تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
تحولات استراتيجية
الاتفاق السعودي الإيراني من منصة بكين خبر ليس عادي وحدث ينتمي إلى الأحداث النوعية بل التاريخية المؤسسة لتحولات فرط استراتيجية.
والأكثر أهمية على الاطلاق والأعمق دلالات ليس المصالحة على أهميتها القصوى فحسب، انما المكان والزمان والمضيف.
فهي المرة الأولى في التاريخ الذي تنتقل فيه الصين من الدفاع والخمول الأبدي إلى الحيوية والمبادرة، ومن الإقليمية إلى العالمية باقتدار وامتياز، وبتحدي سافر لأمريكا والاطلسي وفي أخطر واهم مناطق سيطرتهم ومصالحهم، والأكثر أهمية ان هذه النقلة التاريخية تجري بهدوء وثقة وبوعي وبتخطيط متقن وبعيد المدى.
فالصين أنهت مؤتمر حزبها بوثيقة سياسية برنامجيه، واقعية عارفة بما هو جار اليوم وبما سيكون غداً وقررت أن الغد يجب أن يكون طوعها هي أولاً وعلى نموذجها هي، لا مكان فيه للنموذج “الانكلو ساكسوني” العدواني والمتوحش المتراجع بتسارع.
وأنهت مؤتمرها ووثيقته الاستراتيجية بالتجديد لرئيسها وأحداث تغيرات نوعية ودالة في قيادتها، فوزيرها للدفاع تحت العقوبات الأمريكية، والإعلان عن المصالحة السعودية الإيرانية في يوم التجديد لولاية ثالثة لرئيسها، وبعد أن زادت موازناتها العسكرية، وأعلنت أنها ستمتلك جيشا فولاذيا، وبمستويات عالمية.
قوة هجومية
الصين الخاملة تحولت إلى قوة هجومية مبادرة دبلوماسيا واقتصاديا وتقترب من المبادرة العسكرية وقد أمنت نفسها أولاً اقتصاديا، وكأكبر وأحدث قوة بحرية عالمية، وتتساند مع الدور الروسي الهجومي عسكريا، ودبلوماسيا، ومستفيدة من الحرب الأوكرانية ومساراتها ومستعدة بل مساهمة في تسريع انهيار الاقتصاد الرأسمالي في حقبته الليبرالية المتوحشة وتستعجل الانهيار.