مؤشرات متسارعة.. العالم يستعد لحقبة ما بعد الهيمنة الأمريكية
اليمن تتصدر خارطة الصراع.. العالم يستعد لحقبة ما بعد الهيمنة الأمريكية
تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//
هل فعلا باتت الهيمنة الأمريكية على العالم، على شفا الزوال؟ من القطب الواحد، إلى عالم متعدد الأقطاب، تبدو مسارات أمريكا ماضية في هذا الاتجاه، في توقيت تحاول فيه اللعب على نزاعات العالم وتغذية الصراعات.
في أتون حرب باردة تقود “واشنطن” معارك عبر وكلائها، فمن دعم أوكرانيا وتسخير موازنة البنتاجون لتدفق الترسانة العسكرية إلى كييف، لتقزيم روسيا، إلى مناوشات الصين عبر دفع تايوان لاستفزازها، بالإضافة إلى تشكيل تحالف كوري جنوبي – ياباني ضد كوريا الشمالية، تقترب أمريكا رغم هذا الكم المهول من الانهيار، أو بمعنى أدق، لن تكون الحاكم المطلق خلال القرن الـ 21.
السيد عبد الملك الحوثي أكد في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى الصرخة هذه المدلول حيث قال الثلاثاء الماضي، إن المتغيرات الدولية توضح أن أمريكا تتجه نحو الانحدار.
وأضاف: “المتغيرات الدولية توضح أن أمريكا تتجه نحو الانحدار، وأن قدرتها الاقتصادية التي تنطلق من خلالها في السيطرة على بقية البلدان بدأت تضعف شيئا فشيئا”.
وتابع: “أمريكا تواجه مشاكل وأزمات عميقة داخلها و أصبحت أكثر بلد عليه ديون في العالم”. ولفت السيد عبد الملك إلى أن محور المقاومة انتصر على المشروع الأمريكي الصهيوني.
وأشار في كلمته إلى أن: “الأمريكيون لم يتمكنوا من حسم المعركة لا في سوريا ولا العراق ولا فلسطين ولا اليمن، كما لم يتمكن من إحداث تغيير لصالحه في إيران، رغم المؤامرات التي نفذها”.
مؤخرَا فشل الرئيس الأميركي بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي مجددا في التوصل إلى اتفاق لرفع سقف الديون، بعد اجتماع آخر جمع بينهما الاثنين الماضي في البيت الأبيض.
وكان تحذير وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين من أن الولايات المتحدة مهددة بالتخلف عن سداد ديونها بحلول يونيو قد أثار ضجة كبيرة، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الديون المتضخمة هي نتيجة خيارات اتخذها كل من الجمهوريين والديمقراطيين على حد السواء، فمنذ عام 2000، اعتاد السياسيون من كلا الحزبين على اقتراض الأموال لتمويل الحروب، والتخفيضات الضريبية، وتوسيع الإنفاق الفدرالي، وتوفير الرعاية الصحية لجيل طفرة المواليد، واتخاذ تدابير طارئة لمساعدة الشعب على تحمل فترتين من الركود المنهك.
انقلاب موازين القوى
عقدين من الزمن وأمريكا تلعب دور “شرطي العالم”؛ لكن السنوات القليلة الماضية شهدت انقلاباً في موازين القوى بشكل واضح.
ففي تقرير لموقع ” ريسبونسبيل ستاتكرافت” الأمريكي تناول هذا الموضوع تحت عنوان “”وداعاً القرن الأمريكي ومرحباً بالثلاث العظام”، رصد فيه العلاقات الصينية الأمريكية، ووصفهما بالقوتين العظميين، إلا أن هذا الثناء على تلك العلاقة فقد جاذبيته في واشنطن مع استمرار التوترات مع بكين في التصاعد بشأن تايوان وقضايا أخرى.
وأشار التقرير إلى صعود الهند كقوة نووية واقتصادية كبرى، قائلا بأنها ستكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وبالنظر إلى روسيا، كقوة مناوئة لأمريكا، لا تزال موسكو غير قادرة على حسم المعركة في أوكرانيا، فيما تدرك واشنطن أن الهزيمة المطلقة لروسيا وزوال فلاديمير بوتين تبدو سيناريو بعيد الاحتمال.
في الوقت نفسه، ربما تكون الحرب في أوكرانيا قد كشفت نقاط ضعف في الجيش الروسي، إلا أنها كشفت أيضاً عن حدود القوة الأمريكية، حيث كان بايدن يأمل بأن تنضم معظم الدول إليهم لعزل روسيا، لكن الواضح الآن أن محاولات بايدن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء قد فشلت، كما فشلت واشنطن إلى حد كبير في إقناع معظم دول الجنوب، بما في ذلك القوى الصاعدة الرئيسية مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا، بتبني وجهة نظر الرئيس بايدن في حرب أوكرانيا على أنها صراع “وجودي” بين الدول الديمقراطية الليبرالية والدول الأوتوقراطية غير الليبرالية.
تضاؤل نفوذ أمريكا
وبحسب تحليلات عسكرية، دخل العالم حقبة جديدة، لم تُحدَّد ملامحها النهائية بعد، لكن أبرز ما يميز هذه الحقبة هو تضاؤل النفوذ العالمي للولايات المتحدة.
يلخص الدبلوماسي الإيطالي كارنيلوس في مقال نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني، الإجابة حول تعدد الأقطاب في العالم بالقول إن “إعادة ترتيب النظام العالمي، يرجِّح تشكيل نظام عالمي ثلاثي الأقطاب:
القطب الأول: هو الكتلة الديمقراطية الغربية بقيادة الولايات المتحدة، والذي يجسده “ثالوث التحالف المقدس” بين مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
والقطب الثاني: هو الكتلة الأوراسية بقيادة الصين وروسيا، ويضم إيران وبعض جمهوريات آسيا الوسطى.
أما القطب الثالث: فيتألف من الدول التي لا تريد الانضمام إلى أيٍّ من الحلفين، أي بقية دول العالم، التي يطلق عليها الآن جنوب الكرة الأرضية. وغالب الأمر أن تقف هذه الدول على الحياد بينما تتنازع الكتلة الغربية والكتلة الشرقية في الحرب الباردة الثانية.
اليمن في خارطة الصراع الدولي