متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
أظهرت قاعدة بيانات كشفت عنها شبكة “سكاي نيوز” و” الاعلام السياحي “”Tortoise media(، ) عن تبرع دول خليجية وشرق أوسطية وشمال أفريقية بمئات آلاف الدولارات على شكل هدايا ومزايا للبرلمانيين البريطانيين.
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ، نشر تقريراً على تلك الوثائق التي ظهرت للعلن خلال هذا الأسبوع، وسميت بـ”حسابات وستمنستر”.
وتضمن التقرير آراء البرلمانيين الإيجابية تجاه تلك الدول التي قدمت لهم المزايا، والتي تمثل غالبيتها العظمي نفقات لتغطية تكاليف رحلات قام بها هؤلاء النواب إلى تلك الدول لاستكشاف حقائق حول ملفات مثارة وعقد مفاوضات مع المسؤولين.
وتشير الحسابات إلى أن قطر كانت أكثر الدول التي أنفقت على تلك الجولات والزيارات، وذلك بمبلغ بلغ 267،990 جنيهًا إسترلينيًا. (325،078 دولارًا)، تلتها الاحتلال الإسرائيلي بما مجموعه 116،700 جنيه إسترليني (141،495 دولار)، ثم البحرين بما مجموعه 48940 جنيه إسترليني (59301 دولارًا)، والإمارات 44330 جنيه إسترليني (53773 دولارًا).
قطر
قال التقرير، إن غالبية الأموال التي دفعتها قطر للمشرعين البريطانيين كانت لتغطية تكاليف السفر الجوي والطعام والإقامة لأعضاء البرلمان البريطاني الذين زاروا البلد الخليجي لمناقشة مجموعة من القضايا مع المسؤولين الحكوميين.
وهي الزيارات التي تكثفت، نظرا لحالة التدقيق الأوروبي على الدوحة قبل استضافة بطولة كأس العالم 2022، والتي سبقتها انتقادات واسعة اعتبرت قطر أنها تحولت إلى حملات تشويه وانتقاص من البلد وقياداته ومواطنيه.
وأوضح أن 34 نائبا استفادوا من تلك التبرعات القطرية، من بينهم النائب المحافظ “ألون كيرنز”، الذي ذهب في رحلتين ممولتين من قطر إلى الدوحة العام الماضي، وأشاد بالإصلاحات العمالية في البرلمان القطري قبل استضافتها كأس العالم العام الماضي.
و”كيرنز” هو رئيس المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب (APPG) الخاصة بالشأن القطري.
بدوره، وصف النائب المحافظ “ديفيد مونديل”، نائب رئيس مجلس إدار APPG قطر، التغطية الإعلامية الانتقادية لسجل قطر في مجال حقوق العمال بأنها “لا أساس لها” وأثنى على إصلاحات الدولة.
وحضر النائب المحافظ “مارك مينزيس”، وهو متلقي آخر، حدثًا أقامته شركة تصنيع الأسلحة BAE Systems جنبًا إلى جنب مع المسؤولين القطريين.
وهناك، رحب بشراء قطر لـ 24 طائرة من طراز “تايفون”، قائلاً إن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي على التصنيع في دائرته الانتخابية.
بدوره، علق النائب الديمقراطي الليبرالي “أليستير كارمايكل”، والذي زار قطر عام 2020، على ذلك التقرير، قائلا إن تلك الأموال ليست تبرعات لكنها تغطية لتكاليف الزيارة وهي معلنة ولم تخترق قواعد مجلس العموم البريطاني.
البحرين
بحسب التقرير ، تبرعت الحكومة البحرينية بأموال قيمتها 48.940 جنيه إسترليني (59301 دولارًا) للبرلمانيين البريطانيين، جاءت الغالبية العظمى منها عن طريق وزارة الخارجية،.
تم تقسيم تلك الأموال بالتساوي تقريبًا بين أعضاء البرلمان المحافظين “رويستون سميث” و”توبياس إلوود” و”آدم هولواي” و”بوب سيلي” و”ماثيو أوفورد” و”بوب ستيوارت” و”أليسيا كيرنز” و”روبرت جينريك”.
جزء كبير من تلك النفقات حدثت خلال زيارة وفد برلماني بريطاني إلى البحرين في نوفمبر من العام 2021، وخلال تلك الزيارة قال النائب “ستيوارت” في كلمة القاها: “حفظ الله ملك إنجلترا ، وحفظ الله ملك البحرين”.
ودافع “بوب ستيوارت” عن البحرين في عدة مناسبات عقب تلك الزيارة، حيث زعم أن المملكة الخليجية ليس بها سجناء سياسيين.
وكانت الشرطة البريطانية قد استجوبت “ستيوارت” في ديسمبرالماضي بعد تلاسن بينه وبين الناشط البحريني المعارض “سيد الوداعي”، طلب خلالها “ستيوارت” من “الوداعي” أن “يغرب من بريطانيا ويعود إلى بلاده البحرين”.
أما النائب “روبرت جينريك”، فقد أشاد باتفاق التطبيع البحريني مع الكيان الصهيوني، وأخبر البرلمان أنه كان “محظوظًا” لتمثيل المملكة المتحدة في مؤتمر 2019 الذي نظمه المستشار الرئاسي الأمريكي السابق “جاريد كوشنر” في المنامة للاتفاق على الصفقة في عام 2020.
الإمارات
دفعت وزارة الخارجية ما مجموعه 44.330 جنيه إسترليني (53.773 دولارًا أمريكيًا)، ذهب معظمها إلى النواب المحافظين “روب بتلر”، و”توبياس إلوود”، و”كارولين أنسيل”، و”ريتشارد بيكون”، و”ديفيد جونز”، و “دوجلاس تشابمان”.
وذهبت معظم هذه التكاليف لتغطية نفقات زيارة وفد من مشرعين بريطانيين إلى الإمارات في فبراير 2022.
تم إنفاق 8.650 جنيهًا إسترلينيًا (10.483 دولارًا أمريكيًا) من هذا المبلغ فقط على “إلوود” وحده لحضور منتدى “صير بني ياس 2021″، الذي جمع صانعي قرار من مختلف أنحاء العالم.
بدروه، أشاد “أنسيل” بالتطبيع الإماراتي الصهيوني ، بينما اعتبر “جونز”، في تصريح سابق، أن الإمارات “هي بالتحديد نوع الدولة التي نحتاج لإقامة علاقات أقوى معها “.
الكيان الصهيوني
التبرعات التي جاءت من الكيان الصهيوني لم تخرج من وزارة خارجية الكيان ، كما هو الحال في الدول الخليجية، لكن الغالبية العظمى منها جاءت من جماعات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، ومعظمها منظمات تابعة للأحزاب السياسية في المملكة المتحدة.
قدم الأصدقاء المحافظون للكيان ما مجموعه 116،700 جنيه إسترليني (141،495 دولار) إلى 40 نائباً من حزب المحافظين ، لتغطية تكلفة “الوفود السياسية لتقصي الحقائق” إلى الأراضي المحتلة والضفة الغربية.
ويقول نشطاء فلسطينيون إن الوفود المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي في المنطقة أحادية الجانب. وغالبًا ما تتضمن تدخلًا من هيئات يديرها الكيان الصهيوني .