المصدر الأول لاخبار اليمن

هل يشهد عام 2023 التطبيع الرسمي السعودي مع الاحتلال الإسرائيلي؟

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

مستقبل العلاقات بين الرياض والاحتلال الإسرائيلي، اصبح محط انظار الإعلاميين والمتابعين، بخاصة بعد تصريحات “بنيامين نتنياهو” رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بشأن تعليق خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل صفقة تطبيع مع السعودية.

وارتفعت التوقعات بشأن موعد التطبيع الرسمي المزعوم، بعدما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن شركاء في ائتلاف “نتنياهو” الحكومي اليميني قولهم إنهم “لن يقفوا في طريق جهود التطبيع مع السعوديين”.

فيما قال “نتنياهو”، في مقابلة مع صحيفة “جيويش إنسايدر”، نشرتها يوم الجمعة الماضي: “آمل أن نحقق تطبيعاً رسميا كاملا مع السعودية، كما فعلنا مع دول الخليج الأخرى مثل البحرين والإمارات”.

ويذهب جميع المراقبين الى الاعتقاد، بأن الرياض أعطت الضوء الأخضر للبحرين، حيث تحتفظ بنفوذ كبير على العائلة المالكة في المنامة، للانضمام إلى اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الإمارات والمغرب والسودان.

ومع انه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين الاحتلال الإسرائيلي والسعودية، لكن العلاقات السرية بينهما تحسنت وتم الكشف عنها بشكل متزايد خلال  السنوات الخمس الأخيرة.

عام 2022 ، شهد تقدم ملموس، في ملف التطبيع بين الدولتين، ففي مارس الماضي، قال “بن سلمان” في مقابلة مع مجلة “أتلانتيك” الأمريكية ، إن المملكة تنظر إلى الاحتلال الإسرائيلي كـ”حليف محتمل” وليس كـ”عدو”.

فيما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” ، بأن السعودية  شاركت في محادثات مع الاحتلال الإسرائيلي “حول العلاقات الاقتصادية والترتيبات الأمنية”.

وسبق أن أعلنت السعودية في يوليو الماضي، أن مجالها الجوي سيكون مفتوحا أمام جميع الطائرات التجارية، في إشارة إلى السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور. وهي خطوة وصفت بـ “المتقدمة” نحو التطبيع بين الرياض وتل أبيب.

وتتوقع التقارير الصحفية الغربية ، بان السعودية مستعدة للدخول إلى حظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى المملكة في يوليو، بالإضافة الى ما أورده موقع “أكسيوس” بشأن إعداد إدارة “بايدن” خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

فيما نشرت قناة I24 العبرية ، وثيقة رسمية تؤكد أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” قدم مطالب السعودية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكلها تتعلق بمصالح الرياض لدى واشنطن، وليس فيها ما يخص القضية الفلسطينية.

كما اجتمع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية السعودي “عادل الجبير” مع قيادات باللجنة اليهودية الأمريكية في أغسطس الماضي، وخاطبهم قائلا إن “نجاح التطبيع مرتبط بنجاح العناصر المعتدلة في المملكة”.

وكانت وكالة “بلومبرج” قد أفادت في سبتمبر الماضي، بأن شركة الهندسة والبرمجيات الإسرائيلية “كواليتيست” تبيع منتجاتها بشكل غير مباشر إلى المملكة. كما يسير الاستثمار نحو المزيد من الازدهار بين الطرفين، فشركة “ميثاق كابيتال”، التابعة لعائلة الراجحي السعودية، ومقرها الرئيسي الرياض، هي الآن أكبر مساهم في شركتين إسرائيليتين، هما “أوتونومو”، و”تريمور إنترناشونال”، بحسب الوكالة الأمريكية.

ويقرأ مراقبون تصريح مسؤولين سعوديين كبار لقناة I24 الإسرائيلية، في أغسطس، بأن التطبيع بين الرياض وتل أبيب “مسألة وقت”، وهو ما عززه وزير الخارجية ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق، “يائير لبيد”، في مقابلة إذاعية بقوله: “علينا السعي إلى التطبيع مع السعودية، باعتبار أن الأمر فيه مصلحة للجميع “.

معتبراً أن مسألة التطبيع لن تحصل بين ليلة وضحاها وإنما ستتم بشكل منتظم وطويل، متوقعاً أنه من الممكن ألا تتم إلا بعد أن يتعاقب بعدي ثلاثة وزراء خارجية”.

وكالة “بلومبرج”، أوردت في تقرير لها، أن “إسرائيل” ودول الخليج أقامت علاقات أمنية مخفية إلى حد كبير بسبب ما وصفته “المخاوف المشتركة” في إشارة إلى محور المقاومة.

وكالة “فرانس برس” سبق أن نقلت عن دبلوماسي مقيم في الرياض، القول إن “للبلدين عدوا مشتركا وهو إيران، والسعودية تريد التعويل بشكل أكبر على تحالف مع “إسرائيل ” ضد إيران خصوصا مع رفض البلدين انخراط واشنطن في محاولة إحياء الاتفاق النووي، والذي يعتبرانه يهدد أمنيهما”.

فيما كشف “جاريد كوشنر” صهر الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” وكبير مساعديه، أن السعودية سمحت لمشروعه الاستثماري الجديد وهو شركة “Affinity Partners” باستثمار أموالها في شركات إسرائيلية.

إفادة “كوشنر” كانت ردا على سؤال من أعضاء بالكونجرس عما إذا كان استمرار العلاقة الشخصية الجيدة بينه وبين “بن سلمان”، هي ما حققت لشركته صفقة الحصول على 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادي السعودي الحكومي.

توقعات 2023

ورغم الإجماع على اقتراب التطبيع بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، إلا أن الترجيحات بشأن حدوثه في عام 2023 تباينت بين مؤيد ومعارض.

وحسب ما أوردت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.  عن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود “داني دانون” بانه يتوقع “اتفاقا بين الكيان الإسرائيلي والسعودية في العام المقبل”، استنادا لـ”محادثات” بين الجانبين الفترة الماضية، وذلك خلال القمة العالمية للقيادة العالمية الأولى لاتفاقات “إبراهام” في روما .

وخلال العام الماضي كان الصحفيون الصهاينة يتجولون في مكة اثناء موسم الحج، بينما مارست جماعات من اليهود الأمريكيين طقوسهم الدينية داخل السعودية، الأمر الذي يجعل مسألة اعلان العلاقات بين النظام السعودي وكيان الاحتلال الصهيوني، مجرد اجراء شكلي تراكمت كل مسبباته بين الطرفين.

ومهما بلغت أسقف التوقعات والترجيحات، فإن تقريرا صادرا عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب يجزم بأن السعودية ستواصل خطواتها التي تمهد تدريجيا للانفتاح تجاه التطبيع الرسمي مع الاحتلال الإسرائيلي، “حتى لو كان ذلك بنموذج مختلف عن اتفاقيات إبراهام المزعومه.

ويبدو من وجهة نظر الكثير من المراقبين أن السعودية قدمت الكثير من خدمات التقرب للكيان الصهيوني، كان أحد وجوهها سجن قيادات المقاومة الفلسطينية من قبل السعودية، وهو ما يؤكد أن الرياض في عهد محمد بن سلمان لم تعد تعير مواقف محيطها العربي والإسلامي أي اهتمام مقابل حصول محمد بن سلمان على الرضى الصهيوني الأمريكي لاعتلاء العرش السعودي.

قد يعجبك ايضا