وكالة الصحافة اليمنية//
أعلنت السعودية، فجر أمس السبت، على نحو مفاجئ، عن استضافتها اليوم، الأحد، لاجتماع رباعي يضم السعودية والإمارات والكويت إلى جانب الأردن لبحث سبل دعم الأخير للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول توقيت الاجتماع والهدف الحقيقي للسعودية على وجه الخصوص، وما إذا كانت تريد فعلاً مساعدة الأردن اقتصادياً بعد أن امتنعت عن ذلك خلال الفترة الماضية أم أنها تريد استغلال الأزمة التي تواجهها عمان للضغط عليها من أجل تقديم تنازلات سياسية تحديداً في ما يتعلق بموقفها من صفقة القرن والوصاية الهاشمية على الأماكن الدينية في القدس، مع ما يترتب على ذلك من كلفة سياسية قد لا تناسب مصالح الأردن والقضية الفلسطينية.
وقال بيان صدر عن الديوان الملكي السعودي إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أجرى اتصالات مع ملك الأردن عبدالله الثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأضاف البيان لقد تم الاتفاق على عقد اجتماع يضم الدول الأربع في مكة الأحد القادم لمناقشة سبل دعم الأردن الشقيق للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.
من جهته، رجّح مسؤول أردني، في حديث مع “العربي الجديد”، أن تقدم دول السعودية والكويت والإمارات دعماً مالياً للأردن عاجلاً سيعلن عنه خلال القمة. وقال إن الدعم المالي الذي ستقدمه الدول الثلاث للأردن سيكون موجها كدعم مباشر للخزينة أو تمويل مشاريع تنموية ذات أولوية أو لسداد جزء من ديون مستحقة على الأردن لعدة جهات. وبحسب المسؤول نفسه فإن دعم الدول الخليجية الثلاث للأردن سيكون على شكل مبالغ مالية ربما تختلف قيمتها من دولة إلى اخرى ولن تكون على غرار المنحة الخليجية التي قدمتها هذه البلدان الثلاثة للجانب الأردني قبل أكثر من 5 سنوات بحجم 3.75 مليارات دولار. وكانت السعودية والإمارات والكويت قد قدمت للأردن هذه المساعدات في إطار الصندوق الخليجي لدعم الجانب الأردني ولم يتم تجديد المنحة رغم انتهائها قبل عام وذلك لخلافات سياسية بين عمان والرياض. ولم تقدم الدول الثلاث أي مساعدات مالية للأردن في اخر عامين بحسب المسؤول الأردني. وأشار إلى أن الاتصالات التي أجرتها قيادات الدول الخليجية مع العاهل الأردني إبان وبعد الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد في آخر اسبوعين كانت وراء الدعوة لعقد هذا اللقاء لبحث آليات دعم الأردن اقتصادياً.
وقال المسؤول نفسه إن الدعم الاقتصادي السعودي الكويتي الإماراتي المنتظر يأتي إدراكاً من هذه الدول لأهمية استقرار الأردن ودوره في حفظ أمن منطقة الخليج خاصة من ناحية ضبط حدوده مع السعودية.
ولم يستبعد المسؤول الأردني أن يكون الدعم في هذا الوقت يأتي في إطار محاولة احتواء الأردن سياسياً، خصوصاً بعد الخلافات بينه وبين السعودية على عدد من الملفات الإقليمية، تحديداً في ما يتعلق بعدم موافقة الأردن على المشاركة بالتحالف العربي للحرب في اليمن وتحفظات السعودية على الولاية الهاشمية على المقدسات في القدس.
ويرى المسؤول الأردني أن الدعم الاقتصادي المرتقب من السعودية تحديداً ربما ينطوي على مطالب سياسية مستقبلاً ومن أهمها محاولة تمرير صفقة القرن التي تحاول الإدارة الأميركية تمريرها فيما يرفضها الأردن تماماً، خصوصاً في ما يتعلق بالقدس واللاجئين وملفات الوضع النهائي للقضية الفلسطينية. (عرب48)