تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تصاعدت وتيرة المواجهات بين ميليشيات “الانتقالي” ومحتجون غاضبون في مناطق يافع محافظة لحج جنوب اليمن لليوم الثالث على التوالي على خلفية قيام القيادي العسكري “مختار النوبي” بإعدام المجند في “الحزام الأمني” ماجد رشدة الحالمي في خطوة تُشير -حسب مراقبين- إلى اتساع رقعة الانقسام وسط صفوف ميليشيات “الانتقالي” المدعومة إماراتيا في ثاني اهم معاقلها الرئيسية بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها جنوب وشرق اليمن.
ففي الوقت الذي لم يفيق اليمنيين داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف فيه من هول صدمة فساد السلك الدبلوماسي ونهب المنح والبعثات الدراسية في الخارج لصالح أبناء لوبي الفساد، تأتي فضيحة أشد منها هذه المرة قيام ميليشيات “الانتقالي” الجمعة الماضية، بإعدام أحد مجنديها بطريقة بشعة أمام مرأي ومسمع أقاربه وسكان قريته، ما فجر موجة غضب عارمة في مناطق يافع وتحديداً في مديرية حالمين، ثاني أهم معاقل المجلس المدعوم إماراتياً.
إعدام في وضح النهار
ففي جريمة بشعة هزت مشاعر سكان محافظة لحج جنوب اليمن، أعدمت عناصر مسلحة في مليشيا “المجلس الانتقالي الجنوبي” أحد أفرادها جراء خلافه مع قائدها الميداني في مديريات يافع.
وأقدمت مليشيا “الانتقالي” الجمعة الماضية، على اختطاف المجند في صفوفها “ماجد أحمد مقبل رشدة الحالمي” من منزل يقطنه في قرية “العسكرية” بمنطقة “حبيل جبر” واقتادته إلى مسقط رأسه في منطقة “سمح”، بمديرية حالمين، لتنفيذ الإعدام الميداني بحقه أمام مرأى ومسمع عشرات المواطنين من سكان قريته وأقاربه وترك جثته في العراء دون السماح بنقلها لثلاجة مستشفى المديرية.
وعن دوافع الجريمة قالت المصادر أن الجندي الحالمي دخل في خلاف مع قائد مليشيا “الانتقالي” في مديريات ردفان المدعو “مختار النوبي”، إلا أن الإعلامي الجنوبي “أنيس منصور” المستشار السابق لسفارة “حكومة هادي” في العاصمة السعودية الرياض” أفاد في تغريدة على منصة “تويتر” أن دوافع الجريمة كانت بسبب فضيحة أخلاقية قائلاُ: “ماجد الحالمي جندي في الحزام الامني منذ 4 سنوات وانفصالي وتابع للانتقالي اختلف مع مختار النوبي في قضية اخلاقية وفضيحة من فضائحهم فتم تصفيته بمال اماراتي وسلاح اماراتي وادوات إماراتية”.
جريمة بثت الروح الثورية
آثارت هذه الجريمة البشعة مشاعر أبناء قبائل يافع كافة، وسخطاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي من قبل الناشطين والحقوقيين والإعلاميين، وتحولت إلى قضية رأي عام على منصات التواصل الشعبي وثورة عارمة جابت كافة شوارع ومناطق مديرية حالمين في ظل وجود سلطة احتلال لا تكثرت بحياة حتى الرفقاء والأنصار بقدر ما تسعى إلى نيل رضى الأسياد المحتلين، سلطة احتلال أقل ما يقال عنها أنها حولت المناطق التي تقع تحت سيطرتها مرتعاً لذئاب بشرية همها الأول والأخير التقاتل والتناحر فيما بينها من أجل الحصول على فتات مال الخيانة والعمالة والارتزاق المدنس بدماء الأنصار قبل دماء الأبرياء من المدنيين.
اتشحت مديرية حالمين خلال الثلاثة الأيام الماضية، بالسواد ودهن أركانها باحمرار نزيف الدماء، وكسى الحزن وجوه ساكنيها، وتعالت في جنباتها صرخات الأهالي التي أصيبت بصدمة وبجروح عميقة وهي تندب حزناً أحد أبنائها المجندين في صفوف الميليشيات الإماراتية .. كيف لا وهي من وصفت بالذراع العسكري للميلشيات الإماراتية حين تدافع المئات والألاف من أبنائها المغرر بهم للتجنيد في صفوف تلك المليشيات ظناً منها أنها ستحصد الأموال والخير الوفير.
ولفت المراقبون، إلى أن التحرك الأخير لأبناء يافع يُعيد التذكير مجدداً بانتفاضات شعبية مماثلة في محافظة المهرة وحضرموت طالبت برحيل “الانتقالي” والقوات الأجنبية الداعمة له.
وما زاد الطين بله بحسب المراقبين، ما أقدمت عليه عناصر ميليشيات الانتقالي من استخدام العنف المفرط ضد المحتجين سلمياً في يافع، ما أدى بالمحتجين لاقتحام مقرات المجلس والهتاف بعبارات لا انتقالي بعد اليوم.
أحداث الصبيحة
وليس ببعيد عن مناطق يافع شهدت مناطق الصبيحة خلال الأيام الماضية توترات عسكرية فيما بين الفصائل الإماراتية من أبناء القبيلة ورفقائهم من خارج القبيلة.
الخميس الماضي، أقدم مجندي “قوات درع الوطن” التي انشأتها قوات التحالف من أبناء الصبيحة لحماية المنشئات النفطية في حضرموت، على اعتقال المجند في صفوف الانتقالي “قمري الصوعري” الملقب ب”ابو شجاعة” أحد مجندي “اللواء التاسع صاعقة” والأعتداء عليه بالضرب المبرح أثناء عملية الاعتقال وذلك في قرية “خور العميرة المضاربة” في منطقة “رأس العارة”، وأقتياده إلى سجن في أحد معسكراتها في الصبيحة.
كما قامت “قوات درع الوطن” بنشر قواتها معززة بالآليات والمصفحات العسكرية ظهر الجمعة الماضي، داخل أحياء سكنية وفي السوق العام بمنطقة “خور العميرة” بذريعة ملاحقة مطلوبين لديها من عناصر “الانتقالي” اسمتهم بـ“العصابة”.
معاقل رئيسية تتهاوى