لم يعد أحد يكترث ما إذا كانت “الحكومة” الموالية للتحالف تعلم أم لا بمجريات المباحثات الجارية بين صنعاء والرياض، وهو ما دفع رئيس “مجلس القيادة الرئاسي” التابع للتحالف، رشاد العليمي، إلى الاعتراف بأن حكومته لا تعلم، وبما يؤكد أن عدم معرفة “الحكومة” التابعة للتحالف أصبح أمر بديهي لا يؤثر على مجريات الأحداث.
ويبدو أن العليمي وحكومته يقرون بأنهم ليسوا طرفا في أي قرار سواء بالحرب أو السلام، وأن حضور الرياض يبطل أي حديث عن ” الشرعية” المزعومة، التي قتل وعانى بسببها شعب اليمن. الأمر الذي يعيد التذكير بعبثية الحرب باسم ” إعادة هادي” التي لم يكن هناك من يأبه لها في اليمن.
فقد أوضح العليمي خلال تصريحاته في مدينة ميونيخ الألمانية السبت الماضي، أنه لا يعلم بتفاصيل المباحثات القائمة حالياً بين صنعاء والرياض مكتفيا بالقول أنه ” على اطلاع” لا يتجاوز معرفة العامة من الناس. ويشير العليمي من خلال تصريحه أن المطلوب منه في الأخير التوقيع على بنود الاتفاق، دون أن يكون له الحق في مناقشة التفاصيل.
لكن ذلك بحسب محللين سياسيين لن يمنع العليمي وبقية الجماعات التابعة للتحالف، من العودة إلى اطلاق العنتريات دون خجل ضد حكومة صنعاء، وبما يخلق تساؤلات، عما إذا كان العليمي يلعب دوراً محدداً الغرض منه الاحتفاظ باستعدادات التصعيد العسكري في اليمن، بالاعتماد على قوى أخرى، أكبر من السعودية؟
وتظهر المواقف الأمريكية العدائية تجاه المباحثات الجارية بين صنعاء والرياض، أن واشنطن قد تعمل على اعفاء الرياض من مواصلة الحرب من خلال السماح للسعوديين بالبحث عن تسوية مع صنعاء لإخراج المملكة من أتون الحرب التي اختارتها الرياض، إلا أن ذلك لا يعني أن واشنطن قررت انهاء الحرب على اليمن. خصوصاً أن التسريبات تشير إلى أن الرياض تخوض المباحثات بشكل منفرد، دون رضى أبوظبي، وجماعة الإخوان في اليمن “حزب الإصلاح”. بينما تذهب تصريحات المبعوث الأمريكي تيم ليندركينج، إلى اتخاذ مواقف مناقضة لمسألة إنهاء الحرب، حيث لم يتردد ليندركينج، في تصريحات صحفية في أكتوبر الماضي، الإعلان صراحة أن الولايات المتحدة تفكر في تقديم السلاح “للحكومة المعترف بها دولياً” في اليمن، وبما دفع البعض إلى الاعتقاد أن ما يحدث حالياً من مباحثات، قد لا يكون خارجا عن دائرة إعادة ترتيب أوضاع التحالف، عبر سحب الطرف الأكثر تضرراً ممثلاً بالسعودية، والدفع بأطراف أخرى لتولي مهمة متابعة الحرب.