تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
ستتجه أنظار العالم إلى روسيا هذا الأسبوع لمتابعة كأس العالم لكرة القدم، ولكن بعيدا عن مركز الحدث يمكنك أن تتابع دقات القلب النابض للعبة في شوارع مزقتها الحروب أو في أحياء منكوبة بالفقر، حيث تتجاوز فيها متعة إحراز هدف، مرارة الحياة اليومية للسكان.
ومقابل كل هدف يتم إحرازه في كأس العالم التي تجمع نجوم الكرة في العالم كل أربع سنوات وتحتفل بها الفرق المشاركة، يتم تسجيل آلاف الأهداف الأخرى في شوارع اليمن والصومال وغزة وغيرها.
لكن تلك الأهداف لا تسجل من أجل الأجيال المقبلة ولا تعاد مرارا وتكرارا،ورغم هذا فإن أحدا لا ينساها.
ويحق لمحرز الهدف أن يحلم ولو لدقائق معدودة أنه صار نجما بارزا وبطلا خارقا.
وقال محمد علي كارجبو (14 عاما) بعد أن أحرز هدفا في فريتاون في سيراليون “يعجبني (الأرجنتيني ليونيل) ميسي. عندما أنجح في إحراز هدف أشعر بالسعادة والنجاح وأسعد أكثر عندما أشارك الفرحة مع زملائي في الفريق”.
وخلال السنوات الأربع الماضية منذ انتهاء كأس العالم الأخيرة في البرازيل، تعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم لعدة فضائح فساد يقول المشجعون عنها إنها لوثت سمعة “اللعبة الجميلة” بسبب الجشع.
وستكلف إقامة البطولة التي تستغرق شهرا في روسيا مبلغا باهظا يصل إلى 683 مليار روبل (11 مليار دولار).
أما الأحلام فهي لا تكلف شيئا، وهذا ما يحدث مع السوري مصطفى، البالغ من العمر 12 عاما والذي يلعب مع أصدقائه في مخيم زيزون للاجئين في درعا.
وقال مصطفى بعد أن خاض للتو مباراة على ملعب ترابي “عندما أحرز هدفا أشعر بسعادة غامرة وأشعر أنني أقوى وأسرع من زملائي”.
وستقام مباريات كأس العالم على 12 ملعبا حديثا، موزعين على عدة مدن روسية شيدت بمبالغ ربما كانت تكفي لتحسين حياة ملايين البائسين في مناطق في إفريقيا والشرق الأوسط.
ولدخول العالم الساحر لكرة القدم، يكفيك الحصول على قطعتين من الحجارة أو خشبتين مهملتين في قلب الصحراء لتحديد المرمى، أما الملعب فربما يكون داخل بقايا أحد الأبنية التي قصفت بالقنابل ليتشكل “مسرح الأحلام”، ويكون ملجأ ومهربا من أهوال صراع مسلح أو معاناة يومية في خضم حياة تكتنفها أقسى الظروف.
وبالنسبة لطفل صغير يلعب الكرة في ملعب مدرسة تعرضت للقصف في مدينة بنغازي في ليبيا، فإن نجاحه في تسجيل هدف قد يعني له نوعا من العودة إلى الوطن وفرصة لاستعادة جانب من الحياة الطبيعية لشعوب أخرى.
ويقول “أشعر بالسعادة لأنني ألعب في منطقتنا وهو ما عجزت عن فعله لأكثر من ثلاث سنوات بسبب الحرب”.