تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
شكل لقاء رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط مع الوفدين العماني والسعودي نقطة تحول مفصلية في الملف اليمني ومسار الحرب والتي بأعوامها الثمانية دمرت البنية التحتية وأزهقت أرواح مئات الألاف من المدنيين في اليمن.
صنعاء ومنذ بداية الحرب وحتى اليوم تدعو إلى تحكيم العقل ووضع البندقية جانباً والدخول في مباحثات السلام تفضي إلى تحقيق وقف شامل لأطلاق النار واحلال السلام في اليمن.. طرقت عواصم عديدة داعية للسلام حاملة غصن الزيتون بيد والبندقية في يد أخرى .. لكن الشيء المؤسف أنها لم تجد أذان صاغية لدى المجتمع الدولي ودول التحالف في التعامل مع رغبتها في سلام عام وشامل يعم الأرض اليمنية.
كان يمكن مُنذ البدايات الأولى للحرب الوصول إلى قواسم مشتركة بين جميع الأطراف لحل النقاط موضع الخلاف لو كانت دول التحالف قد حكمت منطق العقل وقرأت رسائل السلام التي بعث بها صنعاء على مدى ثمانية أعوام لكان السلام قد تحقق منذ فترة وتم الحفاظ على أرواح الكثير من الطرفين وغم الخير الجميع.
واليوم وبعد هذه المسيرة الطويلة من المواجهة العسكرية هاهي الأمور تشير إلى وجود تفاهمات يمكن أن نصفها بالجادة لوضع حداً للحرب التي أكلت الأخضر واليابس عبر وساطة نزيهة قامت بها سلطنة عمان الشقيقة وهذا ما يشير إليه وصول الوفدين العماني والسعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء وأن تقدما قد تم احرازه في ملفات كانت حتى وقت قريب محل خلاف بين الطرفين خاصة فيما يتعلق بالملف الإنساني المتمثل في صرف المرتبات وفتح المطارات والموانئ والذي سيفتح المجال واسعاً لحلحلة الملفات الأخرى وإحراز تقدم فيها وهذا ما دعت إليه صنعاء مُنذ فترة ويؤكد مطالبها والتي هي مطالب تخص كل اليمنيين دون استثناء وعلى امتداد الأرض اليمنية.
واليوم والسلام بات أقرب من أي وقت مضى والحرب تلفظ أنفاسها الأخيرة يجب التدقيق في مفاوضات السلام والخروج باتفاق وثيق يتسم بالعقلانية والحكمة لسلام دائم ومستدام يحفظ لليمن والمنطقة كلها أمنها واستقلالها وسيادتها.
ع.ص