة جديدة عددها 3 آلاف و 350 مستفيد من الشباب الفقراء في محافظات ذمار وتعز وريمة لتأهيلهم في التمكين المهني.
ولفت إلى أن مشاريع التمكين الاقتصادي تأتي ضمن أولويات واهتمامات هيئة الزكاة في مسيرة بناء القيادات الشابة المدربة ودمجهم ضمن تخصص مهني فني وصولا إلى مجتمع قادر على الإنتاج والإكتفاء ، موضحا أن هذه المشاريع تنطلق في عدة مسارات وبرامج في المجال الزراعي والثروة الحيوانية والمجال السمكي وتربية النحل وإنتاجل العسل ودعم الاسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والأصغر .
مشاريع قادمة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية وتربية النحل والتمكين السمكي
رئيس هيئة الزكاة أعلن عن استكمال صيانة وترميم المعهد التقني الزراعي في الكدن بمحافظة الحديدة وتوفير المضخات المائية والطاقة الشمسية والتي ستقوم الهيئة عبره بتنفيذ مشاريع في الجانب الزراعي والحيواني وتربية النحل وغيرها من المشاريع الموجهة للأسر الفقيرة خلال الفترة القادمة إلى جانب مشاريع أوسع تطمح الهيئة لتنفيذها في التمكين السمكي و اعادة تأهيل قوارب الصيادين و دعمهم في مشاريع تدعم سلسلة القيمة في هذا المجال وصولا الى التسويق.
مشاريع سابقة
وكان لهيئة الزكاة مشاريع سابقة في التمكين الاقتصادي منها التمكين السمكي من خلال توزيع قوارب صيد للصيادين في جزيرة كمران لعدد 40 أسرة فقيره ، ومشروع الاسر المنتجة التي تم تمويلها لتجهيز ملابس معارض هيئة الزكاة السنوية خلال العامين الماضين لكسوة العيد للفقراء واحفاد بلال ، إلى جانب مشاريع الصناعات الغذائية ومشاريع في الجانب الزراعي وتربية الأغنام وتربية النحل وانتاج العسل.
ووفقا لما سبق فإن هيئة الزكاة حديثة الإنشاء قامت بخطوات كبيرة وجريئة في مجال التمكين الاقتصادي للفقراء ما يجعلها من المؤسسات الرائدة التي يعول عليها في النهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية من خلال توفير فرص عمل وخفض نسب البطالة، ودعم النشاط الاستثماري وإقامة مشروعات قومية للدولة.