قالت صحيفة “غلوبال تايمز” أنه ” لا يمكن النظر إلى الوضع الحالي على أنه صراع بين موسكو وكييف – فقد أصبح منذ فترة طويلة حرب استنزاف بين الغرب وروسيا، والأخيرة لا تقف بقوة فحسب، بل تنجح وتتقدم أيضا.
وأشارت الى أن الغرب خائف للغاية من أنه إذا كانت روسيا وحدها من الصعب التعامل معها، فماذا سيحدث إذا بدأت الصين في دعمها عسكريا حقا؟
ووفقا للصحيفة، قالت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا إن الصين تستعد لتزويد روسيا بـ “مساعدة عسكرية فتاكة” في العملية الخاصة الجارية في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه “يجب أن يثير هذا الرأي العام الغربي لزيادة الضغط على بكين، لكنها ترفض بشدة جميع الهجمات من واشنطن”.
وتابعت الصحيفة في مقالها، “تطرح الولايات المتحدة اتهامات استباقية لمنع الصين من المشاركة في الصراع، كانت العملية الخاصة في أوكرانيا مستمرة منذ أكثر من عام، ووفقا لجميع حسابات الغرب، بحلول هذا الوقت، كان من المفترض أن تكون روسيا قد انهارت بالفعل. لم يكن يتوقع على الإطلاق أن الدولة لن تقف قوية فحسب، بل ستنجح وتتقدم أيضا”.
وقالت “غلوبال تايمز” متسائلة: “أصبح من الواضح أن الوضع لم يعد من الممكن اعتباره صراعا بين روسيا وأوكرانيا: لقد أصبح منذ فترة طويلة حرب استنزاف بين روسيا والغرب.. تبين أن هزيمة الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لروسيا كانت أصعب بكثير مما كان متوقعا. إنهم يعلمون جيدا أن بكين لم تقدم مساعدة عسكرية إلى موسكو، وهناك سؤال يطاردهم: إذا كانت روسيا وحدها من الصعب التعامل معها الآن، فماذا سيحدث إذا بدأت الصين حقا في دعمها عسكريا؟”.
وأوضحت الصحيفة، أن الغرب لديه بوضوح مشاكل مع التكتيكات، “إنه يريد الاستمرار في إطالة أمد الصراع حتى تنهار روسيا من تلقاء نفسها. ولكن ماذا لو بدأ جيشها في الهجوم في الربيع وأخرج القوات الأوكرانية بالكامل من دونباس؟ لن تكون هذه هزيمة لأوكرانيا فحسب، بل ستكون أيضا إذلالا للغرب بأسره، بقيادة الولايات المتحدة”.
وأضافت “غلوبال تايمز”: “مع ذلك، إذا وصلت المساعدة العسكرية الجديدة إلى كييف في الوقت المناسب لمساعدة الجنود الأوكرانيين على مقاومة الروس، فقد تفقد موسكو صبرها وتستخدم الأسلحة النووية”.
واختتمت الصحيفة مقالها قائلة: “في هذه الحالة، يمكن محو الصورة بالكامل وإعادة كتابتها. في الواقع، يشعر الكثيرون في الغرب، بما في ذلك الحكومة الأمريكية، بالقلق بشأن هذه القضية، لكن يبدو أنهم غير قادرين على تقييم كل شيء والتذكر أن مساعدة القوات الأوكرانية على تحقيق «النصر» ليست النهاية، ولكنها فاصلة. لذلك من الأفضل أن تستمع إلى الصين. وبينما وصلت الحالة إلى طريق مسدود، ولكن لا يزال هناك مجال للمناورة، ينبغي الشروع في مفاوضات لإنهاء الصراع في وقت مبكر لصالح العالم”.