المصدر الأول لاخبار اليمن

ميدل إيست آي: السجناء يلقون حتفهم داخل سجن “بدر 3” في مصر

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //

” لماذا يموت السجناء في سجن السيسي النموذجي الجديد؟”.. بهذا التساؤل بدأ موقع “ميدل إيست آي” البريطاني حديثه عن أزمة “سجن بدر”، الذي روجت السلطات المصرية له على أنه أحد نماذج سعيها لخلق ظروف أفضل للسجناء، لكنه تحول إلى بؤرة انتهاكات جديدة، تنبئ عنها رسائل مسربة من المعتقلين، وحالات وفاة أيضا، وفق الموقع.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعلن في 11 سبتمبر 2021، عن تدشين “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، التي تتضمن خطةً لتحديث السجون، وبعد فترةٍ وجيزة، افتتحت السلطات مجمعي سجون كبيرين، في بدر ووادي النطرون، وبعدها بعامٍ واحد، بدأت السلطات في نقل السجناء السياسيين إلى المنشآت الجديدة.

وذكر الموقع أن السيسي روج لمنشآت السجون الجديدة باعتبارها “نموذجاً” في الامتثال لحقوق الإنسان، لكن الجماعات الحقوقية انتقدتها، لأنها لا تستوفي المعايير الدولية.

يقع مجمع سجون بدر على بُعد 70 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتم افتتاحه في ديسمبرعام 2021، وأُطلِق عليه رسمياً اسم “مركز الإصلاح والتأهيل بمدينة بدر”.

يتضمن المجمع 3 سجون، بينها سجن “بدر 3” الذي يستضيف العديد من السجناء السياسيين رفيعي المستوى، بعد نقلهم إليه قادمين من مجمع سجون طرة “سيئ السمعة” في منتصف 2022.

وأدانت عدة منظمات حقوقية مصرية ودولية أوضاع حقوق الإنسان السيئة في “سجن بدر 3″، وقالت إنها تسببت في وفاة العديد من المعتقلين، وأثارت حالات إضراب جماعي عن الطعام، في حين قالت منظمة العفو الدولية إن ظروف الاحتجاز هناك “تماثل سجن طرة أو ربما تكون أسوأ”.

من جانبها، قالت منظمة “Committee for Justice” الحقوقية، ومقرها جنيف، إنها وثقت 5 حالات وفاة للسجناء على الأقل نتيجة الإهمال الطبي في “سجن بدر 3”.

كذلك سرّب المعتقلون رسالة في فبراير 2023، سلّطت الرسالة الضوء على الأوضاع المتردية داخل السجن، بما يشمل منع الزيارات العائلية وعدم توافر الرعاية الصحية المناسبة.

الرسالة تحدثت عن أن النزيل حسام أبوشروق انتحر داخل زنزانته في مطلع فبراير2023، بينما حاول السجين محمد ترك أبويارا إنهاء حياته، بعد أن رفض مسؤولو السجن السماح له بالتواصل مع أسرته، التي يعيش أفرادها في المناطق المتأثرة بالزلزال داخل تركيا.

أيضاً حاول النزيل عوض نعمان الانتحار أيضاً، قبل نقله إلى مستشفى السجن بعد أن جرح نفسه. وتقول الرسالة المسربة أيضا إن محمد بديع (79 عاماً)، المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”، قد دخل في إضراب عن الطعام؛ احتجاجاً على سوء المعاملة والإهمال الطبي.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت في منتصف فبراير 2023، عن جماعات حقوقية وأقارب سجناء، حديثهم عن انتهاكات للسجناء، وقالوا إنه كان من الصعب عليهم الحصول على معلومات حول الظروف داخل سجن بدر، وأضافوا أن السجناء محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، أكثر من وضعهم السابق في سجن “طرة”.

من جانبها، حصلت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان على رسالةٍ مسربةٍ أخرى بخط اليد في يناير 2023، حوت تفاصيل عن سوء أوضاع المعيشة، ونقص الرعاية الصحية، وعدم كفاية الطعام، وعدم دخول ملابس الشتاء، وانتشار الأمراض بين المعتقلين.

وفي دليل إضافي على سوء وضع السجناء، كانت منظمة العفو الدولية قد أصدرت تقريراً في أكتوبر 2022، وثّقت خلاله أن نزلاء “سجن بدر 3” يعيشون في “ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية”.

المنظمة قالت في تقريرها: “تقشعر أبدان المحتجزين في زنازينهم الباردة بينما تعمل أضواء الفلورسنت على مدار الساعة، وتُشغّل كاميرات المراقبة على السجناء في جميع الأوقات؛ ويحظر الوصول إلى المواد الأساسية مثل الطعام والملابس والكتب بشكل كاف”.

أكدت المنظمة أيضاً، أن السجناء يحرمون من أي اتصال بأسرهم أو محاميهم، بينما تُعقد جلسات تجديد احتجازهم عبر الإنترنت.

بدورها، نددت منظمة العفو الدولية بالجهود المصرية، التي تحاول تصوير “سجن بدر 3” على أنه سجن يطوي صفحة ثقافة السجون السيئة داخل البلاد.

وقال سليماني بنغازي، المسؤول عن حملات مصر في المنظمة، لـ”ميدل إيست آي”: “نحن على درايةٍ بالشهادات المفجعة التي خرجت من سجن بدر 3 مؤخراً، ونحقق في الأمر”.

ولفت بنغازي إلى أن السلطات المصرية تحاول تحسين صورة حقوق الإنسان، والاستشهاد بافتتاح منشآت جديدة مثل  “سجن بدر 3″، مستدركاً: “لكن مع الأسف، يشهد المكان إعادة إنتاج انتهاكات مماثلة لتلك التي تحدث في مجمع سجون طرة سيئ السمعة، أو ربما تكون أسوأ”.

قد يعجبك ايضا