متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //
أكدت صحيفة “الأخبار” اللبنانية ، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لتعطيل مباحثات السلام بين صنعاء والرياض من التحرك في اتجاه فرض رؤية مختلفة عما تم الاتفاق عليه بين الجانبين اليمني والسعودي.
وكشفت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الاثنين ، سعي أمريكا إلى تجزئة الحلول وتأجيل الحسم، لإبقاء الصراع هادئاً إلى حين الحاجة إلى إشعاله مجدّداً، وفق ما تقتضيه مصالحها ومصالح إسرائيل ويواكب السياسة الأميركية المعطِّلة للسلام في اليمن، والذي برز جلياً في الإعلام الإسرائيلي والأمريكي عبر التشكيك المستمرّ في جدوى المفاوضات بين الرياض وصنعاء، وذلك بهدف إفشال أيّ تقارب من شأنه أن يؤدّي إلى تحقيق السلام.
وأشارت إلى أنه في ختام زيارته للرياض، اكتفى البيت الأبيض بالإعلان أن مستشار الأمن القومي، جايك سوليفان، بحث مع وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، جهود السلام في اليمن، وما لم تقله الإدارة الأميركية، فنّده سفيرها لدى اليمن، ستيفن فاغن، الذي أكّد حرْص بلاده على تمكين حكومة ما يسمّى «الشرعية» من «الموارد المالية» لليمن، في إشارة واضحة إلى إصرار واشنطن على ربط الملفّ الإنساني بالملفَّين السياسي والعسكري، ورفْضها الرفع الكامل للحصار، وسعيها للاستحواذ على عائدات النفط، بدلاً من تخصيصها لصرف رواتب موظّفي الدولة وتحسين الوضع الخدمي للشعب اليمني.
ونوهت إلى أن أمريكا تهدف من خلال ذلك إلى إفشال أيّ تقارب من شأنه أن يؤدّي إلى تحقيق السلام، وانتهاء الحرب في اليمن كونه سيُضرّ مصالح واشنطن و تل أبيب ، وأن تبعات الاتفاق سينعكس على المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإشارته إلى أن وقف الحرب سيجعل كيان العدو هدفاً محتملاً لصنعاء، ما يقتضي إفشاله.
ولفتت إلى أن مراكز الدراسات الاسرائيلية ركزت مؤخرا بشكل كبير على تداعيات اتفاق السلام بين اليمن والسعودية، وخشيتها من تحقيق السلام وأثره على مصالح كيان الاحتلال مستقبلاً ، مشيرة إلى أن تلك المراكز تتحدث عن أن السعودية تحاول إخراج نفسها من اليمن وتسليم البلاد فعلياً إلى سلطة صنعاء، كون السلام يفيد صنعاء ويشكّل خطراً على أمن الكيان.
ووفقا للصحيفة فإن موقع «مجلس الشؤون الأسترالية – الإسرائيلية واليهودية»، وصف في تحليل بعنوان «مستقبل اليمن: التقسيم أم الفتنة أم الطالبانية؟» أن جميع النتائج المحتملة لتحقيق اتفاق السلام بين صنعاء والرياض تعتبر سيئة وأقلها سوءاً إذا تمّ تجميد الصراع إلى أجل غير مسمى.
وأشارت إلى أن أكثر ما يقلق الإسرائيليين، هو امتلاك اليمن مخزوناً هائلاً من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، والذي عبرت عنه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خشية من تجربة الطائرات المسيّرة التي حقق نجاح كبير في الميدان اليمني.
وعرجت الصحيفة على الأهمية الكبيرة التي يكتسبها البحر الاحمر لإسرائيل ومضيق باب المندب ، التي تخشى من إغلاق سلطة صنعاء المضيق وتعرض السفن الاسرائيلية لخطر صواريخ قوات صنعاء عبر الساحل ، كاشفة وفق مصادر استخبارية عن زيارات متكرّرة يقوم بها ضباط إسرائيليون برفقة زملاء أميركيين وإماراتيين إلى مدينة المخا على ساحل البحر الأحمر، التي تسيطر عليها قوات طارق صالح، المموّل من أبو ظبي، وزيارات أخرى إلى القاعدة الإماراتية في جزيرة ميون التي تتوسّط مضيق باب المندب.