في ثاني أيام عيد الفطر يستمر زخم المعارك في الساحل الغربي لليمن، معركة كسر عظم، لم يوفّق فيها التحالف الأمريكي السعودي منذ 3 سنوات وحتى اللحظة، مقاومة شرسة يُبديها “أنصار الله” هناك، غير آبهين بسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها التحالف الأمريكي السعودي في عدوانه على آخر شرايين الحياة في “اليمن”، في انتقام واضح من الحجر والبشر بعد أن كسرت جماعة “أنصار الله” هيبة أمريكا والسعودية والإمارات ومن يدعمهم في تدمير اليمن.
السعودية والإمارات ، تدركان جيداً حساسية “الحُديدة” وأهميتها الاستراتيجية، لذلك يحاولان منذ أسبوع وبشتى الطرق الممكنة السيطرة عليها وبدعم أمريكي – بريطاني غير محدود علّهم يستطيعون السيطرة على المدينة، وحالياً تجري معارك كرّ وفرّ على بعد كيلومترات من المدينة وتحتدم المعارك منذ الأمس في أطراف مديرية الدريهمي المتاخمة للمدينة في محاولة يائسة من قوات التحالف التقدم باتجاه مطار الحديدة الذي يبعد عن الميناء حوالي 10 كيلومترات.
كيف يمكن لـ “أنصار الله” مواجهة هذا الزحف الهمجي؟!
يتبع “أنصار الله” أسلوباً دفاعياً قد يتحوّل إلى أسلوب هجومي في أي لحظة وفقاً لما تتطلبه المعركة ومجريات الأحداث، ولكن حتى اللحظة يعمل “أنصار الله” على استنزاف قوات التحالف الأمريكي السعودي، وحتى الآن أبدت هذه الخطة فعالية كبيرة في سير المعارك، حيث أكد مصدر عسكري يمني اليوم مقتل وجرح عدد من قوات التحالف السعودي إثر عملية استدراج في الساحل الغربي.
من جانبها أعلنت القوة الصاروخية اليمنية البارحة مقتل 40 عنصراً من قوات التحالف السعوديّ باستهداف تجمّع لهم بصاروخ توشكا في الساحل الغربي.
وقد أكد مصدر عسكري في وزارة الدفاع بصنعاء أهمية عملية استنزاف العدو في الساحل الغربي، مؤكداً أن “قوات الجيش واللجان الشعبية نفّذوا عملية استدراج نوعية استهدفت قوات الغزاة والمرتزقة في الخط الساحلي بجبهة الساحل الغربي”.
وأكد أن “كمائن نفذتها وحدة الدروع أسفرت عن إعطاب 20 مدرعة وآلية وناقلة جند وأطقم تموين للغزاة ومرتزقتهم إضافة إلى عشرات القتلى والجرحى”.
أما الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام فقد صرّح بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية لديهما استراتيجية مدروسة لاستنزاف العدو في الساحل الغربي، مشيراً إلى أن العمليات تتركز في الدريهمي ومناطق محدودة وأن قوات العدو محاصرة من الأمام والخلف.
وأكد أن العدو في معركة الساحل الغربي وعدوانه على اليمن وصل إلى طريق مسدود وسمعته الدولية أضحت في الحضيض ولم يحقق شيئاً من أهدافه.
ميدانياً تمكّنت قوات صنعاء من صدّ هجوم لقوات التحالف في الدريهمي، أسفر عن مصرع وجرح العشرات من قوات التحالف.
استراتيجية “تحالف العدوان” لكسب المعركة
يعتمد التحالف الأمريكي السعودي الاماراتي مدعوماً من بريطانيا على “استراتيجية إعلامية وحرب نفسية” يوجهها على أعلى مستوى نحو مقاتلي قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية لتثبيط معنوياتهم وإظهار التحالف بأنه “منتصر لا محالة”، ولتحقيق ذلك لا بدّ من نشره في الإعلام على نطاق واسع وهذا ما يحصل في إطار حرب نفسية اعتاد عليها اليمنيون منذ اليوم الأول للحرب ولم تعد تجدي نفعاً، خاصةً أن اللجان الشعبية تكذّب إعلام التحالف عبر بثّ مقاطع فيديو تظهر زيف الأخبار التي يتم نشرها حول السيطرة على منطقة هنا ومنطقة هناك.
ومؤخراً بثّ أفراد من اللجان الشعبية لأنصار الله مقطع فيديو من منطقة الدوار في محافظة الحديدة للردّ على وسائل إعلام دول التحالف العربي التي تدّعي وصول قواتها إلى المنطقة، وفي الفيديو تحدث أحد أفراد اللجان الشعبية عن تاريخ يوم تصوير الفيديو وهو الجمعة الموافقة لأول أيام عيد الفطر المبارك.
الحالة الإنسانية
منذ أن أعلن التحالف الامريكي السعودي نيته السيطرة على “الحُديدة” سارعت الأمم المتحدة للتحذير من وقوع كارثة إنسانية محتملة في حال تم قصف المدينة، وهي النقطة الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال البلاد، حيث يعتمد 22 مليون شخص حالياً على المساعدات ويواجه 8.4 ملايين منهم خطر المجاعة.
ولكن تحالف العدوان لم يأخذ بكلام الأمم المتحدة وبدأ هجوماً نارياً على المدينة من البرّ والبحر والجو، وعلى إثر ذلك بدأت الأزمة الإنسانية تتفاقم، وتحدّث مصدر طبي بأن طواقم الإسعاف لم تتمكن من دخول المنطقة لإجلاء ضحايا آخرين بسبب القصف المتواصل للتحالف السعودي.
من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن سكان مدينة الحديدة في اليمن يخشون الحصار حيث يواصل تحالف السعودية والإمارات حملة عسكرية للسيطرة على المدينة، ولفتت اللجنة إلى أن عشرات الآلاف من أهالي الحديدة قد يفرون في الأيام القادمة بسبب القتال، مضيفة إنها تشعر بالقلق على النازحين الذين قد يضطرون إلى الفرار مرة أخرى.
الأوضاع في الحُديدة ليست بخير وإن كان أنصار الله يصدّون العدوان المتكرر على المدينة الصامدة، ولكن المواطنين الآمنين هناك يعيشون تجربة وحشية وتهديداً مستمراً بالموت في ظل الهجوم الصاروخي لقوات التحالف التي لا تستثني أحداً، انتقاماً من عجزها وفشلها في تحقيق أي نصر يذكر سوى قتل المدنيين وتجويعهم، وحالياً إنّ تقدّم هذا التحالف بطيء وفي حال بقي على هذا المنوال سيتلقّى خسائر فادحة لعلّها تكون بمثابة ضربة قاضية لعدوانه الغاشم وبداية انهيار لهذا التحالف المترهل.