على عكس تصريحات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين الذين يؤكدون فيها الحرص على تحقيق السلام في اليمن تتبنى أمريكا وبريطانيا مواقف تٌعقد مسار السلام وتدفع بالأوضاع نحو عودة التصعيد ما يؤكد رغبة أمريكية وبريطانية حقيقية في استمرار هذه الحرب وإفشال جهود السلام التي تقودها سلطنة عمان منذ مارس 2022م .
وتزامناً مع إنطلاق الوساطة العمانية وبينما كانت مؤشرات السلام تلوح في الافق ، كثف الامريكيون من تحركاتهم لإفشال جهود السلام والحيلولة دون الوصول الى تسوية بين صنعاء والتحالف، ومن ضمن هذه التحركات احتضان واشنطن لمؤتمر دولي مشبوه في بداية يناير 2023 م لمناقشة ما سمي وقتها إنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن .. وهو ما اعتبره مراقبون وقتها مناورة أمريكية للإلتفاف على مطالب اليمنيين لتحقيق السلام ، وسعي من واشنطن لوضع خطط وأهداف من خلال هذا المؤتمر لمزيد من الفوضى ، وتنفيذ أجندة لا تريد لليمن السلام .
لم تمر على مؤتمر واشنطن المشبوه أيام حتى احتفى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بإحياء الذكرى الأولى للعملية التي أطلقت عليها صنعاء “إعصار اليمن”، والتي استهدفت العمق الاماراتي .. مجدداً استعداد بلاده لمواصلة ما أسماه “الدفاع عن الإمارات” مؤكداً بذلك إصرار واشنطن على استمرار الحرب والحصار والدفع بإتجاه إعادة التصعيد العسكري ، وهو ما اعتبرته صنعاء انكشاف واضح لطبيعة الدور الامريكي المعيق للسلام في اليمن .
ووفق بيان صدر عن وزارة الخارجية بصنعاء فأن الرئيس الأمريكي من خلال تذكره لما تعرضت له الإمارات من رد يمني طبيعي ومشروع ، ومحاولته ذرف الدموع على ذلك الحادث وتجديد طمأنته للإمارات إنما يحاول مجددا توريط الإمارات وغيرها من الدول المعتدية أكثر وأكثر وتشجيعها على مواصلة الحرب وعرقلة جهود السلام ..
عرقلة التفاهمات
سعي أمريكا لعرقلة جهود السلام اتضحت من خلال الزيارات المشبوهة للمبعوث الامريكي الى اليمن ، فكلما كانت الاطراف تصل إلى مستوى تفاهم جيد كان المبعوث الامريكي الى اليمن ” تيم ليندكنغ ” يتحرك عبر زيارات مشبوهة لإحباط وعرقلة اي اتفاقات قد تعبّد طريق التسوية بين صنعاء ودول التحالف ، وهو ما أكده رئيس المجلس السياسي الاعلى بصنعاء مهدي المشاط حيث قال في أحد تصريحاته في نوفمبر 2022 م : ان المشاورات حول الهدنة كانت وصلت إلى مستوى تفاهم جيد إلى أن وصل المبعوث الأمريكي إلى المنطقة وأفشل هذه الجهود .
بريطانيا تدخل على الخط
على خط موازي مع أمريكا سارت بريطانياً عبر تبنيها مواقف عدائية تجاه الشعب اليمني ومن هذه المواقف تصريحات السفير البريطاني ” ريتشارد أوبنهايم ” الذي أصدرها في فبراير 2022م ، والذي أكد فيها دعم بلاده للتصعيد الاقتصادي وقرار حكومة عدن رفع الدولار الجمركي .. وهو ما اعتبرته صنعاء وقتها إنكشاف علني للدور الإجرامي الذي تلعبه لندن في مضاعفة معاناة اليمنيين ، مؤكدة عبر وزارة خارجيتها أن بريطانيا تظهر من خلال هذه المواقف إصراراً واضحاً على إطالة أمد الحرب ومفاقمة معاناة الشعب اليمني، وتحاول جاهدة إعاقة وعرقلة جهود السلام والدفع بالأمور نحو استئناف العمليات العسكرية.
تكريس الاحتلال
الى جانب التحركات الدبلوماسية الامريكية والبريطانية لإفشال جهود السلام ، استمر التدفق العسكري الامريكي والبريطاني إلى المهرة وحضرموت وبناء القواعد العسكرية والتواجد المكثف قبالة السواحل والجزر اليمنية وباب المندب مع زيارات رسمية للسفير الأمريكي ووفود عسكرية للمحافظات المحتلة في توجه متعمد في التواجد والاحتلال .
صنعاء تُحذر
صنعاء بدورها كانت تراقب تحركات أمريكا وبريطانيا ومحاولتهما الحثيثة لإفشال جهود السلام في اليمن محذرة من خطورة هذه التحركات ليس فقط على اليمن بل على المنطقة بأكملها وأخر هذه التحذيرات تحذير رئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط خلال لقائه المبعوث الاممي قبل يومين حيث أكد المشاط ان العالم كله سيتضرر إذا عاد التصعيد في اليمن .