اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد انقطاعها منذ 2016، والذي جاء برعاية صينية، من الممكن أن يغير الشرق الأوسط.
وذكرت أنه لطالما شكل الصراع المحتدم بين الدولتين إيران الشيعية والسعودية السنية، اللتين تفصل بينهما أقل من 150 ميلاً من مياه الخليج، السياسة والتجارة في الشرق الأوسط، ومن شأن عودة العلاقات وتسوية النزاعات أن تغير شكل المنطقة.
وقطعت العلاقات بين إيران والسعودية عام 2016 بعد هجوم من قبل محتجين على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها بمشهد؛ احتجاجا على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي، نمر النمر.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق يظهر مدى التغير في الموقف المملكة الخليجية تجاه إيران، وتعقيبا عليه اعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن المنطقة يجمعها مصير واحد وقواسم مشتركة.
وأشارت إلى أن ذلك يأتي بعد 5 سنوات من وصف ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، بأنه “هتلر جديد في الشرق الأوسط”.
وبينت الصحيفة أن الإعلان عن الاتفاق كان بمثابة مصدر ارتياح لطهران التي تعاني من اضطرابات داخلية واقتصاد يرزح تحت وطأة العقوبات القاسية، وأيضا يمثل مكاسب للسعودية التي استنزفت النزاعات ميزانيتها ولطخت سمعتها.
دروس للسعودية
وقال المحلل السعودي، محمد السلمي، الذي يترأس مركز أبحاث يركز على الدراسات الإيرانية ويتخذ من الرياض مقرا له، إن “السياسة الخارجية السعودية واضحة للغاية: يريدون حل أي خلافات من خلال الدبلوماسية ويحاولون جاهدين مع الإيرانيين”.
وتضيف ياسمين فاروق، الباحثة غير المقيمة بمؤسسة “كارنيجي” للسلام الدولي، وهي مجموعة بحثية بواشنطن: “الأمر لا يتعلق بأن السعودية لا تدرك أن الضمان (الأمني) الصيني له حدود… بل على مدى السنوات الماضية، تعلم السعوديون دروسا صعبة للغاية”.
وأوضحت تعليقا على الوساطة الصينية في الاتفاق، أن “من بين تلك الدروس التي تعلموها هي مواصلة تنويع علاقاتهم”.
لكن مسألة التأثير السريع للاتفاق السعودي الإيراني على الوضع في الشرق الأوسط، لا تزال محل تساؤل، لا سيما وأن “وجود السفراء سابقا لم يفعل شيئا يذكر لتخفيف حدة العداء” بين الرياض وطهران، كما يقول الكاتب، بوبي غوش، في عموده بموقع “بلومبرج”.
وللصراع الإيراني بعد طائفي، حيث إن العائلة المالكة في السعودية وأغلبية سكانها هم مسلمون سنة بعكس إيران التي يحكمها رجال دين من الشيعة اللذين يعدون أغلبية في الدولة الفارسية.
وقال السلمي إن “السعودية تريد المحاولة الآن. نعتقد أنه قد تكون هناك بعض الصعوبات في المستقبل القريب فيما يتعلق بعلاقة إيران مع المجتمع الدولي (أزمة روسيا والتخصيب)؛ لذلك دعونا نرسل هذه الرسالة الإيجابية ونرى”.