اعتبر تحليل نشرته مجلة “ريسبونسبل ستيتكرافت” الأمريكية، أن الخطط الأمريكية التي كشفتها وسائل إعلام مؤخرا عن توسط الولايات المتحدة لإبرام تطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني فكرة سيئة، لأنه لا يجب على واشنطن تقديم التزامات إضافية تطلبها الرياض من أجل تحقيق ذلك.
ووفق التحليل الذي كتبه دانيال لاريسون؛ فإنه لا يوجد سبب مقنع يدفع واشنطن للقيام بتلك الخطوة التي ستكون بمثابة خطأ جسيما من قبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأوضح لاريسون أن بايدن ارتكب بالفعل خطأ عندما حاول كسب ود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان العام الماضي، لكن تم رفضه قبل انتخابات التجديد النصفي العام الماضي.
وعقب بأنه لن يكون من الحكمة أن يقوم بايدن بجهود كبيرة قبل الانتخابات للتوصل إلى اتفاق تطبيع بين السعوديين والإسرائيليين، ستكون بلا شك على حساب مصلحة واشنطن ومن الممكن أن يفضل ولي العهد تأجيلها حتى ما بعد الانتخابات الأمريكية حتى يتمكن من انتزاع تنازلات أكبر لاحقًا.
ورأى لاريسون أنه حتى لو كان السعوديون على استعداد لقبول عرض بايدن هذا العام، فسيكون ذلك صفقة سيئة للولايات المتحدة، موضحا العديد من الأسباب لهذا التصور.
خدمات إضافية
وذكر المحلل أنه لو افترضا أن التطبيع الإسرائيلي السعودي سوف يتبع نمط التطبيع الإسرائيلي مع المغرب والإمارات، فمن المحتمل ألا يتضمن أي تنازلات ذات مغزى من جانب الكيان وسيعتمد على خدمات سياسية وعسكرية أمريكية إضافية للسعوديين.
وأشار إلى أن ثمة شائعات ترددت عن المقابل الذي تريده الرياض للتطبيع مع تل أبيب يشمل حصول المملكة الخليجية على ضمانة أمنية أمريكية ودعما للبرنامج النووي المدني للمملكة، وعلى أقل تقدير فإن السعودية سوف تريد زيادات كبيرة في مبيعات الأسلحة الأمريكية والمساعدات العسكرية.
وبحسب المحلل فإن هذا من شأنه أن يربط الولايات المتحدة بالسعودية على نحو أوثق ويزيد من تمكين السلوك المدمر للأخيرة في المنطقة. معقبا أن ذلك ثمنا يجب على الولايات المتحدة أن ترفض دفعه.
وأضاف أنه يجب ألا تقدم الولايات المتحدة أبدا ضمانة أمنية للسعودية، ويجب أن تخفض من تصنيفها وأن تنهي دعمها العسكري للمملكة بشكل مثالي بدلا من ذلك.
ومضى قائلا إنه “من شبه المؤكد أن ضمان الأمن للسعوديين سيشجع حكومتهم على الانخراط في سلوك أكثر تهورا واستفزازا، تثبت أحداث العقد الماضي أن دعم السعوديين إلى أقصى حد جعل السعودية أكثر عدوانية وتهديدا لجيرانها”.
واعتبر المحلل أن أي تطبيع بين السعوديين والإسرائيليين سيكون بمثابة ضربة أخرى للشعب الفلسطيني، وسيزيد من ترسيخ النظام القمعي المجبرون على تحمله. بالإضافة إلى كونها صفقة سيئة بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون من المستهجن أخلاقياً القيام بذلك.
غير مرضية سياسيا
وبحسب المحلل فإن دفع إدارة بايدن باتجاه ابرام اتفاق تطبيع بين محمد بن سلمان وحكومة ائتلافية إسرائيلية يمينية متطرفة في عهد بنيامين نتنياهو هي آخر شيء يريد معظم الناس في الحزب الديمقراطي رؤيته.
وأشار إلى وجود كتلة كبيرة من الديمقراطيين تريد قطع الدعم الأمريكي الحالي، لذلك من الصعب تخيل أنهم سيتدحرجون ويقبلون زيادة كبيرة في الدعم الأمريكي كجزء من اتفاقية التطبيع.