المصدر الأول لاخبار اليمن

ماوراء توترات حضرموت وتصاعد موجة اغتيال قيادات التحالف في مأرب؟

موجة تصفية القيادات العسكرية تتصاعد في مأرب

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

أسابيع معدودة مضت على تخوفات الإصلاح بفقدان سيطرته على محافظة حضرموت إثر التصعيد العسكري الأخير للميليشيات الإماراتية فيها، ليتجرع الحزب تخوفات أمنية جديدة هذه المرة تجلت بشكل كبير في عودة حرب التفجيرات والاغتيالات والتصفيات من جديد إلى محافظة مأرب، الخاضعة لسيطرة الميليشيات التابعة للإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة، وذلك عقب سلسلة من التفجيرات وعملية اغتيال قادة بارزين.

وعلى الرغم من تزامن التفجيرات والاغتيالات بمدينة مأرب في ظل المساعي السعودية في إعادة تطبيع علاقتها من جديد مع الإصلاح فقد دخلت المدينة النفطية فصلاً جديداً من فصول العنف والصراعات الدموية، بعد عملية اغتيال أحد أبرز القادة العسكريين ونجاة أخر، وسط أنباء تتحدث أن القتيل والناجي كانا ضمن قوات عسكرية يعدها الحزب للقتال في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حسب مصادر قبلية في مأرب.

عودة التفجيرات والاغتيالات

وخلال الساعات الماضية تصاعدت وتيرة الاغتيالات خلال الساعات الماضية وسط مدينة مأرب وذلك ضمن ما يعرف بسياسة تصفية الخلافات بين قيادات التحالف العسكرية.

وذكرت مصادر متطابقة لـ ”وكالة الصحافة اليمنية”، أن مسؤول عمليات جبهات العلم الأعلى والأسفل شمال شرق مدينة مأرب، العقيد “معاذ البخيتي الأزرق”، تعرض لعملية اغتيال بواسطة عبوة ناسفة تم الصاقها بسيارته العسكرية وسط مدينة مأرب.

عملية اغتيال البخيتي الأزرق جاءت بعد ساعات من محاولة اغتيال فاشلة لأحد الأمراء السابقين لتنظيم “القاعدة” في حضرموت والذي منح من قبل التحالف مناصب عسكرية عدة، حيث نجا العميد “هاني أبوبكر باسلامة” المعين من التحالف قائد “لواء الصديق” المحسوب على حزب الإصلاح وقائد “محور البقع” سابقا من محاولة اغتيال في أحد المطاعم وسط مدينة مأرب.

أصابع الاتهام

وامام كل عملية اغتيال في المحافظات الواقعة تحت سيطرة قوات التحالف، تتبادل قيادات الإصلاح والانتقالي الاتهامات فيما بينهما حول ضلوعهم في التخطيط لعملية الاغتيال، ليتم فيما بعد تسجيل القضية ضد مجهول.

ووجهت وسائل إعلام تابعة للإصلاح، اصابع الاتهام لفرقة الاغتيالات التابعة لـ  وكيل جهاز الأمن القومي السابق “عمار صالح”، لاسيما وأن علميتا الاغتيال الأخيرتين في مأرب لم تفصل بينهما سوى سويعات معدودة بالإضافة إلى أنهما وقعتا في المنطقة ذاتها.

كما ربطت العديد من الوسائل الإعلامية الموالية لحزب الإصلاح، بين حادثة مقتل العقيد “معاذ البخيتي الأزرق” ونجاة العميد باسلامة مع أنباء سابقة عن تواجد خلايا “عمار صالح” في مدينة مأرب لتنفيذ العديد من الاغتيالات والعمليات الإرهابية بإيعاز إماراتي.

وفي المقابل أعادت عمليات اغتيال البخيتي ونجاة باسلامة التذكير بالعديد من حوادث تصفية القيادات الأمنية والعسكرية المناهضة لسياسات الإخوان، وعلى رأسها حادثة اغتيال مستشار وزير دفاع “حكومة” التحالف اللواء محمد الجرادي، في مدينة مأرب، بعد دخوله بخلافات علنية مع جماعة الإخوان، وكذا اغتيال قائد ألوية اليمن السعيد، “عبدالجبار البقماء” في يونيو الماضي.

تفجيرات وادي عبيدة

وشهدت مديرية الوادي الكبير “وادي عبيدة” خلال الثلاثة الشهور الماضية موجة جديدة من العنف تمثلت في سلسلة التفجيرات بالعبوات الناسفة داخل أهم معاقل الإصلاح والقاعدة في مدينة مأرب.

مناطق عدة في وادي عبيدة المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة ومسلحي الإصلاح في مدينة مأرب شهدت خلال الشهر الماضي 4 تفجيرات بعبوات ناسفة استهدفت عربات عسكرية تابعة لقوات التحالف وميليشيات الإصلاح.

وفي السياق، نفى بيان صادر عن “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، في 11 ديسمبر الجاري صلته بالتفجيرات التي شهدها وادي عبيدة.

وأتهم البيان، جهات مشبوهة (في إشارة إلى المليشيات الإماراتية) بالوقوف وراء التفجير بهدف إحداث فتنه “بين التنظيم والقبائل الداعمة له في وادي عبيدة” حسب تعبير البيان.

مسرحية غامضة السيناريو

وفي ظل ظروف بالغة التعقيد تشهدها حضرموت ومأرب مؤخراً جراء سلسلة من التوترات العسكرية في سيئون وارتفاع حدة الاغتيالات والتفجيرات في وادي عبيدة تحاول الولايات المتحدة ومن خلفها بريطانيا والكيان الصهيوني عبر أدواتهم في المنطقة السعودية والإمارات أن ترسم خارطة تشطيريه وتمزيقيه جديدة لليمن برؤية استعمارية حديثة وفق مصالح القوى الاستعمارية التي كانت تتربص باليمن لعقود ماضية، ولعل النصيب الأكبر من تلك المخططات أخذ يظهر بشكل أوضح حالياً في محافظتي حضرموت ومأرب.

ورأي المراقبين، في ارتفاع حدة التفجيرات والاغتيالات التي استهدفت قادة مسلحي التحالف في مأرب، والتوترات في سيئون بأنها ليست أكثر من مسرحية تهدف إلى إيهام الرأي العام المحلي والدولي عن وجود اختلاف المشاريع وتضارب المصالح السعودية الإماراتية التي انعكست وامتدت على مجنديها وقياداتهم العسكرية في مختلف الجبهات.

ويعتقد المراقبون أن التوترات والاغتيالات الأخيرة تمت بإشراف أمريكي وبريطاني وتمويل إماراتي، وبموافقة السعودية التي بدلت فجاءة من مواقفها العدائية لجماعة الإخوان، وتمثل انعكاساً للتوجه الأمريكي في السيطرة على منابع النفط في مأرب وحضرموت، وذلك من خلال مسرحية تقوم خلالها السعودية والإمارات للعب دور الأخوة الخصوم بما يؤدي إلى فصل حضرموت ومن ورائها المهرة عن اليمن، وضم إرخبيل جزيرة سقطري للإمارات مقابل ضم مأرب للسعودية بعد أن استعصي على المملكة ضم محافظة الجوف التي تمكنت قوات صنعاء من تحريرها بالكامل في 25 ديسمبر 2021، وذلك ضمن سياسة ذرائعية تستعملها واشنطن وحلفاؤها الغربيين لفرض أجنداتها بالقوة على دول العالم.

قد يعجبك ايضا