المصدر الأول لاخبار اليمن

ما هو معيار حسم الصراع السعودي الإماراتي جنوب اليمن؟ وعلى ماذا تراهن أبو ظبي؟

 

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

عادت وتيرة التصعيد العسكري لتسيطر على أجواء مدينة عدن بعد أقل من أسبوعين نتيجة الصراعات السعودية الإماراتية في المدينة.

ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن الفصائل المسلحة الموالية للإمارات تحاول قطع الطريق على تراكم القوة لدى السعودية بما يمكن الأخيرة من سحب البساط على الإماراتيين في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن.

خلال الساعات الماضية أقدمت الفصائل الموالية لأبوظبي على اعتقال 45 قياديا من “قوات درع الوطن” التي انشأتها الرياض لمواجهة هيمنة أبوظبي جنوب اليمن. وبما يؤكد أن الإمارات تعمل على التمسك بزمام المبادرة واختيار زمن المعركة خصوصاً أن المعطيات العسكرية تبدو في صالح أبوظبي، بما يحتم على الأخيرة اغتنام عامل الوقت وتفويت الفرصة على الرياض بمراكمة المزيد من القوة من خلال معركة فاصلة جنوب اليمن.

وكانت الرياض قد اضطرت قبل قرابة أسبوعين إلى الانحناء وتجنب المواجهة مع أبوظبي عقب التصريحات التي أدلى بها ” رئيس مجلس القيادة” التابع للتحالف، رشاد العليمي، حول تأجيل حل القضية الجنوبية، مما أثار موجة غضب واسعة بين الفصائل الموالية للإمارات، التي انتشرت في الشوارع وحاصرت مطار عدن؛ لمنع العليمي من العودة إلى عدن رداً على تصريحاته.

ورغم أن ابوظبي لم تبدي أي اعتراض على مطالب الرياض السياسية بطرد قيادة ” المجلس الانتقالي” إلى جانب التزام الإمارات بعدم التصدي للإجراءات السعودية بتقليص نفوذ “المجلس الانتقالي” ليست أكثر من محاولات ترضية تبذلها الإمارات لامتصاص غضب السعوديين، إلا أن مراقبون يؤكدون أن الصراع بين الرياض وأبو ظبي يتسم بطابع عسكري صرف، حيث أن القيادات السياسية الموالية للإمارات مثل عيدروس الزبيدي، لا يملكون أي قرار، وهم يمثلون وجهة نظر الإمارات، بما يجعل مسألة وجودهم من عدمه بلا قيمة فعلية على الواقع، في حين أن القوة العسكرية تعد المحك الحقيقي للسيطرة في صراع الطرفين جنوب اليمن.

ويبدو أن الإمارات قد تمكنت خلال تواجدها جنوب اليمن من مراكمة قوة عسكرية، جعلت ميزان القوى يميل لصالح أبوظبي، وهو ما اكتشفته الرياض خلال الأزمة التي فجرتها تصريحات العليمي ضد القضية الجنوبية أواخر فبراير الماضي. والذي قامت على أساسها الرياض بإعادة حساباتها جنوب اليمن، بعد أن اكتشفت أن الاستعدادات العسكرية التي قام بها السعوديون مازالت غير كافية لمواجهة الإمارات في عدن. مما دفع الرياض إلى تأجيل المعركة التي كانت قد توافرت كل الظروف اللازمة لانفجارها بين الطرفين.

قد يعجبك ايضا