المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي أبعاد زيارة القيادات العسكرية والسياسية الأمريكية لمحافظة المهرة اليمنية؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

تُشكل زيارة الوفد العسكري الأمريكي بقيادة قائد الأسطول الأمريكي الخامس، تأكيداً جديداً من قبل واشنطن على المضي في تنفيذ مخطط التواجد في الأراضي اليمنية، وتجاهل التحذيرات اليمنية والدولية، حول مخاطر تقويض مساعي السلام بين صنعاء والرياض.

خلال الأشهر الثلاثة الماضية اتجهت الولايات المتحدة إلى تعزيز تواجدها في المياه اليمنية على البحر العربي، وقد وصلت مظاهر التواجد الأمريكي إلى حد الاعتداء على الصيادين، في سواحل محافظة المهرة، وبما يشير إلى أن واشنطن قررت اقتطاع مساحة من السواحل اليمنية في محافظة المهرة منطقة عسكرية مغلقة.

يعزز من ذلك، مشاركة القوات الأمريكية في يوليو العام الماضي، ضمن قوات متعددة الجنسيات في اقتحام منزل قائد المقاومة الشعبية في محافظة المهرة الشيخ علي الحريزي، المعروفة بمقاومته ورفضه تواجد قوات الاحتلال في المحافظة، ولم تكن مشاركة افراد من القوات الأمريكية أكثر من إعلان تواجد القوات الأمريكية الولايات المتحدة في المهرة.

ابتعاد محافظة المهرة الواقعة أقصى شرق اليمن في الحدود مع سلطنة عمان، عن مسرح المواجهات العسكرية بين قوات صنعاء، وقوات التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة في اليمن، لم يعفيها بأن تكون خارج دائرة الحرب، بل حولتها قوى التحالف إلى أكبر ثكنة عسكرية تضم قوات مختلفة الجنسية، بريطانية، أمريكية، سعودية، إماراتية.

في أغسطس 2021 اتخذت القوات الأمريكية والبريطانية، من الهجوم الذي تعرضت له سفينة إسرائيلية، مبرراً لتعزيز تواجدها في محافظة المهرة اليمنية، بحجة أن “الطائرة المسيرة التي هاجمت السفينة الإسرائيلية انطلقت من محافظة المهرة”. ضمن سياسة ذرائعية تنتهجها واشنطن لفرض أجندتها تجاه أي دولة في العالم، إلى جانب تلميح قوات التحالف بوجود عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في المهرة، في مساع لإيجاد مبرر للتواجد الأجنبي في المحافظة تحت أي ذريعة.

وما يؤكد أن الأجندة الأمريكية تجاه اليمن، لا تخلو من نوايا سيئة، كان تعزيز القوات الأمريكية في محافظة حضرموت شرق اليمن بمنظومات دفاع جوي، بعد خطاب قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، في الـ23 من فبراير الماضي، الذي كشف خلاله عن ضغوط أمريكية على السعودية لعرقلة المباحثات الجارية بين صنعاء والرياض. كما أعلن قائد الثورة اليمنية بأن الأمريكيين يطالبون بتأجيل التفاهم حول مطلب صنعاء برحيل القوات الأجنبية.

يبدو أن الولايات المتحدة، تسعى من خلال محاولة فرض تواجدها العسكري في اليمن، إلى اجبار المجتمع الدولي على القبول بخيارات تموضع عسكري جديد يسمح لواشنطن بنقل معاركها الاقتصادية مع العالم من قائمة التنافس الاقتصادي إلى قائمة الهيمنة العسكرية، وإخضاع الاقتصاد الدولي للبندقية الأمريكية.

قد يعجبك ايضا