المصدر الأول لاخبار اليمن

القدس بين التضامن الإلكتروني وخذلان الأنظمة السياسية

خاص// وكالة الصحافة اليمنية // ما بين التضامن  الإلكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والخذلان السياسي من قبل الكثير من الأنظمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية، تقف القدس ويقف المسجد الأقصى والمقدسيون وحيدين في ساحات المواجهة السياسة والميدانية الجديدة التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني التي تسعى لتغيير الخارطة السياسية والتاريخية للمدينة المقدسة والسيطرة على […]

خاص// وكالة الصحافة اليمنية //

ما بين التضامن  الإلكتروني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والخذلان السياسي من قبل الكثير من الأنظمة العربية والاسلامية وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية، تقف القدس ويقف المسجد الأقصى والمقدسيون وحيدين في ساحات المواجهة السياسة والميدانية الجديدة التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني التي تسعى لتغيير الخارطة السياسية والتاريخية للمدينة المقدسة والسيطرة على الحرم القدسي عقب القرار الأمريكي واعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

التضامن من خلال منصات ووسائط التواصل الاجتماعي ربما يكون الحاضر الأقوى دائماً في ظل غياب التفاعل الشعبي على أرض الواقع، وقد شهدت الأيام المتزامنة مع الأحداث السياسية الناتجة عن القرار الأمريكي عدة حملات لمجموعات فلسطينية وعربية ناشطة على شبكة الإنترنت، لكن مثل هذه الحملات لم تعد تكفي لتحريك الشارع وإثارة الشعوب العربية والاسلامية وتحشيدها ضد السياسات الأمريكية، من خلال الضغط على الأنظمة والحكومات العربية والاسلامية.

لم يعد تضامن الشعوب العربية وتفاعل الشارع الشعبي مطروحا ليس لأن المواقف الرسمية للأنظمة والحكومات استبقت  الأحداث وصنعت فعلا سياسيا واقتصاديا يحقق تطلعات الأمة تجاه القرار الأمريكي، وانما لأن هذه الأنظمة نجحت في استلاب الإرادة الشعبية وتدجين الأمة وإدخالها مرحلة الموات واللاوعي السياسي والثقافي.

نجاح الأنظمة العربية والإسلامية في تدجين الامة واستلاب ارادتها بدا واضحا وجليا في مواقف الخذلان السياسي العربي للقدس وللقضية الفلسطينية بشكل عام، ومقابلة القرار الأمريكي بالترحيب والمباركة وهي الحقيقة التي حاولت الأنظمة العربية العميلة اخفائها وفضحتها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية والتي قال فيها ان ” العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج، وخاصةً السعودية أفضل بكثير من الماضي، والسعودية ودول خليجية تحترم قراري بشأن القدس.”

ترامب الذي اعتبر أن القرار بشأن القدس يمثل “أهم إنجاز له خلال العام الأول من حكمه في البيت الأبيض”، كان قد زار السعودية في وقت سابق وناقش مع النظام السعودي الكثير من المسائل المتعلقة بتصفية القضية الفلسطينية تحت ما سمي بـ”صفقة القرن” وتوجيه الأنظمة الخليجية نحو التطبيع مع إسرائيل وهو الاتجاه الذي حظي بمباركة ودعم خليجي بلا حدود..

قضية الأمة

قضية “القدس والمسجد الأقصى” ليست قضية فلسطينية أو قضية شرق أوسطية، وإنما قضية إسلامية من الدرجة الأولى، ولذلك فإن الأقصى والقدس يبقى أمانة في أعناق كل المسلمين في كل مكان بالعالم، ويفرض عليهم الوقوف مع شعب فلسطين في التصدي للقرار الأمريكي ومخططات ومؤامرات الاحتلال الصهيوني على المقدسات الإسلامية.

كما ان على الأمة العربية والاسلامية أن تدرك أن تاريخ بيت المقدس (المسجد الأقصى المبارك وما حوله) ارتبط دوماً بالصراع بين الحق والباطل، وأن هذه المنطقة المباركة ارتبطت بالأنبياء وبمنهج الله تعالى الذي حملوه إلى البشر، ومتى صح الناس، أيا كان جنسهم، أو شرعهم، أو ديانتهم، على هذا المنهج، نعمت المنطقة، والعالم معها، بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ونعم المسجد الأقصى المبارك بالعمران. ومتى انحرف الناس عن منهج الأنبياء وهداهم، فقدت المنطقة أمنها وسلامها، وتعرض المسجد المبارك للإهمال، بل والتدمير..

قد يعجبك ايضا