المصدر الأول لاخبار اليمن

هيومن رايتس : السلطات المصرية ترفض إصدار الأوراق الثبوتية للمعارضين في الخارج

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، السلطات المصرية باتباع أسلوب الرفض المنهجي في السنوات الأخيرة، لإصدار الوثائق الثبوتية أو تجديدها لعشرات المعارضين والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان المقيمين في الخارج.

وقالت المنظمة الحقوقية الدولية في تقرير لها الإثنين، إن هذا “الرفض يهدف إلى الضغط عليهم للعودة إلى مصر، ليواجهوا الاضطهاد شبه المؤكد”.

ولفت التقرير إلى أن تعذّر استصدار شهادات الميلاد أو تجديد الوثائق الأساسية كجوازات السفر والبطاقات الشخصية، أدى إلى عرقلة إحقاق الحقوق الأساسية للمعارضين في الخارج وأفراد أسرهم الذين يعولونهم.

وأضاف التقرير: ” قوّض ذلك فعليا قدرتهم على السفر والعيش والعمل بشكل قانوني، وأحيانا هدد قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية الأساسية والخدمات التعليمية أو لمّ شملهم مع أفراد أسرهم الآخرين”.

ونقل التقرير عن نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، آدم كوغل، قوله: “تشدد حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي الخناق على المعارضين في الخارج بحرمانهم من الوثائق الثبوتية الأساسية”.

وتابع : “بعد إطلاق العنان لسحق المعارضة الداخلية والاعتراض العلني من خلال الاعتقالات الجماعية والمحاكمات الجائرة والتعذيب المتفشي أثناء الاحتجاز، تكثف الحكومة جهودها لمعاقبة الموجودين في الخارج وإسكاتهم”.

وقابلت “رايتس ووتش” 26 معارضا وصحفيا ومحاميا مصريا يعيشون في تركيا وألمانيا وماليزيا ودولة أفريقية (لم تسمها) وقطر ودولة خليجية أخرى (لم تذكرها) من يونيو إلى ديسمبر 2022، وراجعت عشرات الوثائق كالمراسلات المكتوبة، وجوازات السفر، والوثائق الرسمية، ونماذج تتعلق بقضايا 9 من الذين تمت مقابلتهم.

ووفق التقرير، واجه المعارضون المصريون في تركيا تحديات إضافية لأن القنصلية المصرية في إسطنبول أغلقت أبوابها فعليا أمام المصريين منذ العام 2018 تقريبا.

وقال الأشخاص الذين قابلتهم المنظمة إنها لا تقبل طلبات التوثيق الرسمي إلا من خلال صفحتها على “فيسبوك”، بينما تلزم المتقدمين بجميع الطلبات تقريبا بملء نماذج غير رسمية خارج نطاق القانون، راجعتها “هيومن رايتس ووتش”.

أبلغ مسؤولو القنصلية المتقدمين بشكل معتاد أن جميع الطلبات يجب أن تحظى بموافقة الأجهزة الأمنية في مصر قبل أن تقدم القنصلية طلباتهم إلى السلطات المختصة.

ومنعت هذه الممارسة آلاف المصريين في تركيا من تقديم طلبات روتينية للحصول على وثائق رسمية، بما فيها جوازات السفر والبطاقات الشخصية، وفق التقرير.

وتسببت سياسة عدم التسامح مع أي شكل من المعارضة التي تنتهجها حكومة السيسي، بإحدى أكبر موجات الهجرة إلى الخارج المنبثقة عن دوافع سياسية في تاريخ مصر الحديث.

ووفقا للأرقام والتقديرات الحكومية الرسمية المنشورة في السنوات الأخيرة، يعيش ما بين 9 و14 مليون مصري في الخارج، ومن بين هؤلاء، يعيش عشرات الآلاف في المنفى لتجنب القمع في الداخل، وفقا لتقديرات تقارير إعلامية وحقوقية.

وقال المعارضون والنشطاء الذين تمت مقابلتهم، إنه يكاد يستحيل الطعن قانونا في رفض السلطات المصرية منح الوثائق الرسمية، لا سيما عندما ترفض السفارات والقنصليات التعامل مع طلبات التوكيل لتفويض محامين في مصر نيابةً عن الموجودين في الخارج.

ولم يتلق أي من الذين تمت مقابلتهم رفضا رسميا كتابيا، كما قال أولئك الذين تلقوا ردا شفهيا إن مسؤولي السفارة أو القنصلية أبلغوهم فقط أن الأجهزة الأمنية لم توافق على إصدار الوثائق.

وطلب المسؤولون من البعض صراحة العودة إلى مصر “لحل مشاكلهم” مع الأجهزة الأمنية.

وفي حالات أخرى، لم يقدم المسؤولون أي رد أو قالوا فقط إن الطلبات معلقة منذ أشهر أو سنوات دون تفسير أو رفض رسمي، حسب التقرير.

وقال الغالبية إنه ليس لديهم قضايا جنائية معلقة ضدهم في مصر، إلا أن 6 قالوا إن السلطات المصرية صنفتهم قانونا بأنهم “إرهابيون” بموجب قانون تعسفي وتشوبه عيوب في مصر، يمنع تلقائيا الأشخاص المعنيين من الحصول على جوازات سفر أو تجديدها.

وذكر المصنفون كـ”إرهابيين” أن السلطات، بالإضافة إلى رفض تجديد جوازات سفرهم، رفضت منحهم وثائق أخرى كشهادات الميلاد والبطاقات الشخصية أو التوكيل القانوني الرسمي، وجميعها إجراءات تعسفية غير منصوص عليها حتى بموجب قوانين الإرهاب المصرية القاسية والتي تشوبها عيوب.

قد يعجبك ايضا