نشر المحلل العسكري السعودي احمد الفيفي تغريدة تحدث فيها عن وجود ” سياح إسرائيليين في جزيرة سقطرى” قبل أن يحذف تلك الغريدة بحجة انه تم “فهمها بشكل خاطئ” حسب قول الفيفي.
لكن الكثير من المراقبين اعتبروا أن تغريدة الفيفي، تجاوزت الخطوط الحمراء المرسومة من قبل القصر الملكي السعودي. مشيرين إلى أن الصراع السعودي الإماراتي وما يصاحبه من تراشق إعلامي بين الطرفين، تسبب بحدوث حالة من التشوش وخلط الأوراق بين المتحدثين السعوديين والإماراتيين على حد سواء.
وأضاف المراقبون أن تغريدة المحلل العسكري السعودي، احمد الفيفي، كانت تحاول تأليب الرأي العام ضد الإماراتيين عبر فضح الأخيرين بجلب “السياح الإسرائيليين” إلى جزيرة سقطرى اليمنية، إلا أن التغريدة كان لها مفعولاً معاكساً على السياسات السعودية في المنطقة، والتي تؤكد الوقائع أنها سياسات لم تعد ترى في الكيان الصهيوني عدواً يمكن استثماره لتأليب الرأي العام ضد خصوم الرياض. مما دفع الفيفي إلى حذف التغريدة، بموجب توجيهات من القصر الملكي، خصوصاً أن السعودية بلد لا تتمتع بأي حريات، وكل ما هو صادر عن الصحفيين والمحللين السعوديين يعبر عن وجهة نظر النظام الحاكم، في ظل رقابة شديدة ترصد كل شاردة وواردة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب اتخاذ عقوبات قاسية على المغردين تصل إلى السجن 50 عاماً داخل المملكة.
ويشير مراقبون سياسيون أن الرياض تسعى إلى منافسة أبو ظبي بالسيطرة على جزيرة سقطرى اليمنية، بهدف الحصول على الحظوة عند الولايات المتحدة والإسرائيليين في ظل مساعي الأمريكيين والإسرائيليين إلى فرض تواجدهم العسكري في جزيرة سقطرى التي تتمتع بإطلالة استراتيجية على مفترق طرق الملاحة البحرية جنوب المحيط الهندي وبحر العرب ومصب باب المندب.
وقد سبق في سبتمبر 2020 الكشف عن قيام الإسرائيليين بإنشاء مراكز تجسس وجمع معلومات في جزيرة سقطرى بالتعاون مع ابوظبي، ويبدو أن الرياض في إطار التنافس مع ابوظبي للهيمنة على المنطقة قررت أن تسحب بساط الحظوة على الإمارات والاندفاع للقيام بأدوار تجعل الرياض الشريك المفضل للأمريكيين والإسرائيليين في المنطقة.