المصدر الأول لاخبار اليمن

الراقصون على رؤوس العالقين اليمنيين في السودان.. المعاناة مستمرة

 

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

بين لحظة وأخرى يموت اليأس ويحيا الأمل إلا في معاناة آلاف اليمنيين العالقين في ميناء بورتسودان السوداني، ومن خلفهم أكثر من 17 ألف يمني يمثلون الجالية اليمنية المقيمة في بقية المحافظات السودانية، حيث لا تزال القصص الإنسانية المؤلمة على كثرتها تتكشف يوما تلو الأخر، لتكشف للعالم انحطاط الحكومة التي منحها المجتمع الدولي شرعية هي ليست أهلاً لها ذلك الصك الذي منحه من لا يمتلكه.

وأمام تفريط “حكومة” التحالف المخزي والا مسؤول في تقديم أي دعم للرعايا اليمنيين العالقين في السودان، أطلق العالقون اليمنيون مناشدات عدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، للتدخل وبشكل سريع في إجلائهم من العاصمة الخرطوم وبورتسودان اللتين تشهدان نزوحا كبيرا للمقيمين الأجانب فراراً من جحيم الاشتباكات الدائرة في السودان منذ أسابيع، إلى مدينة جدة السعودية ومنها إلى وطنهم الأم اليمن قبل أن تفتك نيران الحرب ومعاناتهم الإنسانية الصعبة بحياتهم.

مئات اليمنيين بينهم أطفال ونساء ومرضى قطعوا مسافات طويلة تحت حرارة شمس عاتية بلا ماء وغذاء بعد أن استدانوا تكاليف نقلهم من قبل تجار سودانيين، حيث تقدر المسافة بين الخرطوم وبورتسودان 15 ساعة بالسيارة وتحت درجة حرارة لا تقل عن 50 درجة مئوية.

إجلاء لم يكتمل

الناشط والشاعر اليمني محمد المسمري نشر على منصة “الفيسبوك” تسجيلات صوتية كشف فيها العالقين اليمنيين في بورتسودان ما تعرضون له أخطار كبيرة على حياتهم ليس من قبل أمراء الحرب في السودان بقدر ما كان من “الحكومة” التي يفترض أن تحمي أرواحهم من فوهات البنادق، وصناديق الأموات.

شاهد عيان من الطلاب اليمنيين المقيمين في بورتسودان أوضح في تسجيلات صوتية، أن أول عملية إجلاء لليمنيين تمت من قبل الجانب السعودية كانت يوم الإثنين 24 أبريل الماضي وقام طاقم السفينة باستلام جوازات 250 يمني ونقلهم بكل سلاسة إلى مدينة جدة دون علم السفارة اليمنية.

وأضاف: في اليوم التالي وصل إلى بورتسودان ما بين 750 إلى 800 نازح من أبناء الجالية اليمنية بينهم أسر يمنية وقام الجانب السعودي بوضع 5 طوابير للعالقين الأجانب واليمنيين، لنتفاجأ بأحد مندوبي السفارة قام بجمع جوازات اليمنيين وطالبهم بعد تسليمها للسعوديين وصعد للسفينة كافة العالقين الأجانب إلا اليمنيين حيث لم يعمل لنا مندوب السفارة شيء إلا عرقلة صعودنا.

وتابع: في اليوم الثالث وصلت 3 حافلات تحمل على متنها 350 يمني من مدينة كسلا و7 باصات من ولاية الخرطوم بحري تحمل على متنها 450 عالق يمني وجاء المندوب بعد أن زادت أعداد اليمنيين العالقين في نادي الموانئ في بورتسودان وجمع الجوازات ولم يسلمها للجانب السعودي طوال 5 أيام.

ففي الوقت الذي قامت الدول بإجلاء جالياتها كان مندوب السفارة ونائب السفير عامر عبدالرحمن والقنصل علي الأخرم والمسؤول المالي للسفارة مشغولين بجمع جوازات العالقين وفي اليوم السادس طلب الجانب السعودي من الأسر اليمنية والمرضى الاقتراب من رصيف الميناء مع جوازاتهم بهدف نقل عدد 300 يمني عالق إلا أن الملحق العسكري للسفارة أرسل مندوبه وتم استبدال جوازات 300 يمني بعدد 50 من طلاب الكليات العسكرية  وحينها هاج اليمنيون وذهبوا إلى مقر إقامة مسؤولي السفارة الذين اعادوا لهم الـ 300 جواز ليتمكن ما بين 100 إلى 120 يمني فقط من ختم جوازاتهم والصعود للسفينة السعودية التي غادرت قبل أن يلحق بها بقية المسجلين الـ 300.

وأكد في شهادته، أن الجانب السعودي أجلى 470 يمني حتى الآن من بين أكثر من 3 آلاف عالق من جانب واحد بدون علم أو تدخل السفارة.

الحياة وسط الجحيم

نحو 3 آلاف يمني عالقون في ميناء بورتسودان بينهم نساء وأطفال ومرضى ينتظرون إجلائهم الذي لم يكتمل في ظروف إنسانية صعبة وسط العراء وحرارة صيف السودان القاتلة أو في أماكن تفتقد لأبسط مقومات الحياة، وبغذاء وماء يكاد أن ينفذ منهم.

ووفقاً لشاهد العيان، فقد تم انتخاب لجنة من 4 طلاب يمنيين لحصر جوازات اليمنيين في قوائم خاصة بحسب الوضع الإنساني لهم وذلك بعد أن تخلت السفارة عنهم.

وقال: تم استئجار صالة أعراس للعالقين اليمنيين تفصل الستائر فيها بين الرجال والنساء، والماء والغذاء فيها متوفر بشكل شحيح يتم تدبيره بجهود ذاتية وما يتصدق به المحسنون، كما أن إيجار البيت في اليوم الواحد في مدينة بورتسودان يعادل 100 دولار أمريكي.

وأضاف: لنا أسبوع تحت أشعة الشمس الحارقة ننام في العراء تحت درجات حرارة شديدة تفوق 50 درجة مئوية، تسببت في اجهاض أكثر من 13 امرأة يمنية بينهن حوامل في الشهر السادس، كما توفي 3 أطفال يمنيين مع والدتهم في حادث مروري.

ولفت شاهد العيان إلى وجود مرضى بالفشل الكلوي بين العالقين اليمنيين يحتاجون للغسيل.

قد يعجبك ايضا