المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي أبعاد زيارة الوفد العسكري البريطاني إلى عدن؟

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //

بشكل فاجأ الجميع ودون أي مقدمات، كشفت وسائل إعلام “حكومة” التحالف الثلاثاء الماضي، عن زيارة وفد عسكري بريطاني إلى عدن وتوقيع اتفاق مع وزيري دفاع وداخلية “حكومة” التحالف، “للتعاون العسكري والأمني” دون الإشارة إلى مواد وبنود ذلك الاتفاق الذي “دُبر في ليل” حسب مراقبين.

اسقاط ورقة “الانتقالي”

ورأي مراقبين ومهتمين بالشأن اليمني، أن التحركات البريطانية تندرج ضمن خطة تهدف لتسليم بريطانيا الملفين الأمني والعسكري في محافظة عدن وبعض المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف.

ونقلت وسائل إعلام موالية لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، عن مصادر استخباراتية في مدينة عدن، أنباء تتحدث عن مخطط يحيكه رشاد العليمي، رئيس “مجلس الرياض الرئاسي”، بتنسيق بريطاني، لتفكيك الميليشيات المسلحة التابعة لـ”الانتقالي” وافراغه من أذرعته العسكرية، تحت ذريعة دمج الفصائل المسلحة الموالية للتحالف ضمن “جيش موحد”.

وفي السياق نقلت وسائل الإعلام الرسمية التابعة لـ”حكومة” التحالف عن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في عدن “أحمد محسن اليافعي”، قوله إنه كلف من قبل وزيرا دفاع وداخلية “حكومة” التحالف بتسليم وفد عسكري بريطاني ملفات الأمن والجيش.

وكان اليافعي قد التقى قبل يومين في عدن، بالوفد الذي ترأسه مستشار البحرية البريطانية “جايمز ادورد”، وبمشاركة مستشارة الملحق العسكري وسكرتير أول السفارة البريطانية، وناقش اللقاء الملفات الأمنية والعسكرية الشائكة، مضيفاً إن الزيارة البريطانية تمهد لزيارة مرتقبة يقودها السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد اوبنهايم، بمعية وفد عسكري وأمني بريطاني رفيع.

وتأتي زيارة الوفد العسكري البريطاني، في أعقاب تصريحات رشاد العليمي، رئيس ” مجلس الرياض الرئاسي” التابع للتحالف، في مقابلته الأخيرة مع قناة ” العربية الحدث”، بشأن عملية دمج الفصائل العسكرية والأمنية التابعة للتحالف في مناطق سيطرة الأخير، “وانشاء غرفة عمليات مشتركة لجميع الفصائل”.

مخطط اخراج السعودية من المستنقع

وأعتبر المراقبون، الخطوة البريطانية مؤشراً على قرار متخذ من قبل دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني وأدواتهم في المنطقة السعودية والإمارات على نقل غرفة عمليات الحرب المشتركة، إلى الداخل اليمني ضمن استراتيجية ما بعد إخراج السعودية من المستنقع اليمني، وتوحيد فصائلها على الأرض، وخدمة لمخططات استعمارية جديدة.

ووفق المراقبين، فإن الخطوة البريطانية، تمهد لعودة الاحتلال البريطاني إلى عدن بثوب جديد وهي الاستراتيجية التي تنتهجها القوى الاستعمارية، للسيطرة على دول العالم الثالث بعد الخروج من الحقبة الاستعمارية العسكرية والتي كانت محافظة عدن ومحافظات جنوبية وشرق اليمن جزء منها.

ورقة الإرهاب

وتعد ادعاءات “محاربة الإرهاب”  لعبة أساسية تمارسها الولايات المتحدة وبريطانيا مكشوف لفرض وجودها العسكري في اليمن.

وفي السياق، عبر الوفد البريطاني عن “تفهمه لكل ما تم طرحه في اللقاء وما تعانيه الحكومة التابعة للتحالف والشعب اليمني بسبب ظروف الحرب ومخاطر الإرهاب” حسب ماتم نقله عن الوفد العسكري البريطاني، والذي أكد أن “الحكومة البريطانية تولي اهتمام في مساعدة اليمن على مواجهة كل هذه المخاطر” بينما أعلن رئيس استخبارات القوات المحلية التابعة للتحالف أن “هناك زيارة مرتقبة للسفير البريطاني الى العاصمة عدن مع فريق فني للقاء بوزيري الدفاع والداخلية بهدف لاطلاع على القضايا التي تهم دعم اليمن واستقراره وتعزيز جهود مفاوضات السلام ووقف الحرب ومحاربة الإرهاب”، وفق ما نقلته وكالة “سبأ” التابعة لـ”حكومة” التحالف.

كما نقلت وسائل إعلام التحالف عن ممثلي وزارة دفاع وداخلية “حكومة” التحالف، الشكر والتقدير للوفد العسكري البريطاني على هذه “الزيارة الهامة التي من المتوقع ان تثمر خيرا في إطار التعاون المشترك في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه”.

وأكد المراقبين، أن الخطوة البريطانية الجديدة هي بمثابة الخطوة الثانية للاتفاق الأخير الذي وقعته حكومة أبوظبي في 8 ديسمبر الجاري، مع أدواتها في اليمن تحت مبرر “محاربة الإرهاب”.

ووفقاً للمراقبين فإن الاتفاق الجديد يأتي لتعزيز قبضة الدول الاستعمارية بغطاء إماراتي على المناطق الاستراتيجية والثروات السيادة اليمنية أكثر مما مضى، واستخدام ورقة الإرهاب ضد خصومها ومعارضيها هذه المرة عن طريق “مجلس الرياض الرئاسي” الذي شكلته أبوظبي مع الرياض وواشنطن ضمن مشاورات الرياض في ابريل الماضي.

ويرى المراقبون أن شماعة الإرهاب هي الغطاء الجيد الذي تسعى من خلاله الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيين والخليجيين لخلق مبرر احتلال جزر وموانئ ومنابع النفط اليمنية وإنشاء قواعد عسكرية  من أجل تحقيق أجندات التحكم بممرات التجارة الدولية من جهة والاستحواذ على منابع الطاقة في اليمن.

صناعة الذرائع

ويعتقد البعض أن واشنطن ولندن تعمدت ايصال الرياض وابو ظبي إلى وضع حرج في اليمن بحيث يتسنى للأمريكيين والبريطانيين الحضور إلى اليمن بدور المنقذ، وباسم ” مكافحة الارهاب” الذي كان محل رعاية وتضخيم من قبل دول التحالف منذ انطلاق الحرب على اليمن في مارس 2015. بحسب تقارير نشرها الإعلام الغربي وفضحها الاعلام اليمني.

قد يعجبك ايضا