متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
في مؤشر على تغير الموقف الدبلوماسي للسعودية، قال وزير خارجية المملكة الأمير “فيصل بن فرحان آل سعود”، إن الحوار مع نظام “بشار الأسد” في سوريا بات أمرا ضروريا “في وقت ما” حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.
جاء ذلك في تصريحات للوزير السعودي في منتدى ميونيخ للأمن السبت، نقلها حساب الوزارة على “تويتر”، والتي أشار فيها “بن فرحان” إلى أن “إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي على أنه لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب”.
ورغم أن “بن فرحان” قال إن “هذا التوجه لم نتوصل له بعد”، لكنه شدد على “أهمية معالجة الجانب الإنساني في سوريا ووجود مسار واضح مع دمشق بشأنه”.
وأضاف: “سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار”.
وتابع أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق “الأهداف القصوى” من أجل حل سياسي، فإنه “بدأ يتشكل” نهج آخر لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا.
واستطرد “بن فرحان”: “لذلك، ينبغي أن يمر ذلك عبر حوار مع حكومة دمشق في وقت ما بما يسمح على الأقل بتحقيق الأهداف الأكثر أهمية خاصة فيما يتعلق بالزاوية الإنسانية وعودة اللاجئين وما إلى ذلك”.
وتمثل التصريحات التي أدلى بها الأمير السعودي، تغيرا في السياسة التي تم تبنيها في السنوات الأولى للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ما يقرب من 12 عاما عندما دعمت دول عربية من بينها السعودية جماعات من المعارضة المسلحة قاتلت ضد “الأسد”.
وقبل أيام، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر (لم تكشف هويته) أن وزير الخارجية السعودي سيزور دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتا إلى “ترتيبات تجري حاليا” في هذا الصدد.
لكن لم يصدر حتى الساعة أي تعليق رسمي من طرف الخارجية السعودية حول تأكيد الزيارة أو نفيها.
وتأتي تلك التصريحات بعد أخرى لـ”بن فرحان”، الشهر الماضي، قال خلالها إن الرياض “تعمل مع شركائها لإيجاد طريقة للتعامل مع حكومة (النظام السوري) دمشق بطريقة تقدم تحركات ملموسة نحو حل سياسي”.
وكانت الجامعة العربية جمدت عضوية سوريا منذ 2011 على خلفية قمع نظام “الأسد” للثورة الشعبية ضد نظامه، قبل أن تتصاعد مساع رسمية بعدة دول عربية لإعادة دمشق للجامعة، وتطبيع العلاقات معها.
وتقود هذه المساعي دول عدة، تأتي في مقدمتها الجزائر والإمارات والأردن.
يشار إلى أن التوجه السعودي الجديد إزاء دمشق ليس وليد اللحظة؛ فالرياض بدأت قبل أكثر من عامين مباحثات أمنية مع نظام “الأسد” لاستكشاف فرص تطبيع العلاقات معه، دون تقدم.
والسعودية، وفق مراقبين، لا تريد أن ترى نفسها خارج المعادلة السورية، في وقت يتصاعد فيه الدور الإماراتي هناك، في وقت تبدو فيه واشنطن وكأنها فتحت الباب مواربا لذلك.