متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن مظاهر وأدوات عيد الميلاد لم تعد من المحرمات في السعودية كما كان الأمر من قبل.
وتضيف الصحيفة في تقرير لها أن الحصول على أدوات عيد الميلاد أصبح سهلا ومتاحا.
وتنقل الصحيفة تجربة المقيمة اللبنانية علياء العبيدي، التي كانت خلال السنوات السابقة تذهب إلى السوق المحلية في الرياض، وتستدعي تاجرا هنديا وتهمس له بطلبها. وبعد وقت قصير، كان يعود ومعه صندوق من الورق المقوى من غرفة خلفية فتعطيه المال وتمضي.
لكن الأمور تغيرت، كما تقول الصحيفة، فاليوم عندما قامت عالية برحلتها السنوية للحصول على زينة عيد الميلاد، فإنها لم تعد بحاجة إلى التاجر الهندي أو الحيلة.
يبدو أن عيد الميلاد لم يعد من المحرمات في المملكة العربية السعودية المحافظة. كانت الحلي والزينة وعصي الحلوى وقبعات سانتا كلوز والثلج المزيف وحتى الأشجار معروضة في العلن، ليس فقط في السوق المحلية، ولكن في مراكز التسوق والمقاهي المحلية بالرياض.
تقول عالية: “لا يمكنك رؤية الأشجار مع كل الزركشة في الأماكن العامة.. ولكن يمكنك أن ترى أشجارًا معروضة للبيع وفيها زخارف في صناديق. الرسالة هي أنه من الآمن الاحتفال بعيد الميلاد. لذلك فإن هذا تغيير كبير”.
في بلد تتجذر هويته في كونه مهد الإسلام، وحيث الممارسة العامة للديانات الأخرى غير قانونية، كان الاحتفال بأعياد الميلاد موضوعًا مثيرًا للجدل منذ فترة طويلة.
الآن مع تصميم قيادة المملكة على الظهور بمظهر خارجي أكثر وإغراء الأجانب للعيش والعمل هناك، فيبدو أنها مستعدة لتقديم تنازلات. لم يكن هناك إعلان رسمي، لكن أصحاب المتاجر يشعرون بالأمان لتجاوز الحدود لأنه لم يكن هناك رد فعل عنيف.
وقال فادي الشطري، أحد سكان الرياض: “الأشجار في بيوت العائلات، حتى في المنازل السعودية.. يُسمح للناس بالاستمتاع وتجربة تقاليد الأديان الأخرى”.
ويضيف: “اعتدنا أن نذهب جميعًا إلى نايتسبريدج (في لندن) للاحتفال بعيد الميلاد والتقاط الصور… ولكن لماذا لا تجلب تجربة السفر إلى المنزل؟ في السنوات القليلة المقبلة، سنرى أشجارًا في الساحات العامة”.
لم يكن الجميع على استعداد للحديث عن عيد الميلاد. في مجتمع يتعرض فيه المعارضون لعمليات قمع شرسة، فإن القدرة على قراءة الإشارات حول ما هو آمن للحديث عنه وما يبقى محظورًا هو عمل صعب. من ناحية أخرى، قال بعض التجار إنهم لا يخشون السلطات السعودية، لكنهم قلقون من رد فعل العلماء الذين يرفضون ممارسة طقوس أديان أخرى.
يقول صاحب متجر للأدوات المنزلية إن “المكان لا يزال شديد التحفظ، حتى في الرياض، بالإمكان عرض بعض قبعات بابا نويل، لكنني لا أعتقد أن الجميع مستعد لرؤية باقي الزينة”.
في مواجهة الانتقادات المستمرة بأن التغييرات الاجتماعية والتسامح الجديد كلها جزء من محاولة لغسيل السمعة، يسارع المسؤولون السعوديون إلى الغضب. وقال أحد المقربين من ديوان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: “كان هناك اعتراف بأن الأمور بحاجة إلى التغيير”.
“وقد تم تنفيذ هذه التغييرات الضرورية. شعبنا يريد أن يعيش حياة عالمية. ولفترة طويلة فُرضت عليهم هوية ضيقة. ليس لدينا ما نخشاه من العادات الأخرى”.