كان الفريق 33 في مونديال قطر 2022 هو فلسطين، وقد لاحظ المعلقون الرياضيون درجة التأييد للقضية الفلسطينية داخل وخارج الملاعب.
وانتشرت مقاطع فيديو لمراسلين “إسرائيليين” مصدومين من طريقة التعامل السلبية التي واجهوها من قبل المشجعين العرب في قطر.
وبعد انتصار المغرب المفاجئ على إسبانيا، رفع اللاعبون العلم الفلسطيني في احتفالاتهم بالرغم من توقيع بلادهم على اتفاقيات “أبراهام” مع الكيان الصهيوني .
وقد يرى البعض أن ذلك نتيجة طبيعية للانحياز العربي تجاه قضية رمزية، لكن الحقيقة أن جهود الناشطين في قطر لعبت أيضًا دورًا.
وقبل أشهر من بدء كأس العالم، بدأ التخطيط من قبل مجموعة الناشطين القطريين ضد التطبيع، ونسق هؤلاء مع مجموعات فلسطينية وعربية أخرى لتسليط الضوء على هذه القضية، واستخدموا حملات وتكتيكات مختلفة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور.
وتأسست هذه المجموعة المناهضة للتطبيع في عام 2011 وتقودها اليوم النساء القطريات في الغالب. وبدأت هذه المجموعة كمدونة، ثم وسعت نطاق أنشطتها لتشمل تنظيم وتعبئة المجتمع القطري ضد الجهود المبذولة داخل الدولة لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ورأى أعضاء المجموعة في كأس العالم لحظة مناسبة لإظهار الانحياز العربي للقضية الفلسطينية والمعارضة الواسعة لاتفاقات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي بيان صدر في الأول من أكتوبر شددت المجموعة على هدفها المتمثل في استخدام البطولة كمساحة سياسية لتسليط الضوء على النضال الفلسطيني.
وفي الفترة التي سبقت كأس العالم، حظيت هذه المجموعة باهتمام كبير، واتصل العديد من العرب – أفرادًا ومنظمات – بالمجموعة للاستفسار عن كيفية دعم جهودها.
وقد دفع ذلك المجموعة إلى التواصل مع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي البارزة في جميع أنحاء العالم العربي، في محاولة لتوسيع نشر رسالتها.
وبدأت المجموعة بدعوة فرق كرة القدم العربية لارتداء شارات تحمل العلم الفلسطيني تعبيراً عن الوحدة والتضامن مع القضية الفلسطينية. وسرعان ما بدأ وسم “شارة الكابتن فلسطينية” يتصدر “تويتر”.
وحثت المجموعة المنتخب القطري على ارتداء شارة العلم الفلسطيني وحثت المشجعين على فعل الشيء نفسه. وتبع ذلك هاشتاغ أطلقته المجموعة بعنوان “فلسطين في المونديال” بهدف توثيق الحملات المؤيدة لفلسطين.
في غضون ذلك، أطلق ناشطون فلسطينيون حملة “حلم فلسطيني” لتسليط الضوء على القيود المفروضة على سفر الفلسطينيين. ووصل الحساب إلى ما يقرب من 30 ألف متابع على إنستغرام وتم دعمه من قبل ناشطين فلسطينيين بارزين، مثل “منى الكرد”.
وبعد أن بدأت القنوات الإسرائيلية ببث تقارير من قطر تظهر مواطناً قطرياً يتحدث عن رغبته في تطبيع العلاقات مع إسرائيل و”صنع السلام” مع الإسرائيليين، أعادت المجموعة إطلاق هاشتاغ “قطريون ضد التطبيع”. ودفعت ضغوط الحملة المواطن القطري الذي ظهر في التقرير إلى إصدار اعتذار ادعى فيه عدم علمه بأن المحطة إسرائيلية وأنه من أشد المؤيدين لفلسطين.
وشملت الإجراءات الأخرى دعوات لرفع العلم الفلسطيني خلال المباريات. وقد تواصل مواطنون عرب من دول أخرى مع المجموعة للمشاركة في مبادراتهم خلال وجودهم في المدرجات، وللاستفادة من هذا الجهد، حثت المجموعة الجماهير على إطلاق هتافات مؤيدة للفلسطينيين خلال المباريات في الدقيقة 48 من كل مباراة، إحياءً لذكرى النكبة الفلسطينية.
ولطالما كانت القضية الفلسطينية محركا رئيسيا للتعبئة عبر العالم العربي، وقد استفادت المجموعات المناهضة للتطبيع من كأس العالم لتسليط الضوء من جديد على القضية الفلسطينية والتأكيد على أن هذه القضية ستظل لها أولوية خاصة لدى في وعي شعوب المنطقة.