المصدر الأول لاخبار اليمن

العيد ينقل احتدام المعارك من جبهات الحدود إلى العاصمة صنعاء.

خاص // وكالة الصحافة اليمنية // لن يحبس الحصار الخانق علي اليمن فرحة الأطفال في عيد الفطر المبارك ، كلا ولن تستطع طائرات العدوان أن تسرق فرحتهم بقدر ما تصنع منهم أبطال لا يقهرون ،فمعارك الساحل الغربي، قد تجد صورة عكسية منها في أيادي أطفال  بمنطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، ومعارك نجران وجيزان قد تجدها في […]

خاص // وكالة الصحافة اليمنية //

لن يحبس الحصار الخانق علي اليمن فرحة الأطفال في عيد الفطر المبارك ، كلا ولن تستطع طائرات العدوان أن تسرق فرحتهم بقدر ما تصنع منهم أبطال لا يقهرون ،فمعارك الساحل الغربي، قد تجد صورة عكسية منها في أيادي أطفال  بمنطقة التحرير بالعاصمة صنعاء، ومعارك نجران وجيزان قد تجدها في منطقة ” الدائري ” (اشتباكات ، كمائن ، أصوات مرتفعة ، صرخات متعاليه ، بل وعراك حتى بالأيادي ، يشنها الأطفال فرحًا بقدوم العيد ، فتارة تسمع ( سلم نفسك يا سعودي) وتارة تسمع ( سلم نفسك أنت محاصر) قد تكون وسائل الإعلام المغطية للحروب ،  أحد الأسباب التي نقلت  ما يدور في جبهات القتال إلى زُقاق وحارات المدن والريف اليمني.

أطفال في جبهات الشرف

قبل أن تُشن الحرب على اليمن، كان لمسلسلات الأطفال والمسلسلات التركية صورة ذهنية انطباعية انعكست على معظم الأطفال، انطلاقا من مسلسل “وادي الذائب”، حتى مسلسل “أٌراطغل”، فبعد أن يتم الأطفال مشاهدة المسلسل لا شك يخرجون إلى حواريهم ليطبقوا ما شاهدوه مع بعضهم البعض على أرض الواقع.

اليوم تُمثل قناة المسيرة والعديد من القنوات اليمنية الواقع الحقيقي للطفل، فيخرج متشوقًا للقتال مع أقرانه بكل شراسة ٍ وعنف، فمن يستطع منهم شراء اللعاب النارية تجدهُ حاملًا (كلاشنكوف، جفري، كلوك، آلي،) ومن لم يستطع تراهُ حاملًا قطعة بلاستيكية من مخلفات القمامة أو عصا أو أي قطعة حديدة بأماكنها أن تحمل على الكتف، واعتبارها سلاح مقلد يتم فيه القتال والاشتباكات بداخل الأزقة والحارات والشوارع.

“عبدالله الشميري ” طفل يقطن منطقة الدائري بالعاصمة صنعاء يقول: “اللعب مقاتله مع أطفال الحارة في أيام الأعياد أجمل ما يفضل لدي عن باقي الأيام، ولعب القتال بالمسدسات المائية والنارية والعادية أجمل بكثير من اللعب في (الجيم والكيرم والبلايستيشن والعاب الجوالات) “

في حارة “الحثيلي” وعلى طرق المارة تسمع ضجيج الأطفال وهم يلعبون كما لو أنك تشاهد مقطعًا على أحد القنوات التي تبث ما يحدث في الجبهات مع قوات التحالف فتارة تسمع (واقف مكانك يا داعشي ) وتارة تسمع الصرخات من أفواههم بعد النصر الذي أحرزوه على خصومهم .

الألعاب النارية كابوس العيد

حينما تذكر يوم العيد بالتأكيد تتطرق إلى الألعاب النارية، مصدر الفرحة والشعور بالعيد، ومصدر الإزعاج والمشاكل مع الجيران،

وللأسف الشديد تتحول معُظم الأسواق والمحلات ومراكز بيع المواد الغذائية إلى محلات خاصة لبيع الألعاب النارية خلال أيام العيد وما قبله، ولما لهذه الألعاب من طلب عند الناس ما يضاعف توسع بيعها في كُل منطقة.

“القريح ” الفرحة والُحُزن، العام 2018 ارتفعت أسعار اللعاب النارية إلى حدٍ غير مسبوق باختلاف الأعوام السابقة، ورغم الحصار المُطبق وتدهور ميزانية التجار والدولة إلا أن المحلات التجارية تكتظ بمختلف الألعاب النارية واليدوية.

وما يزيد الأمر أعجوبة هو التناقض في أراء الناس أزا هذه اللعاب فهم بالطبع لا يفضلونها لكنهم بنفس الوقت يؤدون أن يفرح أبناهم.

فهذا ” محمد عبدالله ” صاحب محل لبيع الألعاب النارية يقول: “أحُصل مضايقات عديدة من كبار السن ( الشيبات ) لكن أبناهم هم من يشترون مني ، ومع هذا لا أستطيع أن افهمهم فالمشاكل في العيد حتمية خصوصًا في جانب الألعاب النارية.

العيد حسود

المثل الشعبي السائد، يطوي سجل مشاكسات الأطفال العيدية في كلمتين.

فـ (القريح، القنابل، القنابل الصوتية ،….) وهذه الأخيرة يساوى صوت انفجارها صوت “الار-بي-جي ” ومكتوب على غلافها الخارجي بي20 ثم بي 30 وبي 40 وتباع تلك الأنواع التي تحتوى على 3 طلقات بأسعار تتباين ما بين ألفين ريال لـ بي 20 و3 ألف ريال لـ بي 30 وبي 40 بـ 4 ألف ريال أي تكاليف باهضه وأسعار استنزافية مهوله.

بنفس السياق يصرف “عبدالله الزبيري” عند كُل عيد ما يقارب 20000 عشرين ألف ريال في سبيل طفلة المُدلل ” أحمد ” ولا يدري كيف يقنع ابنه بخطورة هذه الألعاب، لنكهُ يصر على دفع هذه الأموال مقابل فرحة أبنه

على نفس المسار انتشرت العاب بلاستيكية كمسدسات بكميات تجارية في الأسواق المحلية وبأسعار رخيصة ، وعلى الرغم من دعوة أطباء أخصائيون العيون في اليمن الجهات المعنية إلى منع تداول مثل تلك الألعاب الخطرة والفتاكة بالعيون، وكذلك أولياء الأمور بأن يحرصوا على منع أولادهم من اقتناء مثل هذه الألعاب الا ان تلك الالعاب تتواجد في الأسواق بصورة كبيره ومثيرة للجدل.

 “أدهم المصنعي “دكتور يعمل في مستشفى الجمهوري يقول: أيام العيد معظم الحالات من الأطفال أصابات تتسبب فيها ألعاب كمسدسات أو قاذفات لكرات بلاستيكية صغيرة الحجم تنتشر عادة خلال أيام الأعياد، مؤكدا الأعين هي محط الإصابة.

بحبيبات البلاستيك غالبا ما يكون مصيرها الضمور الكامل والعمى الدائم، كما تتفاوت الإصابات عادة ما بين نزيف شديد داخل العين وإصابات وتعتم للقرنية وفقدان كامل للنظر وهذه الحالات تتطلب المتابعة عن قرب لتوقع حدوث المضاعفات الخطيرة في أي لحظة.

كُل هذه الحوادث في أطفالنا إلا انها لن تسلب الأطفال فرحتهم في وجهة نظرتهم.

قد يعجبك ايضا